جراسا -

خاص- ينتظر الاردنيون ما سيتمخض عنه مضمون الخطة الحكومية المقدمة لجلالة الملك من الرئيس الرفاعي، بعد زوبعات كثيرة احدثها فريقه الحكومي بعد اقل من 100 يوم على تسلمها مهامها وذلك في لقاء صحفي لرئيس الوزراء مع جهات وشخوص اعلامية مؤطرة ومحددة.

الرئيس الرفاعي، ومنذ اقرار حكومته لمدونة السلوك الحكومية في علاقتها مع الاعلام، وحتى نهار اليوم عكس مما لا شك فيه بأنه محض أداة لإقرار قرارات وتوصيات يمليها عليه البعض ممن يرون في الاعلام الاردني ندا يستوجب الوقوف ضده، فكان قرار الرفاعي الاخير بدعوته جهات وشخوص اعلامية دون غيرهم، في شكل واضح لتفعيل سياسة التلقين الاوتاماتيكي وليس الديجتال فحسب !!

لا ندري حقيقة ما الدافع الذي يقف وراء الانتقائية المبرمجة لجهات واشخاص بعينهم للقاء الرئيس واطلاعهم على خطة الحكومة المقدمة لجلالة الملك، هل كانت هذه الانتقائية لعرابيّ الحكومة مثلا ممن سبق وصفهم بأبواق الحكومة وجوقتها بالاضافة الى كتّاب التدخل السريع ؟؟؟

وليس بعيدا عن الاثار التي تخلفها مثل تلك الممارسات القاضية بتصنيف الجسم الصحفي الاردني الى نخب أول مدعوم ونخب ثان منبوذ، وليس من وراء ذلك سوى عملية قيصرية يراد خلالها شرذمة الجسم الصحفي مع ما يرافق ذلك من احقاد وضغائن لا مبرر لتواجدها لولا الجهد الحكومي الفذ في تكريسها.

بداية على رئيس الحكومة ان يقر بأن تلك الخطوة القاضية بلقاء جهات واعلاميين بعينهم دون آخرين، لهي دلالة واضحة ان الطاقم الاعلامي خاصته فشل فشلا ذريعا بتسويق هذه الخطة من خلال استقطابه للاعلام على قاعدة ( مع و ضد ) !!

الى ذلك، لا نجد تفسيرا لدعوة أطراف اعلامية من النخب الثاني - حسب التصنيف الحكومي - للقاء المشار اليه حيث تمت دعوتهم لاحقا لهذا اليوم في دعوة متباطئة خجولة في جانب، وسافرة مستفزة في جانبها الاخر !!

هذه الممارسات تعد خطوة غير مسبوقة والاولى من نوعها لدى حكوماتنا الرشيدة، فعدم دعوة الجسم الاعلامي الاردني في وقت مبكر للمؤتمر الصحفي المذكور لهو تهميش لنبض الشارع الاردني سيما وان الاعلام الاردني كجسم هو الممثل الشرعي للشعب بعد حل مجلس النواب ، وان الطاقم الاعلامي للرئيس مرعوب من مواجهة الصحافة المستقلة في محاولة منه تجنيب الرئيس اية انتقادات قد لا تروقه وجوقة المطبلين والمزمرين الذين يحيطونه، مع الاشارة الى اننا لا ندري من المرعوب حقيقة الرئيس ام طاقمه الاعلامي ؟؟

"جراسا نيوز" إذ تعلن مقاطعتها لهذا المؤتمر، الذي لا تنطبق عليه سمات المؤتمر، وانما لقاء اعلامي اقتصر على بعض وسائل الاعلام اعلامية دون اخرى وذلك بسبب ما تحمله قناعتنا بأن الخطة الحكومية موضوع اللقاء جاءت بقصد تسويق الحكومة وانقاذ ما يمكن انقاذه من شعبيتها قيد الاندثار !!