الحشوة !


ليس صحيحا ، ولا لائقا أن يوصف بعض أعضاء القوائم الانتخابية بأنهم " حشوة " ، فقد قام قانون الانتخاب على أساس القوائم النسبية ، وكان لا بد من تشكيل القوائم على ذلك الأساس ، وسواء تعلق الأمر بقائمة ، أو كتلة من أجل مشروعية الترشح لانتخابات البرلمان الثامن عشر ، أو أي انتخابات أخرى ، فإن شخصا واحدا أو اثنين يقوم بمهمة الاتصال والتأليف بين الاشخاص الاخرين بناء على مفاهيمهم أو أهدافهم المشتركة لتشكيل قائمة منهم في نهاية المطاف .

قانون الانتخاب جديد علينا جميعا ، والتجربة في حد ذاتها تؤخذ على عدة وجوه ، ومن الطبيعي أن يتصدر أصحاب التجارب الانتخابية السابقة هذه العملية الجديدة ، التي يظل جانب منها ثابتا مثل البيانات الانتخابية ، والاتصال بالناخبين ، وغيرها من الإجراءات والمهارات المكتسبة في معرفة القواعد الانتخابية ، وجذبها إلى صناديق الاقتراع .

الفكرة السائدة هي أن مرشحا واحدا سيفوز بأعلى الأصوات ، وفي أحسن الأحوال يمكن أن يفوز اثنان ، وبعض القوائم قد لا يفوز أحد من أعضائها ، وهناك من يعرف سلفا أنه ليس منافسا في هذه العملية التي لا تخلو من التعقيد ، ولكن السؤال المهم لماذا يترشح هؤلاء ؟

في رأيي المتواضع ، وبغض النظر عن كثير من الانطباعات السائدة ، إن هؤلاء يقدمون للعملية الانتخابية خدمة كبيرة ، سواء كانوا يدركون ذلك أم لا ، فهم يشاركون في التجربة من حيث المبدأ ، ويتدربون على عمليات الاتصال بجمهور الناخبين ، ويشاركون في صياغة البيانات ، ويضيفون لتجربتهم عنصرا ما كان ليتحقق لولا مشاركتهم في القوائم ، ويتعرفون على المشاكل والتحديات والأزمات ، وعلى كيفية التحدث عنها ، سواء من قبل المرشح أو الناخب ، ويعيشون أجواء الانتخابات ويتعلمون منها الكثير .

وثمة فرصة لإرساء مفاهيم جديدة لاولئك الذين سيأخذون مقاعدهم في المجلس البرلماني القادم إذا ما حافظوا على أعضاء القائمة كمستشارين أو ناصحين ، يلتقي بهم العضو الفائز بصورة مستمرة ، ويستمع إلى آرائهم ، وإلى القضايا التي تشغل بال المواطنين ، ويربط الصلة من خلالهم مع القطاعات التي ينتمون إليها ، فإذا ما حدث ذلك بالفعل ، وإذا ما استطاع المجلس إعادة تنظيم دوره ، وأرسى قواعد هيبته ووقاره ، وتعامل بشكل موضوعي مع القضايا المعروضة عليه ، نكون بذلك قد دخلنا مرحلة جديدة من مراحل العملية الديمقراطية الصحيحة ، ومن الأداء الرفيع للسلطة التشريعية ، ومن التكامل الضروري مع السلطتين التنفيذية والقضائية ، من أجل ترسيخ قوة الدولة ، وتحقيق مصالحها العليا .

بلدنا بحاجة إلى الأساسات القوية ، وليس إلى حشوة من أي نوع ، لأن الحشوة تخدعنا حين تجعلنا غير قادرين على التمييز بين الشكل والمضمون !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات