شهيد الإنسانية ناهض حتَّر


نقول إن المشكلة هي أن بعض الأشرار يعتقدون أنهم أوصياء على البشرية ودون توكيل معتمد، وإنما بهمجية ما قبل القرون الوسطى، وعن طريق سفك الدماء، واستباحتها، وإن هؤلاء الأشرار، هم صغار، ويحاولون العبث باستقرار الدار، بل وإننا نجدهم أمام العدو الحقيقي..يُولّون الأدبار.

ونقول إن قوى غريبة عن الدار وعن مجتمعنا وعن أدياننا السماوية النقية وعن الإنسانية جمعاء وَلَغَت صبيحة البارحة الأحد بدماء ابننا وفلذة كبدنا، ابن الأردن الهاشمي، ابن الغساسنة الأحرار، ابن الأردن، التاريخ والجغرافيا، الحر ابن الأحرار الشهيد ناهض حَتَّر، ونقول إن هذه القوى هي قوى ضعيفة وهلامية.

ونقول إن ناهض حتَّر هو ابننا وفلذة كبدنا، الأردني الأصيل المؤصل والأكثر أصالة ووطنية من كل تلك القوى الضعيفة الرجعية. ونقول إنه، وبرحمة من الله، أرحم الراحمين، فإن ابن الأردن الشهيد البار ناهض حتَّر، هو شهيد، استشهد واقفا كأشجار السنديان، على درجات قصر العدل في المملكة الأردنية الهاشمية، وإنه تحول إلى قضية رأي محلية أردنية وإقليمية وعربية وعالمية وإنسانية وكونية.

كما نقول إن الشهيد، وكما أخبرتنا تعاليم ديننا، هو حي يُرزق ولا يموت، وعليه فإن ناهض حتَّر لم يمت، بل إنه وُلد في صباح يوم الأحد...عند الساعة التاسعة والربع....عند بوابة قصر العدل الخارجية في المملكة الأردنية الهاشمية.

فلقد قُتل ناهض حتّر المسيحي أو تم اغتياله في صباح يوم الأحـد 25 سبتمبر/أيلول 2016، رميًا بالرصاص، أمام قصر العدل وسط العاصمة الأردنية عمان، عند البوابة الخارجية المخصصة للرجال، فحتَّر استشهد حيث يكون الرجال.

وحيث تكون فتاة مسلمة شقيقة الرجال وكريمة الرجال، والأكثر شجاعة من الرجال، واسمها من الله "هِبة" وتتقدم لمحاولة إنقاذه أو وقف نزيف دمه الطاهر المسفوح بأيدٍ، هي ومن يقف وراءها، تعود بجذورها إلى عصور الظلام والظلمات والجاهلية الأولى.

ونددت الحكومة الأردنية بـ"الجريمة النكراء"، كما استنكرت دائرة الإفتاء العام في الأردن في بيان مقتل حَتَّر ، مؤكدة أن "الدين الإسلامي بريء من هذه الجريمة البشعة".
ونقول نحن بدورنا، وبوصفنا رئيس وزراء حكومة الظل الأردنية، إننا نشجب وندين ونستنكر هذه الجريمة البشعة النكراء، ونتبرأ ممن يقفون وراءها. بل ونحتضن ذكرى ابننا وفلذة كبدنا صورة جميلة في قلوبنا، فحتَّر اليوم "أيها الغافلون المغفلون" أصبح غير حتَّر البارحة، فحتَّر اليوم أيتها "الحيوانات البرية المفترسة" تحوّل اليوم إلى شهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد.

شهيد تبكي على رحيله حمائم السلام، وتغرِّد في حضرة لحظات استشهاده طيور المودة والرحمة، وتعزف على ألحان آلام فرقاه، كل البشرية والإنسانية والأنام. فطوبى لكم ولكل الشهداء، ولتسترح روحكم ولترقد بكل أمن وطمأنية وسلام. أمان ربي أمان، يا شهيد عمّان في هذا الزمان!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات