صلة الارحام - بُلّوها بالسلام


قال صلى الله عليه وسلم:(بُـلُّـوا أرحامكم ولو بالسلام) حسّنه السخاوي

بُلّوا من البلل والترطيب ... شبّه النبي - صلى الله عليه وسلم - صلة الرحم بالمعروف، ولو بالشيء القليل يندى فيرطب، وذلك أن العرب تصف الرجل إذا وَصفته باللؤم وَالْبخل "وَمَا يندى كَفه بِخَير" فيقال إذا وصل الرجل رحمه بمعروفه - بلَّ فلان رحمه، فهو يبلّها بلّا وبلالا. قال النبي : " يا بني عبد المطلب، إني لا أُغني عنكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا ".

فقد أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المتعاهد لأهل رحمه بالسلام خارج من معنى قاطعيها، وداخل في معنى واصلها .

قال الطبري {تهذيب الاثار 146} أدنى البر بهم: كالسلام ونحوه غير مستحق اسم قاطع، مع منعه إياهم فضول ماله .

قال ابن حجر الهيثمي {الزواجر78/2 } اعتبار قطع الارحام في حالتين الإساءة إلى الأرحام. وقطع المكلف ما ألفه قريبه منه من سابق الصلة والإحسان

لم يُبيّن الشرع كيفية الصلة وحدها لذلك قالوا تتحقق بما جرى به العرف وأدنى البِرّ بهم هو السلام اذا تعذرت الزيارة والاكتفاء بأدنى الوصل، من السلام والكلام بالهاتف او مواقع التواصل الاجتماعي...قال النووي : (صلة الرحم هي الاحسان ..تكون بالخدمة ...وتكون بالزيارة والسلام) .

لذا فأنه يندب للمسلم صلتهم والإحسان إليهم وأن يقصد بصلة رحمه التقرب إلى الله تعالى بثوابه..

الرحم الذين تجب صلتهم:
(1) اتفقوا العلماء على ان الصلة تكون الى الرحم المحرّم : الجد - الجدة الاب -الام - [الاخ - الاخت (واولادهما)] الاعمام والعمات - الاخوال والخالات.

وهو قول للحنفية، وغير المشهور عند المالكية، وهو قول أبي الخطاب من الحنابلة

(2) واختلفوا على اقوال منها : الارحام غير المحرمة انها صلة الارحام أن الصلة تطلب لكل قريب، محرمًا كان أو غيره، وهو قول للحنفية، والمشهور عند المالكية، وهو نص أحمد، وهو ما يفهم من إطلاق الشافعية .

وقد اوصلها البعض الى الجد الرابع وذريته (ذكورا واناثا) محرم كان او غير محرم....
والجواب على ذلك:

قالوا: لأنها لو وجبت لجميع الأقارب لوجب صلة جميع بني آدم، وذلك متعذر، والدليل : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا على بنت أخيها وأختها، فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم) ..

(3) ادنى الصلة واقل البر هو السلام
( فاتقوا الله ما استطعتم )
بمعنى :الاكتفاء بأدنى الوصل، من السلام والكلام بالهاتف كما تحصل الصلة بالكتابة إن كان غائبا، نص على ذلك الحنفية والمالكية والشافعية..

فزيارة ذوي الرحم ليست واجبة في كل وقت وحال، بل تجب إن كان في العرف يُعدّ ترك الزيارة قطيعة كون ان الشرع لم يبين مقدار صلة الرحم ولا جنسها، فالرجوع فيها إلى العرف، فما تعارف الناس عليه أنه صلة فهو الصلة، وما تعارفوا عليه أنه قطيعة فهو القطيعة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات