جراسا -

عاش اليوم الأول من نهائيات كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة على إيقاع الصخب والألوان البراقة والأهداف الجميلة، وشهد أيضاً مباريات بنكهات مختلفة. وتميزت مواجهات المجموعة الثانية بالحدة والتنافس ولم تُحسم إلا بشق الأنفس؛ فالمنتخبان الألماني والكندي تفوقا بصعوبة بالغة وعناء كبير أمام كل من فنزويلا والكاميرون على التوالي.

وبالمقابل، كان الواقع مختلفاً تماماً ضمن فعاليات المجموعة الأولى، التي شهدت تحطيم بعض الأرقام، بعد التألق اللافت والجارف للمكسيك وأسبانيا؛ فكتيبة إل تري سحقت نيوزيلندا بخماسية نظيفة، لتحقق أكبر فوز لها في تاريخ البطولة العالمية، بينما استطاعت نجمة لاروخا لورينا نافارو تسجيل نفس العدد من الأهداف بمفردها لتلحق هزيمة قاسية بمنتخب البلد المنظم في أولى مشاركاته في الحدث العالمي.

وقبل ذلك، شهد حفل الإحتفال مزيجاً من الألوان التقليدية والأصوات التي تميز المملكة الأردنية. وما زاد هذا الحفل رونقاً وبهجة الجماهير الغفيرة التي ملأت جنبات الملعب وراحت تُخلد اللحظات الجملية بنور وكاميرات هواتفها. وبهذا الإفتتاح البهيج تكون الأردن 2016 قد وفت بعهدها وانتظاراتها ورفعت جودة المعايير عالياً.

النتائج
المجموعة الأولى
الأردن 0-6 أسبانيا
المكسيك 5-0 نيوزيلندا

المجموعة الثانية
فنزويلا 1-2 ألمانيا
الكاميرون 2-3 كندا

هدف اليوم
المكسيك 5-0 نيوزيلندا، سيليانا توريس 87
ادّخر المنتخب المكسيكي الجامح أداءه الباهر وقوته الكبيرة ليحقق انتصاراً لافتاً على حساب نظيره النيوزيلندي بـ5-0. وخلال تلك المباراة، تألقت البديلة سيليانا توريس بشكل رائع جعل الجماهير بملعب عمان الدولي تقف لها إجلالاً وتقديراً لأدائها الجميل؛ فهذه اللاعبة التي تبلغ من العمر 16 سنة دخلت المباراة دقيقة واحدة فقط قبل أن تترك بصمتها وتسدد كرة قوية بالقدم اليسرى استقرت في الجانب الأيمن من مرمى الخصم.

لحظات خالدة
الصخب الكاميروني
اصطفت الكاميرونيات جنباً إلى جنب، في تجسيد رائع لمعاني الوحدة والتآزر، لمواجهة خصومهن؛ فقد ضربن بأرجلهن على الأرض ولوّحن بأيديهن ورفعن أصواتهن. ولو لم يكن المنتخب النيوزيلندي يخوض مباراته اليوم هو أيضاً لظن المتفرج أنه يتابع رقصة هاكا الشهيرة. غير أن الأمر تعلق هذه المرة بالكتيبة الكاميرونية التي أحدثت الفرجة واصطف أعضاؤها على خط المرمى قبل انطلاق المباراة أمام كندا. ومع ذلك، لم تُلهمهن كل هذه الطقوس من أجل تحقيق الفوز، إلا أن الكاميرونيات، اللائي يخضن البطولة لأول مرة في تاريخهن، قدمن مع ذلك أداءً مشوقاً.

تشافي وترحيب يليق ببطل
شهدت المراسيم في ستاد عمان الدولي حدثاً خاصاً، بعد الظهور المفاجئ لتشافي هيرنانديز قبل مباراة الإفتتاح لأصحاب الأرض أمام المنتخب الأسباني. ومن دون أدنى شك لا يحتاج أسطورة برشلونة لأي تقديم؛ فالجماهير المحلية هتفت باسمه ورددته وهو يقوم بجولة حول الملعب، اعترافا وتقديرا لتشجيعاتها وترحيبها. وبعد ذلك، تابع هذا اللاعب المشهور بتمريراته الحاسمة، بإعجاب لاعبات منتخب بلاده اليافعات وهن ينهجن أسلوب لعب سلس. ويبدو أن تشافي، وهو خريج كأس العالم تحت 17 سنة FIFA، يشعر بما تحسه اللاعبات اليوم وهن يحاولن ترك بصمتهن في الحدث العالمي. وكان نجم النادي الكاتالوني سابقاً قد خاض هذا المسابقة 13 سنة قبل أن يتوج بلقب كأس العالم للكبار.

قصيرة القامة، زاخرة الموهبة
سعِد تشافي، الذي أدرك بافتخار، إلى جانب ميسي وإنييستا، أن القامة والقوة ليسا شرطين أساسيين للتألق، بالأداء الرائع الذي قدمته لورينا نافارو صاحبة الـ15 ربيعاً؛ فهذه اللاعبة التي تعد أقصر وأصغر عنصر في الكتيبة الأسبانية، كانت أكثر زميلاتها تألقاً وتأثيراً، علما أنها سجلت خمسة أهداف لوحدها لتعادل الرقم القياسي للبطولة وتحتل مركزاً متقدما في السباق نحو حذاء adidas الذهبي.

لا إنجاز بدون عناء
صحيح أن اللاعبات المشاركات في كأس العالم تحت 17 سنة هن مراهقات، لكن إذا كُنتَ تعتقد أنهن غير مستعدات لبذل الغالي والنفيس من أجل الفريق، فعليك أن تُعيد النظر في حكمك هذا؛ فدانييلا إسبينوزا أثبتت العكس، حين ارتمت بجسدها في خط المرمى لتمنح التقدم للمكسيك أمام نيوزيلندا؛ فهذه اللاعبة ارتقت لتسجل برأسها وسط العديد من المدافعات. ورغم أن شجاعتها هذه كلفتها ضربة في الرأس وسط العديد من الأرجل ومحاولات إبعاد الكرة، إلا أن صاحبة القميص رقم 9 حققت الأهم على الأقل ووقعت على بداية موفقة في العرس العالمي.

الرقم
5- بفضل الأهداف الخمسة التي سجلتها نافارو اليوم أصبحت تتقاسم الرقم القياسي لكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة -أكبر عدد من الأهداف خلال مباراة واحدة - مع النيجيرية شينويندو إهزيو. وكانت هذه اللاعبة السمراء قد سجلت خمسة أهداف في اللقاء الذي فاز به منتخب بلادها بـ11-0 على حساب أذربيدجان سنة 2012.

التصريحات
"على الأقل لم تأت لمتابعة مباراة مملة"، مدربة كندا، بيف بريستمان، تحيّي جون هيردمان، مدرب منتخب الكبيرات الذي جاء لمتابعة اليافعات الكنديات في لقائهن الشيق أمام الكاميرون الذي شهد تسجيل خمسة أهداف.