نواب مع وقف التنفيذ


المملكة بشكل عام على موعد مع استحقاق دستوري وعرس وطني ، لكن هذا الاستحقاق الدستوري وهو الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر ،وبفضل القانون الذي طبخ على أعلى درجات الغليان ليخرج سريعا لحيز الوجود ، تعيش المملكة حالة من المخاض لولادة ذاك المجلس والذي ربما لن يكون أحسن حالا من الذي قبله.

تابعنا الكثير من التكتلات والائتلافات والقوائم التي أخذت وقتا كافيا على اﻷغلب من التحضير والترتيب واللقاءات والسهرات لساعات الفجر الأولى ، ليتم التوافق فيما بين المرشحين كي يكونوا ضمن هذه القائمة أو تلك ، ولا تخلو تلك اللقاءات من ارتفاع الأصوات وربما تصل أو وصلت إلى المشاجرات ، فبالتالي بحكم القانون لا بد أن تخرج قائمة من أجل الاقتراع وربما يفوز من في القائمة أو سيدها أو لا تفوز بمجملها .

لست ضد الاستحقاق الدستوري على الإطلاق ولا أزاود بوطنيتي وحبي لﻷردن على أحد ، لكن هناك بعض أو مجمل الملاحظات التي نجدها أثناء تغطيتنا لأحداث الانتخابات حتى كتابة هذا النص ، نجد أن هناك تناحرا بشعا على المرشح هذا أو ذاك وهذا من عشيرتي وذاك من قبيلتي ، وهذا محسوب علي وذاك دفع لي أكثر ، ولا أغفل المال الاسود الذي بدأت تظهر بوادره رويدا رويدا بين المرشحين الكبار من أجل شراء مرشح حشوه ، أو حتى ناخب لا يهمه سوى ملئ جيبه بدريهمات زائلة وهو يعرف أن ذاك الذي اشتراه سيبيعه بأرخص مما دفع له .

في عمان غالبا والزرقاء وأربد ربما يطفو على السطح الطابع السياسي والاقتصادي للمرشحين ﻷنهم اﻷقرب لمركز صنع القرار ، سيما وأنهم كانوا نوابا سابقين أو مدراء دوائر أو أمناء ﻷحزاب لها وزن بوسطهم ، وأغلب أولئك المرشحين لهم خبرة وحضوة في المجال السياسي والاقتصادي ، وربما تجد غالبيتهم يتغنون بحب الوطن وينادون بالإصلاح الاقتصادي وتحسين معيشة المواطن والإصلاح الاجتماعي ، لكنهم في الواقع أبعد ما يكونوا عن ذلك ﻷننا نعلم أنهم هم أو من يساندهم صوت على قانون الانتخاب الحالي وتجدهم نادمين مرعوبين وغيرها من القرارات التي كانت مفصلية ، فأين هم -الآن- من الوطن والخوف عليه وأين هم من الشعارات الرنانة التي كانو ينادون بها ؟

أما بمحافظات الشمال التي تطغى العشائرية على مرشحيها ، تجد أن غالبية المرشحين ليسوا سياسين ولا اقتصاديين ولا حتى حزبيين إلا ما ندر ، وناخبيهم ينظرون إليهم وكأنهم يحملون العصى السحرية أو مصباح علاء الدين كي يوظفوا لهم أبنائهم وذويهم ، ويشقون لهم الطرق ويعبدونها ، والكثير من اﻷمور الخادمة التي بهذه المحافظات وبالذات الفقيرة منها لا يكاد يخرج منها نائبا سياسيا محنكا يشرع ويراقب الحكومة ويقدم الاستجوابات اللازمة ، بل يقوم باستخدام فيتامين "و" بدلا من ذلك وبحط راسه بين هالروس وبقول يا قطاع الروس .

دعوني أنحاز قليلا لمحافظة عجلون والتي تشهد منذ سنوات خلت لتهميش حكومي واضح وجلي وهي المحافظة الأجمل وسماها الراحل الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- "جميلة الجميلات" وهي أيضا بلدا جبلي سياحي بامتياز ، وفي إحدى اللقاءات اعترف أحد المسؤولين الحكوميين وعلى الملأ أننا مقصرين كحكومة مع عجلون " فمن أين أتى هذا التقصير؟ ومن كان سببه ؟ أليس نوابها الذين كانوا تحت قبة البرلمان ومنهم من لم نسمع له صوتا فيه ، ومنهم من كان مؤيدا وبضراوة لبعض القرارت ضد عجلون أحيانا .

للأسف القانون الحالي جعل محافظة عجلون وغيرها دائرة انتخابية مغلقة واحدة ، ولواء كفرنجة الذي يعتبر أكبر قاعدة انتخابية فيها ، أصبحت تتنافس وضمن القوائم الانتخابية ، كي يخرج خمس نواب عن عجلون كمحافظة وربما يحالف مرشحي كفرنجة بنائب أو أكثر أو لا يفوز أحد ، السؤال الذي يطرح نفسه والذي به أختم ، هل : من سيحالفة الحظ سيكون نائبا تشريعيا رقابيا بامتياز أم سيكون كسابقيه لا حول له ولا قوة ، أم هم نواب مع وقف التنفيذ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات