لماذا ننتقد الدوله ..


سألني صديق لماذا جُل مقالاتي موجهه بالنقد للدوله وتعري التقصير,, وأن القليل منها ما كان في امتداح جزئيه هنا او هناك؟؟

أخبرته من ان الصحافه بشقيها المكتوبه والالكترونيه هي سلطه رقابيه على اداء السلطه التنفيذيه وايضاً التشريعيه اذا ما شاب أداءهما النكوص والخذلان,, اما ايجابيات الدوله فهي جزء من واجباتها تجاه مواطنيها الذين يدينون لها بالانتماء ودفع الضرائب ومن حق المواطنين مسائلتها اذا ما كان اداءها وأداء مجلس النواب أقل من المطلوب,, من هنا سأستعرض ما دعاها صديقي بالايجابيات والوقوف عند كلٍ منهما ..

التعليم نعي تماماً أن التعليم حق مكتسب للمواطنين على الدوله وهي المسؤول الأول عن تقديم هذه الخدمه والتي شهدت تراجعاً يصعب وصفه, فالمدارس الحكوميه متهالكه واعدادها لربما لا تكفي لاكثر من 60% من اعداد الطلاب, ناهيك عن اداء الكوادر التدريسيه الغير راضيه عن الرواتب والامتيازات مما ادى الى تدني مخرجات التعليم, وقد استعاضت الدوله بفتح المجال لكل من هب ودب للاستثمار في التعليم وعلى حساب المواطن, فكانت الطامة الكبرى اذ يستغل هؤولاء الجشعون المواطنين بعدم رفضهم لطلبات الابناء حتى اضحت رسوم الدراسه في المدارس الخاصه لربما اضعاف الدراسه في الجامعات لغياب الرقابه من قبل وزارة التربيه عليهم على اعتبار انهم يشاركونهم في تحمل المسؤوليه الوطنيه,, وقس ذلك ايضاً على الجامعات الخاصه ورديفاتها من الجامعات الحكوميه وسوء مخرجات كلتاهما للضعف الذي بدأ ينخر في آخر المؤسسات التي كنا نفاخر بها..

التطبيب ونحن على يقين من أن الخدمه الطبيه الاردنيه هي الافضل عربياً لوجود كفاءات طبيه تحمل خبرات تراكميه مصقوله, ولكن مستشفيات القطاع العام بعدما هجرها الاطباء والكوادر المساعده اضحت خاويه ليس فيها الا من لم يجرؤ على تركها حفاظاً على بعض المكتسبات وحتى لا يجوع الابناء,, في غالبيتها متهالكه ومنها القديم القديم بناءً وتأثيثاً واجهزةً,,مما فسح المجال للاستثمار في القطاع الخاص وتم تشييد العديد من الصروح الطبيه والتي لا يستطيع المواطن الاردني ولوج ابوابها لارتفاع كُلف العلاج فيها, وكان الهدف تشجيعاً للسياحه العلاجيه حتى راجت, وفي ليلة ظلماء تم قطع الحبل وتوقف مجيء الاشقاء العرب للاستشفاء لارتفاع الكُلف واستغلال البعض لهم, وانتشار فرق السماسره وتجّار المهنه والدخلاء ممن اساءوا للمهنه والوطن وبالتالي كانت الخساره مزدوجه لغياب رقابة الدوله.

هناك الكثير من الجزئيات التي يصعب حصرها, فتقصير الدوله واضح وهناك لامبالاه في الاداره العامه, فالشوارع الخارجيه كم تسببت بمقتل لا اقول العشرات ولكن المئات ,,وذلك ناتج عن تقصير وزارة الاشغال وفي المدن من مسؤوليات البلديات ايضاً ولا اذهب بعيداً منذ متى لم تزر الزفته شوارع العاصمه وارصفتها المتهالكه لم يتم صيانتها الى غير ذلك من تقصير, وكم تتكدس النفايات برغم ان الامانه تجبي رسوم نفايات ورسوم مكبات النفايات, بالمحصله هناك تقصير يستدعي الكتابه ولربما لو كان هناك ما هو أوجع لكنت استخدمته بحق المسؤول المتقاعس والغير منتمي,, ولا اريد ان ألج باب الفساد وبكل اشكاله منها المالي و الواسطه والمحسوبيه وغيرها من آفات انهكت الحرث والنسل, فلو بقيت اكتب لربما احتاج الى اضعاف المساحه المخصصه لمقال وحتى لا أثقل على القارىء احاول الاختصار.. مشكلات الوطن متتاليه وتتضخم كما مديونيتها..كل ما نحتاجه في هذا الوطن الانتماء لا الولاء فحسب, والعمل بما يرضي الله وأن ننقي ضمائرنا.. لدينا خلل في اختيار الوزراء والمناصب العليا, فاذا ما صح الاختيار بالتأكيد سنكون قد بدأنا الخطوه الأولى في الالف ميل نحو الاصلاح.



تعليقات القراء

السوسنة⚘السوداء
سلمت يداك
مقال رااائع جدا
15-08-2016 02:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات