جراسا -

 محرر الشؤون الانتخابية - خلت اطروحات وبرامج مرشحي قوائم البلقاء الانتخابية من اي برنامج انتخابية شاملة تعنى بهموم المواطنين، وقد طغى المشهد التنافسي الفردي على مرشحي القوائم الذين اعتمدوا في حملاتهم الانتخابية على الشخصنة والصورة ولم تقدم اي من القوائم برنامج يقترب من الهموم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعني الناخب.

محافظة البلقاء شأنها شأن المحافظات الاخرى تعاني من الفقر والبطالة في موازاة مديونية نازفة يتوجب على مرشحي الانتخابات الالتفات اليها في برامجهم الانتخابية ليتأكد الناخب انها محط اهتمام وعلاج حال وصول المرشح لقبة البرلمان، وهو الامر الذي يشكل تحديا امام المرشحين واضعاف فرصهم بالفوز.

اضف الى ذلك ان معادلة قوائم الناخبين والتوزيع السكاني الجغرافي بالمحافظة أضعف من نسبة المترشحين داخل القصبة فضلا عن عدم الانسجام الفكري والسياسي للمرشحين والاعتماد على العشائرية في حصد الاصوات.

ويخوض المشهد الانتخابي في محافظة البلقاء 113 مرشحا ضمن 13 قائمة يشكل المرشحون الذكور 95 مرشحا والاناث 18 مرشحة، فيما بلغ عدد المرشحين عن المقعد المسيحي 10 يتنافسون على مقعدين من مقاعد المحافظة العشرة.
وتعتبر محافظة البلقاء دائرة انتخابية واحدة تشمل لواء القصبة ولواء ماحص والفحيص ولواء الشونة الجنوبية ولواء دير علا ولواء عين الباشا ويخصص لها 10 مقاعد منها مقعدان مسيحيان .

ومع ارتفاع وتيرة المشهد الانتخابي في محافظة البلقاء التي خصص لها 10 مقاعد ، بدأت تنحصر حظوظ القوائم الانتخابية باتجاه الوصول لقبة العبدلي، في حين سجلت قائمة ( واعتصموا ) حضورا لافتا لجهة مرشيحها الذين جمعوا بين مكونات "الديمغرافيا البلقاوية" الامر الذي سيمد القائمة بمجموع اصوات يضاهي شكل هذا التنوع في امتداده على ارض الشارع الانتخابي.

وتستمد مرشحة القائمة زهور الربضي عن المقعد المسيحي في قائمة "واعتصموا" قوة مرشحي القائمة لجهة حصد الاصوات التي اختارت القائمة، وان لم يتم اختيار المرشحة الربضي، حيث سيتم احتساب اختيار القائمة في دخول القوائم الى حيز المنافسة في الفوز .

الى ذلك، تبدو فرصة قائمة "الشعب" في تقدم، وقد ضمت اسماء مرشحين يمتلكون قواعد شعبية تعتمد على اكثر من محور اهمها المحور العشائري والخدماتي في الميدان العام وهم من الشخوص الناشطة في المجتمع البلقاوي عامة، في حين يزيد في ثقل القائمة الانتخابي وجود النائب السابق مصطفى الشنيكات والذي يعد من النواب الذين تركوا بصمتهم لدى قواعدهم الشعبية.، كما تضم القائمة بالاضافة الى الشنيكات الزميل الاعلامي المؤثر كامل النصيرات .

وفي ذات الصدد، تنافس قائمة "العدالة " في الشارع الانتخابي بفرص محفوفة بالمخاطر، فبالاضافة الى مرشحيها الذين يناورون في الشارع الانتخابي لحصد حصصهم من اصوات الناخبين، فان الاصوات التي تراهن عليها "العدالة" تتوزع على مرشحي القوائم بافراز يتبع ثقلهم الانتخابي لجهة الطيف العشائري والخدماتي.

وتزيد المخاطر التي تُحيط بقائمة "العدالة" في المنافسة التي يلقاها مرشح المقعد المسيحي جمال قموه والذي امامه معركة شرسة امام مرشحي المقعدين "المسيحي" البالغ عددهم عشرة مرشحين اقوياء، ويلزمه تأمين قنوات جديدة لاستقطاب اصوات الناخبين في الدائرة.

وبحسب ملامح طبيعة الخارطة الانتخابية التي استندت في غالبية دوائر المملكة الانتخابية الى المرشح والصوت العشائري، فقد طغى التشكيل العشائري على قوائم دائرة البلقاء ، كما لوحظ وجود اكثر من مرشح لذات العشيرة في عدة قوائم انتخابية، وهو الامر الذي يضعها امام تحدٍ اخر في مناخ الشارع الانتخابي "البلقاوي".

الى ذلك تنافس قائمة "الكرامة" والتي تجمع اصوات ناخبين لمناطق مختلفة من محافظة البلقاء اهمها دير علا والتي تضم نائبين سابقين وهما آمنة الغراغير، ومصطفى ياغي واللذين لا زالا يحتفظان بقواعدهما الشعبية والتي ستدفع بهما الى قبة البرلمان للعودة مجددا الى الواجهة النيابية.

وفي ذات السياق، تشكل قائمة "التجديد" خطرا محدقا لمرشحي المقعدين "المسيحي" في القوائم الاخرى، وذلك لقوة مرشحيها من جهة ولخوضها منافسة المقعدين "المسيحي" بمرشحين اثنين يعتبران من اقوى مرشحي القوائم التي تخوض المشهد الانتخابي في دائرة البلقاء وهم النائب السابق رائد قاقيش الذي يعد مرشح اجماع لاكثر من عشيرة مسيحية يالاضافة لعشيرته وايضا المرشح جريس صويص والذي يتمتع بقاعدة شعبية عريضة.

وستتابع "جراسا" قراءة المشهد الانتخابي في تقرير لاحق يُظهر مدى تقدم القوائم ومرشحيها في مارثون السباق نحو القبة .