من قتل فراس ؟!

الطفل الراحل فراس

جراسا -

خاص - رائده الشلالفه - كان مزهوا بالحياة والحب والأمل والشغف، حمل حقيبته المدرسية ومضى بخطواته الصغيرة ومطلع شمس الشمال في لواء الرمثا الى مدرسته.

ام فراس وفيما هي تعد له "سندويشة" الزعتر، وتضعها بحقيبته، وتمده بقبلتها الصباحية على جبينه البريئ ، لم تكن تدري بأنه ماضٍ الى حتفه ، ولم تكن تعلم ان طفلها الوحيد بين خمس شقيقات سيغادرها الى الابد !

الطالب فراس الغرايبة، والذي توفاه الله اليوم اثر سقوط باب مدرسته الحديدي على جسده الصغير، ليس الضحية الأولى في حوادث الموت التي تعرض لها اطفال اردنيون بذات الطريقة بسقوط أبواب مدارسهم الهالكة على أجسادهم الصغيرة، وقد سبق هذه الحادثة المؤلمة حوادث مشابهة بالمطلق لم تدق ناقوس الخطر في مكتب وزير التربية والتعليم الحالي او السابق او الأسبق، وقد تعددت الحوادث ذاتها وأودت بأرواح ملائكية صغيرة لأكثر من وزير تربية وحكومة سابقة .

الطالب فراس غرايبة البالغ من العمر 13 عاما، توفي صباح اليوم الثلاثاء في مستشفى الملك عبدالله المؤسس باربد ، متأثرا باصابات اثر سقوط باب مدرسة ابن الحزم الثانوية في الرمثا الاثنين الماضي عليه، ادخل اثرها الى العناية الحثيثة بسبب حالته العامة السيئة .

مضى فراس الى ملكوت السماء، وترك وراءه مقعده الدراسي خاليا، كما ترك أقلام التلوين ودفتر الرسم دون ان يرسم نهاية موته ، ولبثت بقايا قطع "بكيت الشيبس" التي لم يكن مُقدرا له ان يُكمل تناولها ، في قاع حقيبته لتختلط وبقايا "سندويشة" الزعتر، لتخبر أمه لاحقا أن ها هنا كان فراس !!

مات فراس او قتل، احترق قلبه امه وقلوب كل الامهات، لا فرق، اختفت "مشاكساته" في زوايا البيت وانحاء ساحة مدرسته لا فرق، تلاشت اصداء ضحكته وخلى سريره منه ايضا لا فرق، فالطفل رحل ، وبقي القاتل المجهول سواء كان بابا حديدياً او سورٍ أيل للسقوط، متربصا بأطفال اخرين قد يباغتهم الموت في اي لحظة يدلفون بها الى مدارسهم.

رحل فراس، وستضمحل الفاجعة يوما اثر يوم، وسينسى وزير التربية والتعليم، ومن سيخلفه في حكومات قادمة حادثة مقتل فراس، وسيكون هناك مشروع فراس اخر واخر الى ان تصبح مدارسنا تماما كما غولٍ يفتح فمه الكبير بانتظار المزيد من ضحايا الاهمال الحكومي، والاداري في مدارسنا !

وزيرنا د.محمد الذنيبات والذي فتح جبهات "مسخ" المناهج وارباك الحصص والساعات الدراسية ولا انتهاءً بقرار نظام التوجيهي بتحويله لفصل واحد، لم يُكلف نفسه عناء النزول للميدان ..

نعم.. ماذا لو ان الوزير الذنيبات خرج بجولة صباحية الى مدارس الشمال.. وماذا لو ساقته الصدفة ذاتها التي ساقت فراس للمرور من بوابة المدرسة الحديدية التي أودت بحياته، ليزور ذات المدرسة, هل كان سيلفته باب المدرسة الحديدي ويأمر بالاسراع باصلاحه او استبداله.. ماذا لو حدث ذلك مثلا ؟؟ ولا اعتراض على قدر الله ، هل سيكون فراس اليوم بين زملائه في الطابور الصباحي متجها الى مقعده الدراسي لينهل العلم لا ان ينهل الموت منه !

مسؤولية مقتل فراس يتحملها وزير التربية والتعليم د. الذنيبات بالدرجة الأولى، وبالدرجة ذاتها يتحملها مدير مدرسته الذي شغله كرسي الادارة عن تفقد مرافق المدرسة ومنها باب المدرسة الحديدي الذي انتزع فراس من حضن امه الدافئ .

بعد رحيل فراس المفجع.. ماذا سيفعل الوزير د. الذنيبات لحماية اطفالنا في مدارس الحكومة ؟
بعد رحيل فراس المحزن، ماذا نقول لأم فراس وابي فراس واخوات فراس الخمس وهو الشقيق الوحيد بينهن ؟

بماذا نعدهم ومسؤولي وزارة التربية والتعليم يتعاملون مع مدارسنا الحكومية كأنها قلاع لا تحتاج الى مراقبة او صيانة.

بماذا نعد اهالي اطفال مدرسة ابن حزم، وقضية الباب الهالك تم التنسيب بها الى قسم الابنية في وزارة التربية ؟

بماذا نعدهم وبوابة الموت سقطت في وقت سابق على عربة بائع نتجول جاء باب المدرسة ليتلقط رزقه ؟

لا نريد من الوزير ذنيبات أن يؤم بيت عزاء فراس، ولا نريد مدير تربية لواء الرمثا ان يشارك بتشييعه، لا نريد مدير مدرسته بأن يقف دقيقة صمت حداد على روح الملاك الرحل، بل نريد ان نحمي مليون طالب في مدارسنا هم اولا واخيرا فراس !

على الوزير ذنيبات ان يعيد هيكلة حمله للأمانة، وأن يخرج من فوره لتفقد أبواب مدارس الموت باباً بابا، او ليستقل فورا .

 

ما لم تكشفه وزارة التربية والتعليم حول حادثة مقتل فراس حسب التغطيات الاعلامية التي تناولت الحادثة :

 

اعمام الطفل الراحل غرايبة كشفوا في تصريحات صحفية من انه " عشية الانتخابات النيابية جاء احد مهندسي الوزارة قسم الصيانة وكشف على واقع المدرسة ونسب بعمل صيانة للباب خاصة ان المدرسة استخدمت كمركز اقتراع إلا انه لم يتم عمل أي شيء"


و "انه وعند وقوع الحادثة لم يقم أي شخص من المدرسة او مديرية التربية بإبلاغهم بالحادثة وانما قام بعض طلبة المدرسة بإعلامهم بما حصل كما استهجن الغرايبة التصريحات التي صدرت عن مدير التربية والتعليم للواء الرمثا بان صحة الطفل في تحسن قائلا كيف له ان يصرح وهو لم يعده ولم يتصل للسؤال عنه لغاية هذه اللحظة"!

و"ان لا أحد من المسؤولين قام بزيارة الطفل ولا أحد قام بالاتصال للاطمئنان عن صحته واكتفت التربية بإعلامنا بتكفلها بنفقات العلاج وليس هذا مطلبنا ونحن نريد محاسبة كل مسؤول تسبب في دمار هذه العائلة وخطف طفولة فراس".


تقدمت أسرة الطفل بشكوى رسمية لدى المدعي العام بحق مدير مدرسة ابن الحزم بالإضافة لوظيفته وبحق مدير تربية لواء الرمثا بالإضافة لوظيفته وبحق وزير التربية بالإضافة لوظيفته.

يؤكد اعمام الطفل فراس ان هذه الحادثة من الممكن ان تتكرر بكل سهولة ويسر اذا ما عرفنا ان مديرية التربية والتعليم اكتفت بوضع “لحام حديد” على الباب ودون مراعاة لاي من مبادئ السلامة العامة التي يجب ان تكون متكاملة في مدرسة كل طلابها من الأطفال

ويؤكد عم الطفل ان هذه الحادثة ليست الأولى التي يسقط فيها الباب فقد سقط سابقا على بائع متجول ولولا رحمة الله لكان هناك مصيبة ثانية ولكن وجود العربة معه حجز بينه وبين سقوط الباب عليه !





تعليقات القراء

ارحل يا ذنيبات
انا لله وانا اليه راجعون الله يصبر امه
18-10-2016 11:35 AM
النا الله
لو انه ابن مسؤول كان الحكومة كلها استقالت
18-10-2016 12:01 PM
لو ان بقرة تعثرت
رحم الله فراس ,,, خطيته برقبة الذنيبات
18-10-2016 12:08 PM
ابو المغربي
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه
18-10-2016 02:16 PM
حميد
على الحكوعه ان تستقيل شعورا بالمسؤوليه
18-10-2016 10:45 PM
مواطنه
لا حول ولا قوة الا بالله الله يصبر اهله وياااا ريت المسؤول يتحاسب هذه روح مو لعبه شو الي باب مدرسه يوقع الله اكبررر شو هالاهمال .... انا لله وان اليه راجعون
18-10-2016 11:21 PM
ابو عدي
اتمنى على مدراء المدارس في كافة انحاء المملكه تفقد بوابات مدارسهم واسوارها وعمل الصيانة المطلوبة تجنبا" لتكرار مأساة الطالب فراس رحمه الله
20-10-2016 10:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات