معالي الوزير العهد الذي بيننا وبينك هو المنهاج


الى معالي الوزير، الرجل الذي احببناه فخذلنا في منتصف الطريق.
منذ تسلم الرجل الاكاديمي، حقيبة التعليم العام، قرّت عيوننا به وهدأت خواطرنا، وايقنا فعلا ان الله عز وجل لن يخذل الوطن الطيب باهله، يوم ان يسر لنا رجلا وطنيا، نزيها، غيورا على الهم الوطني في اهم واخطر ملف سيحدد مصير الوطن بل سيعلي شانه بعد ان اصابه العطب والتلف على مدى سنوات وعقود خلت.

نعم معاليك، احببناك، لا لشيء شخصي ابدا، لكننا احببناك لما رايناه فيك من عزيمة وعزم وحسم وقتال شرس للدفاع عن سمعة التعليم العام ورفع سويته امام العالم كله، فاخذنا نسير خلفك، نشدو وننظم القصيد احتفاء بك وافتخارا بمنجزاتك على الطريق.

كم مرة كتبنا على صفحات المواقع الالكترونية ( جراسا نيوز) و(السوسنة نيوز)، وفي الصحف الرسمية اليومية الراي والغد؟

كم مرة تحدثنا بمنجزاتك في المؤتمرات والندوات واحيانا في حضورك لاننا كنا على يقين راسخ بانك استرجعت للتعليم حضوره وللوطن هيبته، فحمدنا الله وشكرناك يا معالي الوزير بل صرنا نعشق رؤيتك والتحدث معك بعد ان صرت قدوة لنا ونموذجا للرجل الوطني الشرس العنيد في سبيل الذود عن الثوابت والمنجزات الوطنية.

معالي الوزير، بعد ان تطاول العلمانيون واصحاب الاجندة المشبوهة عليك وعلى وزارتك،تصدينا لهم، ولا ابالغ اذا قلت لك بانني اسكت البعض منهم، حين تواصل معي بعض المحسوبين عليهم للتخفيف عنهم من لهجة التشنيع ووطأة التعزير التي بعثت بها في مقالات للصحف وقلت لهم حينها اختصروا وعدلوا ما ترونه فيما كتبت بشرط ان يكفوا عن العبث والتطاول على المناهج وعلى الوزارة والعاملين فيها وعلى راسهم شخصك الكريم.

بعد ذلك، انحدرت بك الامور، لا ادري وربما جميع الاردنيين يجهلون اسباب النكوص والتراجع من شخصك حين القيت نفسك في طابور العلمانيين الجدد علما ان جلهم من الكهول الذين عفا عليهم الزمن.

نعم معاليك، خدلتنا وانحدرت واصخت السمع لدعواتهم ومزاميرهم، وفي الليلة الظلماء حيكت مؤامرة المناهج، ليجري العبث والتشويه في مفاصل الكتب المدرسية باسلوب سوقي مبتذل، لا علاقة له بالتطوير الذي له تروجون وتسوقون.

معاليك، هل محو اسماء معنوية لها في النفس وقع الحماسة والفخار واستبدالها باخرى هلامية لامعنى لها يعد تطويرا ام محوا وتغييبا؟ بالله عليك اجبنا بالصدق ولا داعي للفذلكة فالناس لم تعد بلهاء ولا نياما؟

معاليك، هل محو وتقليص جرعة وكثافة النصوص التي تستنهض همم النشء وتذكرهم بنماذج تاريخية عزيزة على قلوبهم كما كانت في قلوبنا ، اقول هل تغييب ومحو النماذج الفضلى التي ينبغي عليهم محاكاتها في مستقبل ايامهم يعد تطويرا ام تغييبا ممنهجا للوعي الجمعي للاردنيين؟ اجب بالله عليك ولا تفسد الجواب بابتسامتك المعهودة.
معاليك، احترمك جدا ، لكنك لن تكون يوما ابي ، فوالله لو كنت ابي الحاج عبدالوالي الشوابكه وزللت بالبهت قاصدا ساقف لك بالمرصاد ما وسعني ذلك، فكم وكم عاتبنا والدنا على زلل او خطأ تبدى منه تجاه الاخرين، كان يهش ويبش في وجهي فعزز في داخلي هذا النهج وحمدت الله على ان حباني والدا بسيط الحال لكن روحه الرياضية اكسبته واكسبتنا الموضوعية وقوة المراس.

معاليك، احترامك واجب ، لكن مطاوعتك محال ومحال في امر مصيري ينحو ببوصلة الوطن نحو منعرجات خطيرة.

معاليك، ربما الامر خارج ارادتك، اقول ربما ولست جازما ان يكون خارج قدرتك، فانهض وعد الى وهجك قبل ان يسقطك الاردنيون الشرفاء من البوم ذكرياتهم.

معاليك، مهما يكن المردود على الوطن من دعم موعود، بئس الربح والمردود الذي سنخسر معه الشرف والسمعة ونخسر معه الاجيال اللاحقة.

معاليك، لن اقول لك ما قاله غيري، ممن طالبوك بالاعتزال والتنحي، ففي تنحيتك المصيبة الاكبر، ان تنحيت سياتي بعدك من هو اضعف، واقل مراسا وحزما، فبمن سياتون؟ من ذا الذي يقبل موقعا كموقعك الا ان يكون ممن اذعنوا ورضخوا لتعليمات الشطب والتغيير والتهميش؟ لذلك نستحلفك بالله ان لا تدع مجالا لتولي الضعاف والمأجورين لينفذوا ما خطط من اجندة خطيرة ، انتفض وتذكر انك ابن الوطن، ابن الكرك ، ابن قوم لا زال الناس يوقرونهم منذ الهية الاولى يا ابن كرك الهية ( الهبّة).

نعم معاليك، العهد الذي بيننا وبينك هو المنهاج بثوابته وموروثاته الوطنية، وليعلم معاليك ومن يحاول حولك تزيين الامور، انني لست علمانيا ولست اسلاميا متطرفا ولا يساريا ، انا اردني ابن اردنية من شماله وجنوبه وشرقه وغربه ليس اكثر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات