جراسا -

تزخر أسواق الإلكترونيات حالياً بالأفلام المخزنة على أسطوانات البلوراي Ultra-HD أو المعروفة اختصاراً باسم أسطوانات البلوراي UHD، وكذلك أجهزة التشغيل المناسبة لهذه الأسطوانات، والتي تكتمل معها متعة المشاهدة بفضل دقة الوضوح الفائقة Ultra-HD، التي تبلغ 3840 x 2160 بيكسل، والمعروفة اختصاراً بدقة 4K.

وعلى الرغم من أن خدمات تدفق بيانات الفيديو تتيح حالياً إمكانية مشاهدة الأفلام فائقة الوضوح UHD، إلا أن ذلك يشترط توافر سرعة الوصول إلى الإنترنت بما لا يقل عن 25 ميغابت/الثانية، علاوة على أن مقاطع الفيديو غالباً ما تكون مضغوطة بشدة نسبياً أثناء نقلها بهذه الطريقة.

وأوضح نيكو يوران، من مجلة الكمبيوتر «c't» المتخصصة، قائلاً: "يمكن للمستخدم استعمال أسطوانات البلوراي Ultra-HD بدون الحاجة إلى اتصال الإنترنت، وتعمل بمعدل نقل بيانات يصل إلى 50 ميغابت/الثانية كحد أقصى، وهو ما يتيح ضغط البيانات بشكل محافظ، وبالتالي الاستمتاع بجودة صورة لم تكن متوافرة من قبل".

ويمكن التعرف على الأسطوانات الجديدة من خلال الصندوق الأسود، بينما تأتي أسطوانات البلوراي التقليدية في أغلفة زرقاء. وتشتمل أسطوانات البلوراي UHD على طبقتين وتوفر سعة تخزين تبلغ 66 غيغابايت، كما تتوافر موديلات تشتمل على ثلاث طبقات وتوفر مساحة تخزينية تبلغ 100 غيغابايت.

وهناك العديد من شركات الإنتاج السينمائي العالمية مثل وارنر وتونتيث سينتشوري فوكس بدأت بالفعل في طرح أفلامها على أسطوانات البلوراي فائقة الدقة Ultra-HD، وسيتبعها خلال فصل الخريف القادم العديد من الشركات الأخرى مثل يونيفرسال وباراماونت وسوني.

وأشارت هيئة اختبار السلع والمنتجات في العاصمة الألمانية برلين إلى أن أسطوانات البلوراي الجديدة لا تحتوي على أكواد للبلدان، وبالتالي سيتمكن المستخدم من شراء الأسطوانات في الولايات المتحدة الأمريكية ومشاهدتها في أي بلد حول العالم، إلا أن ذلك يقتصر على أسطوانات البلوراي UHD فقط؛ نظراً لأن المحتويات الإضافية على أسطوانات تكون مشفرة حسب البلدان، ولذلك سيتعذر على المستخدم تشغيلها.

تلفاز UHD

وكي ينعم المستخدم بأجواء قاعات السينما في غرف المعيشة، فلابد له من توافر جهاز تلفاز بشاشة مسطحة تعمل بتقنية الوضوح الفائق UHD، بالإضافة إلى ضرورة توافر مشغل أسطوانات البلوراي UHD. وتتزايد باقة العروض من أجهزة التشغيل في أسواق الإلكترونيات باستمرار.

وأشارت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية إلى الكثير من أسطوانات البلوراي UHD، المدموغ على أغلفتها الشعار 4K، تشتمل على أفلام تمت ترقيتها من دقة الوضوح HD إلى تقنية UHD، ولم يتم تصويرها أو تحريرها بدقة الوضوح UHD. وأكدت الهيئة الألمانية أنه من المقرر طرح الأفلام UHD الحقيقية في الأسواق خلال الشهور والسنوات القادمة.

وأضاف نيكو يوران قائلاً: "حتى مع الأفلام، التي تعمل بتقنية 4K أصلية، فإن المستخدم لا يلاحظ أي اختلاف عن تقنية الدقة الفائقة الكاملة Full HD عند مشاهدتها على أجهزة تلفاز بشاشات صغيرة نسبياً مع الجلوس على مسافة كبيرة للغاية من الشاشة".

وأكد الخبير الألماني أن انطباعات الصورة ترتبط بشدة بجهاز التلفاز وأسطوانات البلوراي UHD بدءاً من الانطباع بأن "الصورة واضحة للغاية بشكل لا مثيل له من قبل" أو مروراً بالانطباع بأنه "بالكاد تكون اختلافات واضحة عن جودة أسطوانة البلوراي التقليدية" أو وصولاً إلى الانطباع بأن الصورة تمثل "كارثة حقيقية".
المدى الديناميكي العالي

ومع ذلك، يمكن للمستخدم أن يتمتع بتحسن ملحوظ إذا كان جهاز التلفاز يدعم تقنية المدى الديناميكي العالي (HDR)؛ حيث أشارت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية إلى الصورة تبدو بشكل أوضح وأكثر طبيعية من خلال المزج ما بين دقة الوضوح العالية جداً والتباين الأعلى. وتبدو الصور بشكل أكثر روعة وجمالاً، إلا أن الفروق البسيطة في درجة السطوع تظل مرئية.