حكاية موصلية


بدون ترتيب وجدت نفسي في منزل أخي وإجبرت على مشاهدة عدد من القنوات الإخبارية الأجنبية والعربية تبث مباشر أحداث ما أطلق عليه في شريط الاخبار ومن خلال إشارات كتبت على شاشة التلفزيون " معركة الموصل " ، وقد بدأت اليوم حسب ما تم نشره وبالتالي هناك معركة تدور في العراق من أجل تحرير الموصل من عصابة داعش ، والصور المباشرة التي كانت تبث عبر تلك القنوات الإخبارية تظهر حشودا كبيرا من الجنود والأليات في صحراء جرداء هي محيط مدينة الموصل .
إذا الموصل واقعة تحت نيران القتال وبها أكثر من مليون ونصف مواطن عراقي لم يتمكنوا من مغادرتها إلى لحظة بدء المعركة ، وهؤلاء المدنيين هم أصحاب الحدث الرئيس في القصة الحربية التي تمت تغطيتها مباشرة من خلال عدد كبير من المحطات الإخبارية ، وهؤلاء المواطنين سوف تأتي حكاياتهم لنا بعد أيام وربما أسابيع وربما شهور ، وتكون تلك الحكايات مكررة لدرجة أننا سنجد أنفسنا نتابع موتا جماعيا يشابه موت حشود الكمبارس في أحد أفلام هيوليود الحديثة .
وعندما نشعر بهذا الشعور كشعوب عربية نكون قد وصلنا إلى نقطة لاعودة في فقدان الإحساس البشري بموت الأخر ، ونكتفي بأن نقول لأنفسنا أن هؤلاء مجرد كمبارس في هذه الحياة وهم لايختلفون عن كمبارس الحشود التي تقتل في أراضي اليمن وسوريا وليبيا وبقية أرض الاستوديوهات العربية ، والحكاية الموصولية تلك تؤكد لي أن الفيلم العربي لم ولن ينتهي إلا بموت جميع أبطاله السياسيين موتا جماعيا ، وعندها سيصرخ المخرج بكلمته الأخير(STOP) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات