الانتصار على الوطن


أن تجلس مساءا وتحاول أن تكون جزءا من الحدث اليومي وربما الدقائقي العربي في سوريا ؛ تلك محاولة للمشاركة الذهنية لفهم ما يدور هناك في سوريا فقط دون غيرها من بلاد الربيع الأسود العربي ، جلست محاولا الخروج بخلاصات من خلال متابعة التغطيات الاخبارية على اربع قنوات اخبارية ؛ اثنتان عربيتان واثنتان غربيتان ناطقيتن باللغة العربية ، وقمت بتتبع مواعيد النشرات الاخبارية الرئيسية في كل من المحطات الاخبارية الأربع بعودة تذكرني بأول دروس الماجستير لدى أستاذنا الدكتور عصام الموسى ، وجهزت عدة المراقبة والمكونة من ورقة وقلم وخانات مقمسة كعنوان للمحطة وترتيب أول الاخبار في كل منها .

وخلال تلك المراقبة التي أضعت بها أكثر من خمس ساعات من مساء أهل بيتي وحرمتهم من متابعة أي مسلسل أو برنامج أخر لأنني أريد أن أفهم ماذا يجري في سوريا ، وجدت أن الهروب لدقائق معدودة بين زخم الاخبار نحو لقطات من مسلسل أو برنامج وثائقي أو دعائية يمثل بالنسبة لي حالة من الهدوء النفسي كنت بحاجة اليها من فترة إلى أخرى .

وأبرز نتائج تلك المراقبة بالنسبة لي كانت في أن هناك مئات الفصائل الاسلامية والكردية وبقية مكونات الشعب السوري مضافا اليها النظام الحاكم ، وكان هناك أسماء لمناطق في سوريا لها أصول عربية وتركية وكردية ويونانية قديمة ، وكان هناك محللين كثر يحاولون رسم الجغرافية السورية من حيث من هزم ومن انتصر على الأرض السورية ، ومن خلال وصفهم للجغرافية عبر أسماء لدوواير ودخلات وزواريب ومداخل كلها تحمل اسماء لايعرفها سوى أهل سوريا فقط ، ولايعرف حجم القوة في السيطرة على تلك الزاوية أو الدوار أو الدخلة أو المثلث سوى من يقبع هناك وهو يحمل سلاحة يطلق منه النارمن خلف جدار صنعت به فتحة أو ساتر ترابي أو بداية شارع في أحد حواري سوريا ؛ وهو مشهد رافق كل التغطية الاخبارية في القنوات الاخبارية الأربعة مجتمعة.

وهنا سأختصر المشهد الاخباري السوري كما غطته تلك القنوات الاخبارية بجملة واحدة تقول ؛ أن ما يحدث في سوريا هو معارك صغيرة هنا وهناك وتمثل مجتمعة معركة كبيرة هدفها فقط هو الانتصار على الوطن السوري كي يصبح وطنا مهزوما بأيدي ابناءه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات