واشنطن بوست: الوحشية بحلب دفنت اتفاق الهدنة


جراسا -

أثار الهجوم الوحشي على حلب أمس الجمعة من قبل المقاتلات السورية والروسية تساؤلات عما إذا كان لاتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن وموسكو أي فرصة للنجاح أصلا.

هذا ما استهلت به واشنطن بوست تقريرا لها من بيروت عن شراسة القصف على حلب، وقالت إنه تسبب في دفن أي آمال بإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مضيفة أن اجتماعا بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بنيويورك انتهى بسرعة أمس الجمعة دون صدور أي بيان أو حديث عن أي تقدم ملحوظ باتجاه الهدف الذي أعلنه كيري بشأن إحياء وقف إطلاق النار.
الفرضية الأميركية

وقالت الصحيفة إن الهجوم على حلب أثار الشكوك حول الفرضية الأميركية الأساسية التي قام عليها وقف إطلاق النار والمفاوضات الطويلة والصعبة التي استغرقت 8 أشهر كاملة بين أميركا وروسيا، وهي أن روسيا تشارك إدارة الرئيس باراك أوباما في رؤيته بعدم وجود حل عسكري للصراع في سوريا.

وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا على ضوء تلك الفرضية أن موسكو ستكون راغبة في السعي للتوصل إلى تسوية متفاوض عليها مقابل وقف لإطلاق النار والفوز لاحقا بتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة مع أميركا ضد المجموعات "الإرهابية".

وقالت إن لافروف قدم في مؤتمر صحفي بنيويورك وجهة نظر مغايرة تماما بقوله إن أميركا يجب أن تقتنع بأن الرئيس السوري بشار الأسد هو الشريك الوحيد الممكن في الحرب ضد "الإرهاب" واصفا جيشه بأنه "القوة الوحيدة الأكثر كفاءة في محاربة الإرهاب بسوريا".

"واشنطن بوست:حلب، أكبر وأهم مدن البلاد، ستكون هي مركز الصراع في سوريا، وما دام للمعارضة وجود بها فيمكنها الزعم بأنها شريكة في تحديد مستقبل البلاد، ودون وجود معارضة بها ستكون الثورة ضد نظام الأسد مجرد تمرد في المناطق الريفية بالمحافظات الحدودية "
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات لافروف مع أحداث حلب تشير إلى أن روسيا وسوريا لا تزالان تعتقدان أن بالإمكان الفوز بالحرب دون مفاوضات، بينما تقول واشنطن إن المفاوضات هي الطريق الوحيد لخروج سوريا من مأساتها.

ضعف الثقة

ومضت تقول إن الغارة الأميركية على موقع للجيش السوري السبت الماضي كشفت عن ضعف الثقة بين الطرفين الموقعين على اتفاق وقف إطلاق النار مع إصرار وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" على أن الغارة حدثت بالخطأ واتهام موسكو للولايات المتحدة بالتآمر مع تنظيم الدولة.

وأضافت أن اتفاق وقف إطلاق النار ربما يكون قد كُتب له الفشل قبل الغارة الأميركية وذلك بالتفسيرات المتباينة للحرب على الأرض، إذ كان الأسد يكرر باستمرار عزمه للسيطرة على كامل البلاد، كما كرره عشية وقف إطلاق النار.

ونسبت إلى الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى جيف وايت قوله إن الروس أصبحوا يرون أن إستراتيجيتهم في سوريا تتقدم دون الحاجة لوقف إطلاق النار، إذ أن وضع النظام يتحسن وأن أهداف موسكو في المنطقة تحققت ولا يوجد ما يدفعها إلى التمسك بوقف إطلاق النار، وإن من يتمسك ويصر على وقف إطلاق النار هو كيري.

حلب هي الأخيرة

كما نسبت الصحيفة إلى السفير الأميركي السابق بدمشق روبرت فورد قوله إن قدرة موسكو على إقناع الأسد بالانصياع لوقف إطلاق النار كانت محل شكوك، كما أنه من غير الواضح أبدا ما إذا كانت واشنطن قادرة على إقناع جزء من المعارضة المسلحة بالانفصال من "المتطرفين"، مضيفا أن أميركا وروسيا يغاليان في تقدير نفوذهما.

وشككت واشنطن بوست في إمكانية الفوز بالحرب دون مفاوضات، قائلة إن هناك مساحات شاسعة أصبحت خارج سيطرة الحكومة، ومع ذلك وصفت هذه المناطق "شمال وشمال غرب البلاد" بأنها قليلة السكان وأغلبها صحراوية ولا تُعتبر حيوية بالنسبة لاستمرار سيطرة الأسد على السلطة في العاصمة دمشق، باستثناء حلب.
واختتمت بأن حلب -أكبر وأهم مدن البلاد- ستكون هي مركز الصراع في سوريا، وما دام للمعارضة وجود بها فيمكنها الزعم بأنها شريكة في تحديد مستقبل البلاد، ودون وجود معارضة بها ستكون الثورة ضد نظام الأسد مجرد تمرد في المناطق الريفية بالمحافظات الحدودية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات