أخطاء وزارة التربية والتعليم عبر العقود الماضية بدأت تظهر مخاطرها على السطح سواء من حيث مدخلات التعليم ومخرجاته او الواقع المر للعملية التعليمية برمتها والتي انعكست نتائجها على المجتمع وعلى الجامعات التي اصبح دورها ينحصر في تفريخ أكوام من الخريجين كثير منهم اميّون حتى في تخصصاتهم ناهيك عن تحّول الجامعات الى مؤسسات استثمارية هدفها الارباح الطائلة والتوسع ببرامج لا حاجة للمجتمع بها .

وزير التعليم العالي الدكتور وجيه عويس وخلال زيارته لجامعة البلقاء التطبيقية مؤخرا كان صادقا ووطنيا بامتياز حين فرد اوراقه امام عدد من الصحفيين ... كانت الحقائق مرعبة و والارقام التي طرحها مذهلة وصادمة\ فالرجل مكلوم من واقع التعليم بكل مراحله ويطلب النجدة من المجتمع الاردني ليقف الى جانب وزارته للمساهمة في حل اكبر التحديات التي تواجه هذا الكم الهائل من خريجي الجامعات الذين يرفعون نسب البطالة سنويا الى مستويات مقلقة والتصدي للخطر الاكبر وهو هذا الجيش الكبير من طلبة التوجيهي الذين لم يتسن لهم النجاح في الثانوية العامة والذين هم صراحة بمثابة قنابل موقوتة .

اللافت ان جامعة البلقاء التطبيقية هي الجامعة الاردنية الوحيدة التي اخذت على عاتقها حل جزئية مهمة من المشكلة وهي فئة الذين لم ينجحوا في الثانوية العامة ويشكلون تحديا مقلقا للمجتمع والدولة فعملت على انشاء برنامج الدبلوم التقني والفني والذي يستوعب هذا العام قرابة 5 الاف من الطلبة الذين لم ينجحوا في الثانوية العامة في تخصصات مطلوبة جدا لسوق العمل المحلي والخارجي في جميع الكليات التي تتبع لها او تشرف عليها في جميع محافظات المملكة وتأمل الجامعة ان يقفز العدد الى خمسة اضعاف خلال السنوات الثلاث القادمة حال تلقي الجامعة الدعم المادي والمساندة الحكومية .

رئيس الجامعة الدكتور عبد الله سرور الزعبي متحمس جدا لتستعيد الجامعة دورها الحقيقي كجامعة تطبيقية بامتياز ويعمل جاهدا لتوفير كل وسائل النجاح للبرنامج الذي سيكون له نتائج ايجابية وعملية على الوطن ويتمنى على الحكومة تقديم الدعم اللازم له حيث يتوقع ان تبلغ كلفة تنفيذ البرنامج 16 مليون دينار وهو مبلغ لا تستطيع الجامعة توفيره في ظل الظروف المالية الصعبة للجامعة علما ان ايرادات الجامعة المالية من البرنامج لن تتجاوز ال3 ملايين دينارولكن انعكاساته على الخريجين وعلى سوق العمل ستكون ايجابية جدا وستوفر فرص عمل كثيرة نظرا لطبيعة التخصصات المطروحة ومن بينها على سبيل المثال صيانة المركبات والمركباتت الهجينة والتمديدات الكهربائية المنزلية والصناعية وتكنولوجيا اللحام واشغال المعادن والفندقة وفنون الطهي ومختبرات الاسنان والفنون التطبيقية ونباتات الزينة وتنسيق الحدائق وغيرها من التخصصات ..

جامعة البلقاء تستصرخ ضمائر كل الغيورين على الاردن وتطلب الفزعة من الجميع لمساندتها في انجاح هذا البرنامج الوطني الذي سيحل مشكلة عويصة لمن فاتتهم فرصة النجاح في التوجيهي ويوفر لهم سبل الحصول على شهادة في التعليم التطبيقي تساعدهم في الحصول على عمل داخل البلد اوخارجه ... جامعة البلقاء بحاجة الى فزعة اردنية من جميع ابناء المجتمع ومن وزارة التعليم العالي ومن الاعلام و من كل المؤسسات المعنية بتشكيل الرأي العام \

وأجزم أنه في ضوء ما قدمّه رئيس الجامعة من شرح مفصّل للوزير وجيه عويس عن برنامج الدبلوم التقني والفني من حيث اهميته ونتائجه التي تصب في مصلحة الاردن الوطنية اجزم أن الوزير سيناضل من اجل توفير التمويل اللازم للبرنامج وخلاف ذلك سنكون كمن يحصد ( العقير ) .