شهادة حق


لقد اقترب موعد مغادرتي حاضنتي الأولى... حاضنة العلم والعلماء التي صدّرت للوطن وللأمة العلماء والباحثين والكفاءات العلمية والعملية في الحقول كافة... اكتب شهادتي من باب مسؤولياتي تجاه « جامعة ال البيت «... وتركت بصماتها المضيئة نورا متدفقا في قلبي وعقلي.. فانني سأمضي وانا اضمها بين الرمش والعين ، وتعيش معي في حلي وترحالي ، واحتضنها في قلبي ووجداني وضميري.

ومن باب الوفاء والاخلاص والولاء لهذه المنارة ، ومن باب اداء شهادة الحق الذي يظهر و ينير عتمة الباطل الذي لا بد ان يتقهقر ، وبكل امانة ووفاء فانني اسكب عصارة روحي عبر ثنايا احرفي التي تتمازج كما الروح في الجسد في كيان عباراتي ، مستعرضا جانباً من الصورة التي عشقت واحببت ، بعد ان اصبحت هويتي ومن اجزاء تكويني ، وبيتي وحاضنتي ، ومن هنا فلا بد من اداء كلمة الحق من باب الامانة والمسؤولية الملقاة على كل واحد ينتسب اليها.

فقد شاءت الأقدار أن أكون شاهداً وطالب فيها .... لقد تصدر المشهد العلمي الأكاديمي الأردني، بما قدمته ادارتها الرشيدة و العاملون فيها من عطاءات تبوأت بسببه مكانتها اللائقة محلياً وعربياً وحتى عالمياً.

واليوم....فإن ال البيت الجامعة...ال البيت العلم والمنارة التي حاكت منذ تأسيسها خوالد أيامنا المجيدة، تعود الى سوابق عطاءاتها وإبداعاتها وإنجازاتها.... تقودها إدارة تغفو هدباتها على الوجع الذي آلمها، ويعتصر فؤادها مآلاتها، فتعاملت هذه الإدارة الواعية المدركة لحجم وعظم مسؤولياتها منذ اليوم الأول لتسلمها مهام الإدارة...مع المسؤولية بكل أمانة وإخلاص، لاسيما وأن ربانها كان بين طلبها دايما .

فالأنانية والمصلحية والمكاسب التي تسعى لها القيادات الإدارية في كثير من الأحيان كانت على مفترق طرق مع هذا العهد الذي زاده « نعيق الغربان « عزماً ومضاء لوضع القافلة على مسارها الذي ما إنفكت تتوق اليه، لإنها منذ البدايات كانت مع المجد صنوان، وكانت إحدى أهم روافع التقدم العلمي والأكاديمي في الأردن والخارج أيضاً.

إن ما تحقق خلال عام واحد مع رئيسها الجديد الدكتور ضياء الدين عرفه. فقط يكاد يكون إعجازياً في سفر الجامعات وغيرها من المؤسسات، ولن أعدد تفاصيل ما تحقق لأن النحت في الصخر كان أسهل من إنجازه، خاصة وأن قوى الشد العكسي شدّت للمراوحة في المكان والنكوص للوراء، فقوبلت بإدارة الأمل التي إستحضرت الخبرة والكفاءة والريادة والإبداع والمحبة، لتنهض بالحاضر حتى ينعم الآخرون به ويرفلون بظلاله.

لقد كان جميع رؤساء جامعة ال البيت منذ زمن أول رئيس لها وحتى اليوم، فلم أشهد سهاماً وأبواقاً تسابقت وترادحت للنيل من الإنجاز والعطاء الذي تشهده الجامعة الآن والذي يطول وصفه، لاسيما وأنه جعل من الأقسام والكليات والمراكز والدوائر في الجامعة خلايا عطاء

لقد اقترب موعد مغادرة «ال البيت » عشقي الأزلي وهي في روحي وضميري، وكلي ثقة وإطمئنان أن « العالمية» قادمة لها، لأن الساعي عليها جدّه كبير وعطاؤه أكبر، يسنده نفر من الغيارى الذين تسري « ال البيت « في نبضات قلوبهم ويضمونها بحدقات عيونهم.

فإني أقطع الطريق على الذين إعتادوا على وضع العصي بالدواليب وذلك عندما أكتب عن بيتنا الكبير....مؤسستنا العلمية العريقة الرائدة...جامعة ال البيت

لقد سطرت ما سبق آنفاً للتاريخ، فقد تشاء الأقدار أن لا أعود إلى ال البيت قاطع الطريق على الذين إعتادوا الحياة في غير أشراطها، ولا أريد من كلمة الحق هذه الا إظهار الحق وإنصاف المسيرة التي ستصل بعون الله وإرادة الخيرين الى مبتغاها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات