نقابة المعلمين: الاولى استقالتكم قبل استقالة الوزير ايها السادة


لقد انشأت نقابة المعلمين لأجل ان تدافع عن حقوق المعلمين وتبين لهم واجباتهم الوظيفية الامر الذي يعني ان هذه النقابة منوط بها ان تتفاعل مع مجمل العملية التعليمية من خلال خطط مدروسة واعية تجعل من هذه النقابة ام النقابات رغم حداثة عهدها.

حجج نقابة المعلمين واهية من خلال اتهامها للوزير الدكتور محمد الذنيبات بانه عنيد وغير متعاون حتى مع مجلسها الجديد انما هي حجة يستخفون بها بعقولنا . فحجة النقابة هذه لا يمكن لي تصورها لا سيما وان خبرتي التربوية تجاوزت ثمان وعشرون عاما ، ولي خبرة بشخصية هذا الوزير بما يمكن لي وصفها بأنها خبرة عميقه استطيع من خلالها القول بان مفاتيح هذا الوزير تتراوح بين القناعة والمتابعة ، فلو كانت النقابة تمتلك فريقا محترفا في الحوار لاستطاعت اختراق كل الحواجز بينها وبين الوزارة.

من هنا وللحق اقول بان عناد هذا الوزير ليس كفرا انما ينطلق من قناعات يمكن تغييرها اذا ما احسنت النقابة صنعا في ادارة قضايا تربوية حساسة وبالتالي فانني اعتقد بان النقابة ستجده متعاونا من الطراز الاول ان استطاعت ان تدير ملفاتها جيدا.

فقضايا التربية كثيرة وعديدة كان بمقدور مجالس النقابة السابقة والحالية المساهمة في حلها ومنها على سبيل المثال لا للحصر انصبة المعلمين وكثرة مهماتهم التي باتت تؤرقهم وتقلل من فرص تميزهم وابداعهم لعدم توافر الوقت اثناء الدوام المدرسي الرسمي.

اعباء اضافية على اعباء قديمة وقعت على كاهل المعلم وهو يئن بين عدم معايشة الوزير لواقع حال الميدان الحقيقية والتي يعود سببها لقصور في دور الاشراف التربوي بنقل صورة حقيقية عن واقع الميدان بسبب قصور القادة التربويين في الميدان ممثلا بغالبية مدراء التربية الذين لا يرغبون بنقل صورة الميدان الحقيقية للوزير والوزارة خشية مسائلة أو حوار ويؤدي على اهتزاز عروشهم من على كراسي الوظيفة.

ان مشاكل مدارسنا هي اكبر من "جبل احد" في حجمها ان اردنا استعراضها ، ولكن ومع عمر النقابة الذي تجاوز خمسة سنوات ربما ، فلي ان اتساءل ...ماذا قدمت النقابة للمعلم؟ وهل تملك خطة محكمة قابلة للتنفيذ بغض النظر عن ماهية وشخصية الوزير ،الم يكن وضع المعلم قبل انشاء النقابة افضل حالا بعشرات المرات من اليوم الذي نعيش فيه؟ الا ترون بان الاعباء الوظيفية على المعلم قد ازدادت عشرات المرات دون اي تدخل او نصح او راي من قبل النقابة منذ تاسيسها؟ الا ترون ان نقابة المعلمين كانت تخفق في كل مواجهاتها مع الوزارة بسبب غياب خطة محكمة تؤدي الى تحقيق اكبر مطالب المعلمين من خلال خطة تراعي مصالح الطالب والمعلم وولي الامر والوطن وليس من خلال اعلان اضرابات تؤدي الى شلل عام في حياتنا اليومية كما حدث قبل سنوات قليلة من الان وكان من مخرجاتها كسر شوكة النقابة لتعود اليوم وكانها مدجنة وفرع تابع لوزارة التربية والتعليم.

اعتقد بانه قد ان الاوان لنجلس معا كمعلمين ونقابة ( رغم انني معلم انتمي لنقابة الجيولوجيين منذ 30 عاما ) ونجلد ذاتنا ونحدد اولوياتنا بما يمكن لنا احداث اختراقات امام الحكومة والوزارة والوزير.

لقد ان الاوان لان تبادر نقابة المعلمين باستغلال جيشها من الخبراء في التربية والتعليم لتشكيل فريق تربوي يمتلك مقومات الحوار والاقناع ( وما اكثرهم ) لمحاورا الوزارة والوزير لنقل الصورة الحقيقية باولويات الميدان التربوي وضرورة ان يكون للنقابة راي "ولو غير ملزم " في الكثير من القضايا كحصص التقوية لصفوف الثلاث الاولى والتي اربكت ولا زالت مصدر ارباك لكل ادارات المدارس في طول البلاد وعرضها وتطوير المناهج وانصبة المعلمين وغيرها من الملفات.

لماذا لا يكون للنقابة دور ارشادي مواز لمقررات وخطط وزارة التربية بحيث تقلل من امكانية وقوعها بالمحظور كما حدث في قضية المناهج المطورة والتي لم نسمع من النقابة شيئا عنها الا " المطالبة باستقالة الوزير!!!.

قضية المناهج الجديدة والتي طفت للسطح مؤخرا هي قضية غرقت في بحر من التشكيك وحسن النوايا والتآمر من قبل اشخاص غيورين واشخاص لهم اجندات ومصالح واحقاد وتصفية حسابات فاحتلط الحابل بالنابل فتشعبيت القضية بين الحقيقة والتشويه .

فرغم ان هذه قضية تطوير المناهج هي قضية قديمة جدا " متكررة " منذ عقود وتعاقب عليها عدة وزراء تربية ، الا انها افتعلت حديثا لحسابات يقوم بها "زملاء الوزير في العمل سابقا" وخصومه اليوم بعد احالتهم للتقاعد حيث تنمر كل من كان يطاطىء الراس اثناء اجتماعاتهم او لقائهم بالوزير ليظهر كل منهم على صفحات الفيسبوك وكانه بطلا قوميا في التربية والتعليم !!.

مؤامرة هي ام حقيقة لن اكون حكما ومحكما لها يقدر ما يمكن للعقل ان يلحظه قولا بأن مناهجنا محرّفة عن واقعها الحقيقي قبل ان ياتي هذا الوزير الى هرم كرسي وزارة التربية بعقود ولم نجد من اقام الدنيا ولم يقعدها كما نراه اليوم!!! لماذا كل ذلك .؟!!

ان الحقيقة كالشمس لا يمكن لها ان تغطى بغربال ، فما يحدث اليوم من حملات اعلامية قد خرج عن باب نقد ورصد اختلالات في تطوير المناهج بقدر ما انها قد دخلت في اتون مؤامرة على الوزير في محاولة من خصومه للنيل منه في هذا الوقت العصيب للتأثير على امكانية اعادة الوزير بعد تشكيل حكومة جديدة ، فهمهم الانتقام وليس همهم مصالح طلبة ومناهج ووطن.

نعم هذه هي الحقيقة وهي مؤامرة من الطراز الاول يحيكها " بائسون في التربية " لان من صمت دهرا وهو صانع قرار في الامس لا يجب عليه ان ينطق كفرا اليوم بعد تقاعده .

فاي تغيير في المناهج لا يتوافق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا هو تغيير وتطوير مرفوض مروفض مرفوض ، ولكن وقبل ان نرفضة او نروّج له في وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ،كان الاجدر والاولى بالمعلمين ومن خلال مؤسستهم التي تمثلهم (النقابة) ان تقوم بدورها بان تعتلي صهوة مكانتها بتشكيل لجنة داخلية من خبراء تربويين من الميدان لتقييم وضع مناهجنا الجديدة بشكل علمي متكامل ومحاججة الوزير وفريقه بكل صغيرة وكبيرة ولكن هذه النقابة لم تفعل ذلك بكل اسف لا بل شطحت كعادتها ونطحت كسابقتها من مجالس النقابة وطالبت باستقالة الوزير وتركت قضايا التربية والتعليم لكل نامص متنمص.

ان قصور النقابة في الاضطلاع بدورها يحتم عليها ان تبادر بالانتصار لمعلميها ولكل مفردات العملية التربوية إما بالعمل بتفاعل لمعالجة قضايا المعلم والتعليم او من خلال استقالتها لانها لم تحسن ادارة ملفاتها بكفاءة واقتدار.

اعلم بان "أنصاف وارباع المتعلمين" ممن يجدون في جدران الفيسبوك منابرا لجبنهم وتخلفهم سيحاولون شن هجوم تلو الهجوم على مقالتي هذه كما فعل احد "المعاقين تربويا" عندما اخذ يشطح وينطح من خلال فيديو مسجل نشره على وسائط التواصل الاجتماعي عبر فيه عم قدر كبير من مستواه الفكري المتخلف بردود وتفسيرات وتأويلات تافهة لا تمت للتعليم والتربية بصلة وذلك من خلال تعقيبه على مقالة سابقة لي تحت عنوان ( وزير التربية ... هل طاح الجمل فكثرت سكاكينه؟!! ).

ان نقد نقد وزير التربية او امينه ومن منهما اكبر او اصغر وضيفيا لا يعيب ، فهو عمل محمود مطلوب ولو كان قاسيا ، ولكن ان نشارك في التشهير والابتزاز لشخص وزير او اي شخص اخر في مرحلة حرجة كهذه لهو عمل لا يمت للقوة باي صفة لمن اراد الانتصار على نفسه وخصمه معا، فمن اراد القتال فليقاتل بالسيف مقابل سيف او بالقلم مقابل القلم او بدبابة مقابل دبابة ولكن ان ننقض على خصومنا هباء جزافا فهذا امر معيب ومخجل.

فاذا اردت ان تنتصر على الوزير فناكفه واحرجه من خلال ما تملك من دلائل حقيقية عن واقع مناهجنا بتقييم شامل لكل منهاج وليس من خلال جمل مجتزأة مما نشره البعض على وسائط التواصل الاجتماعي ، لا من خلال هلوسات "تنمص" من قدر المناهج وتحط من قيمتها.

اكرر القول بانني لا ادافع عن وزير او مناهج مطورة او معلم او اي شخص كان ، لان المرفوض دينيا وشعبيا مرفوض ادبيا وأخلاقيا ، فكلمة الحق يجب ان تقال بأن نقابة المعلمين لم تفعل ما يجب عليها ان تفعله كنقابة ممثلة لاكثر من 95% من قطاع المعلمين وخصوصا في ملف المناهج الاخيرة وبالتالي فانني ارى بانه يترتب عليها تشكيل لجنة متخصصة لتقييم المناهج الجديدة والالتقاء بالوزير وفريقه ولجانه لاجل وضع النقاط على الحروف بما يخدم الوطن والعملية التربوية برمتها ، لا ان يترك الامر لمن "يتنمصون ويغزلون ويتمرجلون كصقور كانت تعيّش للوزير يوما" وباتت اليوم على الطرقات وعلى صفحات الفيسبوك تبث سمومها لتشويه صورة تربيتنا .

فكفانا قولا وتمسّحا بان الوزير عنيد لا يستمع لنقابة او موظف فرغم عناده الطبيعي فانني اجده شخصا بسيطا يحمل فكرا وان كام قد اخطأ بعدد من المواقف والملفات، الا انه اصاب بالكثير الكثير من المواقف مع تحفظي على عدد من الملفات التربوية التي يقودها الوزير ومنها ملف ضبط امتحان الثانوية العامة والذي يجب ان يتبعه ضبط الدراسة والتدريس للصفوف الاساسية وعدد من القضايا واهما انصبة المعلمين والتقليل من مهامهم الروتينية التي لا لزوم لها اضافة لنتابعة ايقاع القادة التربويين في الميدان ودمتم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات