إنّها بوابة قصر العدل ، بوابة الخائفين الباحثين عن نور العدالة ، بوابة السود والبيض ، المسيحيين والمسلمين ، الأغنياء والفقراء ، بوابة الحقّ والحقيقة بوابة كل أبواب الوطن ، وأنت على أدراجها البيضاء و إن رفعت رأسك قليلاً سيطالعك قول الله تعالى " وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ صدق الله العظيم ، ما أعظم قولك ربيّ (بين الناس) العدالة حق للإنسانية جمعاء هذه إرادة الله ، لو أنَّك أصغيت بقلبك إلى صوت الله ، لو أنَّك تواضعت لحكمة الله ، لما سلبت روحاً خلقها الله ، سأرتدّ عن كـــلّ دينٍ يحلّل القتل المجاني ، سأكفر بكلّ دينٍ يبيح نزع الأرواح والأشجار وحتى الحجارة ، لا يوجد عقيدة سماوية تبيح ترويع الناس وقطع الطريق عليهم ، لا يوجد كتاب سماويّ يخطّ صكوك غفرانٍ للذين أتخذوا من الإرهاب ديناً لهم ، الإرهاب لا دين له .

صدّقني إنّ المسجد الأقصى كان أولى برصاصتك الخمس ، صدّقني لو أنَّك مددتْ أصابعك الخمس كانتْ لتليّن أشدّ القلوب يبساً ، قال تعالى : " آذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" صدق الله العظيم ، إنّ الجريمة البشعة التي حصلت اليوم على أدراج قصر العدل هي إعتداء على حدود الله ، ولا تقلْ بشاعة عن تلك الرسوم التي اساءت لذات الله ، الإسلام دين سلام وليس دين دمّ.

اقتلوا.. إذا كُنتُم قادرين على خلق من تقتلون

اقتلوا ..إذا كُنتُم حرّاساً على أبواب الجنّة والنار

اقتلوا .. إذا قتل محمد (ص) جاره اليهوديّ

اقتلوا .. إذا إختاركم الله لمحاسبة البشر نيابةً عنه

اقتلوا .. إذا إختاركم الله لمشاركته في العقاب والثواب ، اقتلوا ..واعلموا أن الله سيقاتلكم ويقتلكم ، وستقفون جميعاً تحتَ عرش العدل.

في وطني لا يتعايش الناس مع بعضهم البعض بل ( يعيشون) ، في وطني لا يوجد مكان خاص للعبادة ، فأينما ولّيت وجهك فالأرض طاهرة للعبادة ، في وطني ، تخبو المحجّبة المُبجّلة على ركبتيها لتنقض شخصاً تجهل اسمه أو دينه ، في وطني ، إذا مرض الصليبُ تداعى له الهلال تقوّساً ...

سيبقى الأردن العقيدة التي تجمعنا