جراسا -

خاص - احمد شريف – خطف الاحداث المؤسفة التي أعقبت مباراة الوحدات والرمثا في اخر مباريات الدور الأول من بطولة درع اتحاد كرة القدم, خطفت الأضواء من المستوى الطيب الذي قدمته الفرق في هذه الجولة الحاسمة.

وبدلا من ان ينصب الحديث على المستوى الطيب الذي قدمه لاعبو الوحدات والرمثا في قمة الجولة والفيصلي وشباب الأردن وسحاب في هذه الجولة والتي اهلتهم للعب في الدور نصف النهائي للبطولة ,استحوذت الحادثة المؤسفة على احاديث عشاق الكرة الأردنية وليس عشاق الفريقين فقط.

هذه الحادثة التي نتمنى ان لا تتكرر في المستقبل ,فيها إساءة كبيرة لصورة الكرة الأردنية التي باتت تحتل موقعا متميزا على الساحتين العربية والاسيوية ولا بد من إيجاد حلول ناجعة وجذرية لاجتثاث هذه الصورة المشوهة من مدرجاتنا , فجماهيرنا تستحق الأفضل دائما , ونحن هنا لا نستثني أيا منها, وخروج فئة عن هذا الاجماع لا يعكس بأي حال من الأحوال الصورة الناصعة لجماهيرنا من الجنوب للشمال لكن مع ذلك فلا بد معاقبة المتسببين في هذه الحادثة أيا كانوا.

ما المطلوب من اتحاد الكرة؟ بالتأكيد فان الاتحاد يتابع ويدرس بكل دقة كل ما حدث في الزرقاء وهذا امر طبيعي, فحتى نحافظ على جماهيرنا الكروية لا بد من اعطاء كل ذي حق حقه, وان تتم مساءلة المسؤولين عن التقصير ان حدث, فالجماهير تبقى هي فاكهة كرة القدم الاردنية.

هل يعود الوحدات؟

تداعيات ما حدث كان واضحا في قرار إدارة نادي الوحدات بتعليق نشاطها الكروي حتى تصدر قرارات الاتحاد عقب التحقيقات التي يجريها للوقوف على مسببات هذه الحادثة المؤسفة.

الوحدات قرر ان لا يلعب مباراته القادمة في بطولة الدرع , والتي ستجمعه مع القطب الأزرق فريق الفيصلي, والتي باتت هي الأخرى بحاجة الى ترتيبات خاصة جدا حتى لا يتكرر المشهد المؤسف مجددا وبصورة ربما تفوق ما حدث في ستاد الأمير محمد.

جماهير الوحدات أعربت عن سعادتها بقرار النادي مؤكدة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن تضامنها مع الإدارة في قرارها واعتباره توجها سليما لانصافها وهي التي عانت في الفترة الأخيرة دون غيرها من سلوكيات خارجة عن الخط.

لكن هل تعود إدارة نادي الوحدات عن قرارها اذا لم يصب قرار الاتحاد في مصلحة جماهيرها ام يتمسك الأخضر بقراره ويغيب عن مواجهة القمة او النهائي المبكر للبطولة.

بالعودة الى مباراة قمة الجولة التي جمعت الوحدات مع الرمثا, نجد ان المباراة كانت الأفضل فنيا منذ انطلاقة البطولة, وكانت الأكثر اثارة وندية وزينها الحضور الجماهيري الغفير الذي كان مثاليا حتى لحظة انتهاء المباراة.
قدم الفريقان العرض الفني الأفضل والذي دلل بصورة واضحة على ان المستوى في منحنى تصاعدي وان الفريقين مثل غالبية الفرق الأخرى بلغا مرحلة طيبة من الجاهزية الفنية والتكتيكية والبدنية لدخول منافسات البطولات المحلية بجاهزية كاملة.

ولم يكن الوحدات والرمثا فقط نجما الجولة بعرضهما الراقي , فكان شباب الأردن هو الاخر بطلا للمجموعة الثانية وكان الاجدر في اعتلاء صدارتها واثبت جمال محمود وفرسانه الشباب انهم يسيرون بخطى ثابتة وواثقة للمنافسة على لقب أولى بطولات الموسم.

في المجموعة الأولى كان الفيصلي عند حسن ظن جمهوره وانهى سباق التأهل بفوز مثير على البقعة وتقديم عرض متوازن هجوميا ودفاعيا , كشف عن جاهزية الأزرق لخوض الجولة الثانية من المنافسة.

وعاد سحاب للتحليق من جديد واثبت انه سيكون الحصان الأسود للموسم الكروي ودشن عودته لفرق المحترفين ببلوغ نصف نهائي البطولة , في مؤشر يدلل على انه سيكون منافسا ورقما صعبا في اقوى البطولات المحلية.