مسلسل الغياب النيابي


     رغم إفرادها مساحة واسعة لتغطية جلسة النواب الخاصة بمناقشة الازمة المالية عجزت الصحف عن افراد مساحة موازية لما قدمه النواب وطبعا ليس بسبب عدم رغبتها ولكن لان النواب الذين طلبوا عقد جلسة خاصة لمناقشة الازمة بدأوا بالانسحاب التدريجي كما يقول النائب زياد الشويخ حتى بلغ عدد الحاضرين سبعة عشر نائبا فقط وقدم بعضهم كلمات تصلح لمناقشة كل شيء الا الازمة الاقتصادية وتداعياتها.

السادة النواب يبدو انهم دخلوا الى الجلسة لوضع هذا المطلب في ميزان برامجهم وانهم طالبوا ذات ازمة بنقاشها ولدى مراجعة الصحف لم نجد سوى كلمة الرئيس التي لم تجد من يناقشها والتي اعدت على ما يبدو لمواجهة حوار ونقاش مثمرين وباستثناء ما قدمه بعض نواب الخبرة لكانت الجلسة استماعية فقط.

جلسة الازمة خلت من مداخلة للجنة المالية مثلا ، والتي كان من المفترض ان تقدم رؤيا لا اقول معاكسة بل ثانية لما حدث في الكون وتداعياته على الوضع المحلي ورؤية اللجنة المالية للحلول وسبل المواجهة بدل ان تجلس اللجنة مشاهدة للحدث.

الحكومة قدمت امس رؤيتها وتشخيصها للازمة وملامح منهجها القادم واظنها بعد ردود المجلس الاستماعية نجحت في نقل النواب الى خانة النظارة بحافلة نيابية ، فالنواب هم من اقصى نفسه عبر صمت اللجنة المالية وترك الامر لبعض الكتل لتتحدث عوضا عنها وهو حديث مع الاحترام حديث يخلو من رؤية للواقع.

الحكومة كانت حاضرة في المشهد ونجحت في تحضير درس الازمة ولكنها قطعا ليست سعيدة بان درسها الذي حضرته لم يناقش بشكل مهني لتستفيد هي من مكامن القوة ولتعالج مواطن الضعف ، وبات السؤال المنهجي الاكثر حضورا طاغيا عن جدية المجلس وجدية تعامله مع الاحداث التي تمس الناس؟

نواب الجلسة السماعية على موعد اليوم مع مناقشة ازمة البورصة المحلية وسيكون الحديث فيها على نفس السوية خطابات قوية تصلح لكل شيء الا البورصة التي اجتاحت المجتمع الاردني كما النار في الهشيم ولم يجد بسطاء الناس من نوابهم ما يرشدهم الى فخ البورصة غير المرخصة ولكنهم سيكونون حاضرين غدا في موسم العزاء الشعبي الذي سيتحدث عن البورصة وعن مخاطرها دون ان يتم تقديم مقترح واحد لحل الازمة وسيمارس البعض في الخفاء سلسلة وساطات من اجل الافراج عن بعض ابطال البورصة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات