"سور الفرات" اول عملية برية تركية واسعة شمال سوريا


جراسا -

اقتحمت عشرات الدبابات التركية في ساعات الفجر الاولى اليوم الاربعاء الحدود الشمالية السورية قبالة مدينة "جرابليس" السورية في عملية اطلق عليها الجيش التركي الذي مهّد للاقتحام بقصف مدفعي وجوي مكثف اسم "سور الفرات" الهادفة لدحر قوات داعش من هذه المدينة اضافة للهدف غير المعلن والمتمثل بمنع تركيا لقوات وحدات حماية الشعب الكردية من احتلال المدينة الواقعة ضمن منطقة "عين العرب" او " كوباني" وتشكل نقطة الوصل بين المناطق الكردية، ومن هنا تأتي اهميتها الاستراتيجية للطرفين الكردي الساعي لوصل وربط مناطق الادارة الذاتية التي اقامها شمال سوريا ببعضها البعض من الحسكة الى كوباني او بالنسبة للطرف التركي الساعي بقوة لاحتلال المدينة لمنع اقامة كيان كردي متصل على حدوده الجنوبية والجنوبية الشرقية.

وجمعت العملية التركية متناقضات ليست بالقليلة حيث حصلت على دعم جوي من الولايات المتحدة الراعي الاول والاهم لقوات الحماية الكردية عدو تركيا التاريخي.

وقال الرئيس التركي طيب رجب اوردغان ان قواته تهدف الى اقتلاع داعش والمنظمة الكردية المدعومة امريكيا وغربيا المعروفة باسم PYD من المنطقة

وأضاف "كان هدف تركيا ولا زال مساعدة الشعب السوري في التخلص من داعش وظلها الذي فرضته على الاسلام وتركيا مستعدة لأخذ زمام المبادرة لضمان وحدة الاراضي السورية والوحدة الاقليمية لسوريا".

وتحدثت مصادر "الجيش الحر" ان قوة تابعة له تقدر بـ 1500 مقاتل تحتشد على الجانب التركي من الحدود استعدادا لاقتحام "جرابليس" وتحريرها من داعش تحت غطاء الدبابات والطيران التركي.

وقال مراسل "رويترز" انه شاهد 6 دبابات تركية داخل الاراضي السورية مؤكدا تعرض المنطقة لقصف تركي شديد للغاية.

وبدرها قالت شبكة التلفزة التركية NTV ان 20 دبابة دخلت الاراضي السورية وان معارك شديد تدور على الحدود.

مصادر روسية اشارات بدورها الى ابلاغ تركيا روسيا بالعملية وتفاصيلها وان الرئيس اوردغان بحثها مع نظيره الروسي خلال زيارته الاخيرة لروسيا.

وتقع مدينة او بلدة "جرابليس" على الضفة الغربية لنهر الفرات في نقطة اجتياز هذا النهر العظيم الاراضي التركية متهاديا حيث سوريا التي تستقبله قبل ان يغادرها نحو بلاد ما بين النهرين حيث اللقاء الازلي مع دجلة الخير.

ومنح الصراع الدموي الدائر في سوريا هذه البلدة الحدودية التي لم تكن معرفة قبل الحرب اهمية استراتيجية خاصة جعلتها ساحة قتال شرس بين داعش والاكراد والأتراك ومن حالفهم والولايات المتحدة الامريكية وحسابات التقسيم وروسيا وايران القائلتان برفضهما لفكرة الكيان الكردي ما حول " جرابليس " ان معركة كسر عظم بين مختلف المشاريع السياسية والأجندات الاقليمية والدولية المتناقضة حين والمتحالفة احيانا.

تبعد"جرابليس" 33 كم باتجاه الغرب عن مدينة " مينج" اتي دخلتها مؤخرا قوات الحماية الكردية بعد ان طردت منها داعش بدعم جوي امريكي مكثف وبمساندة مستشارين وقوات خاصة امريكية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات