طفر الراقصة


عندما تشتكي راقصة من الطفر في الايام التي تلي شهر رمضان كونها عملت في ذلك الشهر بأحد المسلسلات ؛ فنحن أمام صدمة الثقافة الاسلامية الشعبية القائلة " أطفرمن .. في رمضان " ، وهذا الانقلاب في الثقافة ليس الوحيد في زمن الفضائيات وحروب البقاء العربية ، الجرحى السوريين يتم نقلهم للعلاج في اسرائيل ، ويصبح لدينا الموت سوري والعلاج يهودي والحكاية تكبر في ليل العرب الماجن في شوارع باريس وتسرق من نسائهم ساعة يد قيمتها أكثر من مليون دولار أمريكي .

إذا هو ليس بطفر راقصة بل طفر أمة كاملة المواصفات والمقاييس السياسية لمفهوم أمة ، وعندما تطفر الأمم لا تفرع بطونها وجيوبها بل تطفر عقولها ، وليس هناك أي تبرير لأن تبكي الراقصة بعد رمضان فقط ولا تبكي في رمضان ولا للدواء اليهودي للجرحى السوريين وساعة المليون دولار غير ؛ أن التاريخ يعيد كتابة نفسه عربيا وإسلاميا من قفاه وليس من بعد ما وصل اليه الأخرين من أمم أخرى.

فهل هناك مساحة للبكاء على الراقصة والجرحى والساعة التي سرقت ؟، سؤال يطرح في وقت جفت فيه مدامع الأمة وتسرب منها قطرات دمع تذرف على شاشات الفضائيات من قبل شيوخ الدين الفضائيين ورجل يحمل رضيع ممزق بمشهد أوصلنا للبلادة من كثرة تكراره ، بل توجد مساحة للضحك حد البكاء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات