هل نحن على خطأ؟


سؤال طرحته على نفسي في أكثر من موقف كان يعلن فيه أحدهم بأنه سيغادر الوطن لأنه ضاق به فكريا ، وأنه وجد في الغربة مساحة كبيرة كي يفكر ويعبر عما يجول في خاطره من أفكار تتعلق بالحرية والسياسية وعلاقة الدولة مع المواطن والوطن ككيان ، فلماذا يغادر هؤلاء الوطن ونبقى نحن فيه ؟ ، وهل هم على صح ونحن على خطأ ؟ ، وإذ ما كنت لا أملك الإجابة لهذه الأسئلة فلماذا ؟ .

والحديث هنا عن الحدود التي تبدأ عندها تلك الحرية وتقف عندها أيضا تلك الحرية في الفكر والسياسة والتعبير عما يدور في رأس هؤلاء وأنا في نفس الوقت ، وهي حدود وهمية يتم رسمها من قبل الاشخاص بإختلاف ثقافتهم ومستويات وعيهم السياسية والاجتماعية ، ونتيجة لوهيمة تلك الحدود تاريخيا في علاقة الإنسان مع الدولة نجد أن الحكم عليها من خلال المقارنات الواقعية المعاشة في هذه الأيام سيكون غير موضوعي أبدا ، وكذلك نتيجة للتباين الحاد في الفكر السياسي للأفراد داخل المجتمعات السياسية " الدول " التي يعيشون بها .

ولعل أبرز تلك التباينات ما نعيشه اليوم في واقعنا العربي الاسلامي بالذات ، فنجد هناك اختلافات واضحة في أسياسيات الدين تبنى على أساس كيف تفهم تلك الاساسيات بما يتماشى مع واقع الحكم السياسي والدولة والمجتمع معا ، وعند تلك اللحظة من طرح السؤال البسيط والمتعلق بتلك الاساسيات من حيث من الصح ومن الخطأ يقف العقل عن العمل ونقع في متاهة العاطفة والبحث عن ملاذ فكري بديل يعطي أنفسنا توازنا فكريا كي نتمكن من العيش في زمن تمثلت به الحدود بمن مع ومن ضد دون أية مساحات بينهما تسمح للفرد أن يفكر بلون أخر غير الأبيض والأسود ، وإلى أن نتعرف على بقية ألوان الطيف التي تقبع مابين الأبيض والأسود سنبقى في دائرة سؤالنا القائل ؛ هل نحن على خطأ وهم على صح؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات