الهيكيكو موري ..


بعيداً عن السياسه واقتحام خصوصية المواطن الياباني ونحن نعي ان كوكب اليابان يختلف كلياً عن باقي سكان الأرض, ثقافةً وتميزاً وعلماً وحضاره,ولكن لربما لما اسلفت نتائج عكسيه بدأت تظهر على الشباب الياباني المتعلم والمتميز ومنها الهيكيكو موري وتعني الأنعزال عن المجتمع,, فقد بدأت الظاهره في الشيوع في تسعينيات القرن الماضي لتصبح اليوم اكثر انتشاراً وهناك ايضاً دولاً مثل امريكا واسبانيا والصين ودول اوروبيه تعاني من شيوع هذه الظاهره والتي يعتبرها البعض على انها ارتداد نفسي للحضاره وتطورها..

في اليابان اكثر من نصف مليون ياباني منعزلين عن المجتمع كلياً لفترات مختلفه تبدأ بستة اشهر وتصل الى اكثر من سبع سنوات وفي الغالب للفئه العمريه من 35-39 عاماً وغالبيتهم من الرجال ,, يجلسون في بيوتهم لا يختلطون بالمجتمع ولا يذهبون للعمل ولا الى المدارس والجامعات فقط يتعاطون مع التكنولوجيا وممارسة الالعاب الالكترونيه وجلهم من المتعلمين ولربما نسبه كبيره منهم من المتميزون,, لا اسباب معروفه لهذه الظاهره والتي تخشى اليابان من اتساعها وانتشارها في المجتمع حيث لا علاج دوائي لها ولا حتى نفسي ..

اعتقد الفراغ الروحي الذي يعيشه الشباب الغربي عامةً والياباني خصوصاً هو من الاسباب التي أدت الى عزوف هذه الفئه عن ممارسة طقوس الحياة اليوميه ضمن مجتمعاتها , كما ان الانتشار المتسارع لادوات التكنولوجيا عزلت الشباب عن مجتمعاتهم وهذا ما بدأنا نلاحظه في مجتمعاتنا ايضاً,, اذا ما جلسنا في غرفة الجلوس كعائله لا نتواصل فالجميع يتابع من خلال الموبايل الفيس والواتس والسناب ولا يديرون حديثاً فيما بينهم ولربما تثور ثائرة الأبن اذا ما كلفته بمهمه داخل البيت.. نعم العالم يتجه الى الانعزاليه المكانيه والمجتمعيه بعدما ابتعدت أفاقه الى خارج حدود المكان ولربما الزمان..

باعتقادي هذا المرض بدأ بالانتشار اكثر من اي فيروس ولربما اثاره السلبيه ستنعكس على الحضارة الانسانيه التي نعيشها, فالتطور المتسارع في ادوات التكنولوجيا وتصديرها للعالم يلقي بظلال اكثر سوداويه على العالم حتى انتشرت الجريمه وانتشر تعاطي المخدرات واللأباليه والتطرف,, العالم اليوم مطلوب منه ان يفرمل جموحه وانطلاقه اتجاه التكنولوجيا بعيداً عن المعرفه التطبيقيه والنظريات الاجتماعيه اضافة الى تجذير مفهوم العقيده الدينيه لتتماشى جنباً الى جنب و هذه الهواجس الاجتماعيه المتطرفه لتخلق حلول لما نعيشه من مشكلات ولترسيخ القيم التي أتت بها الرسالات السماويه وتعميق مفاهيمها لتوائم العصر الذي نعيش..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات