اسرائيل سَلّحت الأرجنتين


جراسا -

كشفت وثائق سرية للخارجية البريطانية أن إسرائيل باعت أسلحة إلى الأرجنتين في ذروة حرب "الفوكلاندز" عام 1982، ووفقاً لملفات رُفعت عنها السرية حديثا فإن إسرائيل زودت المجلس العسكري الأرجنتيني بأسلحة استخدمت ضد قوات بريطانية خلال حملة تحرير الجزر.

وشملت الصادرات العسكرية الإسرائيلية طائرات "سكاي هوك"، والتي استُخدمت لاحقاً لمهاجمة السفن الحربية البريطانية، مما أسفر عن مقتل عشرات الجنود والبحارة ومشاة البحرية.

وتقول الوثائق إن أربع سفن حربية بريطانية غرقت بسبب قنابل ألقتها مقاتلات "سكاي هوك"، ومن ضمنها حاملة الجند "غلاهاد" التي احترقت بالكامل بينما كانت راسية في ميناء "رأس كوف"، مما أسفر عن مقتل 48 بحاراً وجندياً بريطانياً كانوا على متنها.

وقالت صحيفة "ذا تلغراف"، اليوم الأربعاء، إن الوثائق، والتي رُفعت عنها السرية، تفيد بأن الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى الأرجنتين استمرّت بعد حرب "الفوكلاند" حتى عام 1984، وقد اعترفت إسرائيل في ذلك العام ببيع الأسلحة للأرجنتين بحجة "ضرورة الحفاظ على صناعة الأسلحة المحلية"، وكردّ على "توريد بريطانيا الذخيرة لأعداء إسرائيل في العالم العربي".


وتضيف وثيقة نشرها الأرشيف الوطني البريطاني، وتعود لتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1984، أن إسرائيل كانت، في ذلك الوقت، تستعدّ لبيع الأرجنتين طائرات تجسس مصممة لجمع معلومات استخباراتية إلكترونية، وتظهر الوثيقة أن وزير خارجية بريطانيا آنذاك، السير جيفري هاو، طلب شخصياً من حكومة إسرائيل عدم المضي قدماً في الصفقة.

وكانت القوات الأرجنتينية قد غزت جزر فوكلاندز في الثاني من شهر إبريل/نيسان 1982، ولكن قوة عسكرية بريطانية تمكّنت من استعادة الجزر بعد هزيمة الأرجنتين. ومنذ ذلك اليوم ترفض بريطانيا التفاوض مع الأرجنتين حول السيادة على هذه الجزر، طالما أن سكانها يرغبون في أن يظلوا بريطانيين.

وتدّعي الأرجنتين أنها ورثت أرخبيل الجزر الواقع جنوب المحيط الأطلسي عن التاج الإسباني.

ويُطلق الأرجنتينيون على الجزر اسم "مالفيناس"، ويتحسرون على ضياعها باعتبارها "الشقيقات الصغيرات الضائعات"، ويتجلى توقهم لاستعادة الجزر في إثارتهم مراراً وتكراراً للمسألة، بعتبارها قضية من قضايا "معاداة الإمبريالية".

من جانبهم، يرى البريطانيون أن القضية أصبحت مسألة تقرير مصير، مؤكّدين أن الأغلبية الساحقة من سكان فوكلاندز يريدون البقاء جزءاً من بريطانيا التي منحتهم حكماً ذاتياً وحماية عسكرية.

وعلى الرغم من أن الجزر أقرب من الناحية الجغرافية إلى الأرجنتين منها إلى بريطانيا فإن سكانها يتحدثون الإنكليزية ويعتبرون أنفسهم بريطانيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات