اﻷغبياء وأهل الجنة


" إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب " ؛ جملة لا نفقه منها سوى ما يمس مصالحنا الشخصية البحتة ، وعندما يبلغ أحدنا ارذل العمر ويصاب بالزهايمر أو الخرف ، وعندها نبيح لأنفسنا فكريا أن نذكر تلك الجملة كي نعطي هؤلاء الحق بعدم القيام بالوجبات الدينية والاجتماعية التي هي عصب علاقاتنا معا.

ولكن يبقى هناك جزء مهم من الناس في المجتمع هم من ينطبق عليهم هذه المقولة بكل حذافيرها ، ولكننا نتعامل معهم بما يتنافى مع تلك المقولة ونقوم بمحاسبتهم إما جسديا أو لفظيا ونعيد أسباب وجودهم الى ذنوب ارتكبها أهل هؤلاء الاشخاص وهم يمثلون خطيئتهم ، وقد تصل لدينا الأمور لدرجة أن نعيد البحث في التاريخ الاجتماعي لأسرة هذا الشخص والرجوع لسابع جد كي نؤكد على ما نمتلك من مفهوم الخطيئة تلك .

والحديث هنا عن أشخاص فقدوا نعمة العقل التي ميز بها الله الانسان عن بقية خلقة ووهبه تلك النعمة كي يحسن استخدامها ويتم محاسبته من قبل ربه في حالة أساء استخدام هذا العقل بما لايرضي الله ، ونجد أنفسنا نرفض مساعدتهم عند مشاهدتهم في الشوارع يهيمون على وجوههم ، ونكيل لأهلهم التهم والشتائم ونعيد مقولة الخطيئة تلك ، وفي حديث جانبي مع صديق لي طرح جملة قال فيها ؛ هؤلاء من أهل الجنة ، فلماذا نعاملهم في بلادنا بهذه الطريقة السيئة من التعامل بل ويتم اهمالهم من قبل أهلهم وتركهم في الشارع ؟ ، بينما في دول غربية يتم تقديم الخدمة لهم بقوة القانون الذي تفرضه الدولة وهم لايعلمون أن هؤلاء من أهل الجنة .

وفي درس أخر قدمه هذا الصديق في حديثه العابر قال فيه ؛ أن دول غربية مثل المانيا عندما يقوم المواطن بانتهاك قوانين السير الخطرة من مثل قطع الاشارة الحمراء بذروتها يتم سحب رخصة قيادته وتحويلة الى دورة يطلق عليها " دورة الاغبياء" ، وهذا المسمى للدورة جاء من أن الدولة تمنحك الرخصة بعد خضوعك للدروس العملية والنظرية في قيادة المركبة ، وعندما تخترق تلك القوانين بشكل يمثل جنحة أو شبه جنحة كقطع الاشارة الضوئية ، فهذا المواطن أو المقيم هو إنسان غبي وبحاجة لدورة إعادة تأهيل كي يخرج من غباءه ، ولابد لهذه المواطن أو المقيم الغبي أن يعلن للجيمع انه ذاهب لدورة الأغبياء ، وهنا نعود لما يسمى في الاسلام التعزير الذي يهدف الى معاقبة الفرد اجتماعيا نتيجة لإنتهاكه القانون ، مابين أهل الجنة والأغبياء سنبقى نبحث عن المجتمع المسلم الى أن يأتي يوم القيامة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات