أسبوع الفيلم الياباني الخامس بنكهة كوميدية


جراسا -

للعام الخامس على التوالي، يواصل أسبوع الفيلم الياباني تقديم أعمال من مدرسة إخراجية مختلفة وأفلام تنقل المشاهد لطبيعة وحال المجتمع والحياة في اليابان، بتنظيم من الهيئة الملكية للأفلام والسفارة اليابانية، بعروض تنطلق مساء اليوم وتستمر حتى الخميس المقبل.

والأفلام المختارة تحمل غالبيتها طابعا كوميديا، فيما فيلم الافتتاح هو "إس تي: الفيلم" للمخرج تويا ساتو، وهو مستوحى من سلسلة تلفزيونية لوحدة شرطة، تضم مجموعة من الأفراد غريبي الأطوار. أجواء من الإثارة التي لا تخلو من الفكاهة يحملها الفيلم ومدته 110 دقائق.

أما فيلم "قناص السبق الصحفي"، للمخرج هيروكي ناكاون، فهو يحكي قصة صحفي يعود لتغطية الأحداث التاريخية والذي يسافر عبر الزمن إلى القرن السادس عشر ويرصد قلعة آزوشي، التي بناها أودا نوبوناغا والتي أحرقت بعد ستة أعوام من بنائها في ظروف غامضة في قالب تشويقي وخيال علمي.

ويعود فيلم "القلعة العائمة" لنهايات الحرب الأهلية في اليابان، للمخرجين إيشين أينودو وشينجي هيغوتشي، والفيلم دراما ملحمية في حقول الأرز إبان حكم تويوتومي هيديوشي، يقوم هذا الأخير بإرسال جيش ضخم الى الشمال لمحاربة آخر أعدائه قبيلة هوجو.

ويحكي "قط الساموراي" للمخرج يوشيتاكا ياماغوتشي، قصة محارب الساموراي، وفقدانه لمنصبه وثروته، بأجواء كوميدية مبنية على مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه. وينتقل بين الشخصية الرئيسية والثانوية التي تفشل في التطور. لكن النجم الأكبر في هذا الفيلم هو قط أبيض ثلجي، وهو ليس أول فيلم ياباني يكون نجمه حيوان.

وتصنف السينما اليابانية بحسب أفلامها لأنواع أبرزها، أفلام جيدايغيكي، وهي أفلام تناولت الفترة ما بين 1603-1868 أو قبلها والتي تسمى حقبة ايدو Edo period، ويندرج تحت هذا التنصيف أفلام الساموراي الشهيرة. أما افلام Tokusatsu أو أفلام المؤثرات الخاصة، فيندرج تحتها أفلام الوحوش والتي تسمى كيجو، فيما أفلام الياكوزا هي التي تحدثت عن المافيا اليابانية، وأفلام Gendaigeki أو الدراما الحديثة التي تدور أحداثها في العصر الحالي، مقابل أفلام الانميشن وهي الأشهر خاصة بالرسوم المتحركة، وتصنف لأفلام ميكا، وأفلام الخيال العلمي وأفلام السايبربانك.

والتيار السينمائي الذي كان سائدا في تلك الفترة هو دراما العباءة والخنجر التي تعرف بـ"jidaigeki"، التي من أهم أعمالها الدراما الثلاثية بعنوان "يوميات سفر شوجي" (Chūji tabi nikki 1927، من إخراج ايتو دايسكي، فيما من أبرز الأعمال الدرامية المعاصرة فيلم "صفحة مجنونة" (Kurutta Ippeiji، 1926، من إخراج Kinugasa Teinosuke تيفوسوكي كيتوساجا.

ومن ثم ظهر المخرج ياماناما سادو الذي لم يعش طويلا، لكنه ترك خلفه أعماله الثلاثة هي "علية تحتوي على مليون ريو" (Hyakuman ryō no tsubo، 1935)، Kōchiyama Sōshun (Kōchiyama Sōshun، 1936) وعمله الذي رأى النور بعد وفاته "الناس المساكين وكرات الورق" (Ninjo kamifusen، 1937). وتعد أعمال Yamanaka Sadao قيمة جدا؛ حيث تظهر بوضوح مستوى السينما اليابانية ما قبل الحرب.

في الثلاثينيات، لم يكن رواد السينما من المخرجين وخريجي الجامعات فحسب، بل كانت السينما في تلك الفترة متنوعة لاختلاف خلفيات العاملين فيها من الذين ثقفوا أنفسهم ذاتيا ومن اليمينيين واليساريين وخريجي الجامعات، ومن أبرز المخرجين في تلك الفترة كوروساوا وتاداشي ايماي.

وأصبحت الاستوديوهات مراكز للتعبير عن الأفكار ومشاعر الشعب، حينها قامت الحكومة بقمع صانعي هذه الأفلام، وبعد نشوء الحرب بين اليابان والصين تشكلت موجة سينمائية جديدة يساند الروح العسكرية.

وكانت السينما اليابانية نتاجا للتأثر بمخرجي الأفلام السوفييتية، خصوصا مخرجي الأفلام التقدمية مع استخدام الواقعية الايطالية الجديدة وتبني مواضيع وقضايا المجتمع ومشاكله. وفي الأربعينيات، تحول بعض أفلام السينما اليابانية لنسخة مقلدة من بعض الأفلام الكلاسيكية الأميركية، خصوصا المخرجين الذين أرادوا التمرد على القمع في مجتمعهم الممارس من قبل الحكومة؛ حيث مثلت السينما الأميركية مثالا للحرية، ما غير من مفهوم البطل ومواصفاته وشخصيته فظهر جيل جديد من الممثلين أيضا.

وبعد الحرب، باتت الأفلام مرآة تنتقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية وثورة على العادات فأصبح جيل جديد من المخرجين ينادي بالتحرر بنظرة تقدمية وباتت أفلامهم وسيلة تعبر عن أفكارهم بجرأة بمساحة أكبر من الحرية.

في خمسينيات القرن الماضي، ازدهرت السينما اليابانية وبقيت أعمال منها خالدة لكل من المخرجين ياماناكا ساداوو ونارسو ميكو وشينيدو كانيتو واوزو ياشوري وميزوغوشي كنجي، فيما كان المخرج هيروشي ايناجاكي، قد حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان فينسيا الدولي العام 1958 عن فيلمه "حياة ماتسو المتمرد".

ونشطت في تلك الفترة الحركة الإنسانية، وقدم أبرز مخرجيها مثل: كوروساوا، كينوشيتا، ايتشيكاوا، كوباياشي، مواضيع أفلام تدعو لحرية الفرد وقيمته، كما وشهدت الخمسينيات ازدهار الإنتاج السينمائي الياباني وإنتاج أفضل الأفلام التي ما تزال خالدة حتى الآن من أبرزها؛ قصة طوكيو، اوجستو، مأساة يابانية، السيد بو، غرفة ذات جدران عالية والساموراي السبعة. أما في الستينيات، فبات طابع السينما اليابانية سريعا؛ حيث الكاميرا متحركة غير ساكنة ودخل الساحة السينمائية مخرجون جدد غير راضين عما أنتجته السينما اليابانية إلى اليوم، فأسسوا لما يسمى بتيار شوشسكو Shōchiku وهو الموجة الجديدة ومن أبرزها أفلام المخرج ناغيسا اوشيما.

وظهرت في الفترة نفسها السينما الوثائقية التي قدمها المخرج سومو هاني في فيلمه "أطفال الفصل الدراسي" ليؤثر في مخرجين آخرين من مخرجي الموجة الجديدة منهم شوهي ايمامورا، وانضم للموجة الجديدة مخرجون مختلفون منهم ناجيزا اوشيما، شوهي ايمامورا، يوشجي يوشيدا، ماسهيرو شينودا. وكان أول أفلام هذه الموجة هو فيلم للمخرج ناجيزا اوشيما بعنوان "مدينة الحب والأمل"، واتسم بالعنف والتمرد على كل أشكال السينما السابقة، وأبرز ثيمات هذا التيار هي العنف والجنس والعدوانية التي تدين المجتمع والأحزاب.

وفي السبعينيات، حملت السينما اليابانية نوعية جديدة من الأفلام منها الكوميديا وظهرت الموجة الحديثة بأفكار ومواضيع وأساليب فنية متجددة، ومواضيعها كانت جدية ومتشائمة وأخرى فكاهية وتبحث في الأصالة والمعاصرة مثل اوجوري ويانا جيماتشي، ومن المخرجين في تلك الفترة الذين اتبعوا الكوميديا والهزلية اينامي جوزو، وأيضا بوشيمتسو موريتا.

ووظف بعضهم تجاربه الشخصية وشكلت ملامح جيل كامل في الأعمال مثل المخرجين: يانا جيماتشي ونيجيشي. وشهدت هذه الموجة أيضا الخروج من دائرة الممثل الياباني، واستعان المخرجون بممثلين أجانب وصورت الأفلام خارج اليابان، وباتت وجهة لتصوير الأفلام أيضا.



تعليقات القراء

ااالزعيم
نكهة كوميدية !!!
25-09-2016 08:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات