مرشحين للنواب .. بين الكذب وسوء الامانة


ان الله سبحانه وتعالى اختار رسله وأنبيائه بعدما توفرت فيهم صفات حميدة فهم العابدين الموحدين له الصادقين الامناء ، اذا كان رب العزة اختار رسله وانبيائه بناءا على صفات توفرت فيهم فكيف لنا نحن البشر ان نختار نوابا ليمثلونا دون ادنى تكليف لأنفسنا في البحث عن صفات هؤلاء النواب مع فارق التشبيه بين الذات الالهية والبشر فهو خالقنا وخالق كل شيء ويعرف كل شيء وترك لنا مساحات عقلية واسعة ان استخدمناها استطعنا ان نميز الغث من السمين .

اولى هذه الصفات الصدق وهي صفة يمتاز بها النبلاء الذين يتحلون بالإنسانية النبيلة ، يملكون الصدق في التفكير والقول والفعل ولا يبنون علاقاتهم مع الاخرين معتمدين على مظاهر خارجية بل ان جوهرهم الخفي هو الظاهر على غلاف كتابهم ومحتواه .

النفس هي الجانب الخفي في الانسان وهي التي تضم ما خفي منك ولا يظهر للآخرين ففيها كل نواياك ومشاعرك واحاسيسك ومنها تخرج افعالك التي تخفيها فيظهر عليه الفرح والحزن والتفاعل و حبه وكرهه وصدقه وكذبه وشهواته ورغباته واساليبه التي يتعامل بها مع الآخرين

لا تظن ان الانسان قادرا على اخفاء عيوبه عن الاخرين مهما حاول ، لان الاثار السلبية التي تورثها افعاله لدى الناس ستلتصق به وتصبح صفته للابد فلدى كل واحد منا قدرات تمكنه من تحديد هذه الاثار واطلاق الصفة التي يستحق ان يكون عليها كالصدق او الكذب او الامانة او الخيانة .

لكل ابناء البشر اخطاء وعلينا الاعتراف بها وقدرات محدودة لا يمكن ان نتجاوزها واحلام خيالية يسعون لها نتيجة عدم سيطرتهم على النفس الباطنة وكبح جماحها في حب الانا الانانية مما جعلهم يعتقدون انهم مميزين عن الاخرين وقادرين على فعل كل شيء كأنهم خارج منظومة البشر ونسوا انهم يعيشون بين البشر الذين رصدوا اعمالهم على مر السنين وعرفوا ما يخفون في انفسهم الباطنة فوصفوهم بما يستحقون كاذب وصادق ،خائن وأمين ، ماجن وملتزم ، وزاني وطاهر ، لص ونزيه ، وحاقد ومحب ، كثيرة هي صفات البشر

لذلك اضبط خيالات نفسك الخفية وابني احلامها على قدر مؤهلاتك وقدراتك ومعرفتك التي انت عليها فليس من المعقول ان يقول مغسل الاموات مثلا هاتوا ميتكم اغسله لكم وانا اضمن له الجنة !

علينا ان نستشعر كذب هذا المدعي وعدم صدقة فكيف لنا ان نبني علاقاتنا مع كاذب يسعى لسرقة ارادتنا منا في اختياره ليمثلنا في مجلس النواب وهو المجلس الذي يحمي ويخطط لمستقبل اوطاننا واولادنا .

لقد ارتبطت صفة الصدق مع صفة الامانة التي حدثنا عنها رب العالمين ، وارتبطت صفة الكذب بصفة الخيانة فالكاذب لا يمكن ان يكون امينا على شيء لانه سيستخدم الكذب عندما يخون الامانة كوسيله له للتهرب من مسؤوليته التي أمنه الناس عليها فهل نحن اغبياء حتى نختار كاذبا سوف يخون الامانة التي اوكلناها اليه ، لقد تكشف لنا كذبهم وعدم امانتهم من خلال تجاربنا واياهم على مدار سنوات عديدة سابقة ، فماذا فعل لنا هؤلاء النواب ومن يرشحون انفسهم ليصبحوا نوابا يلحقون في الركب الذي سبقهم

على مدار عقود لم يفعل النواب شيئا لصالح الشعب والوطن بل صوتوا لصالح قوانين انهكت المواطن وقوانين تصب في صالح اصحاب المصالح الذين اوصلوهم للقبة ، وانبرى الكثيرين من ابناء المجتمع يحاولون اللحاق في الركب ،يعلنون على الملأ انهم سيفعلون ويعملون ويحلقون بنا الى زيارة القمر معلنين في مجالسهم انهم سوبرمان المرحلة ونسوا ان الناس تعرفهم وتعرف ماضيهم باليوم ، احترسوا منهم ولا تنتخبوهم فمن جهة المجرب لا يجرب ومن جهة اخرى الكاذب لا يصدق ، هذا هوالمرشح الكاذب يعرض نفسه ويعلن عن اكاذيبه لنحيا بسلام...رب اجعل هذا البلد آمنا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات