البرلمان الذي نريد:مواصفات لا تطابق واقعنا المؤلم (2)


لنتعرف على المنطلقات والثوابت التي لا بد أن ننطلق منها لاختيار المرشح الأحق ؟ لكي لا نقع فريسة لرغباتنا وأهوائنا وعواطفنا.
القاعدة الأولى: - أن يتيقن الناخب أن اختياره لمرشحه هو أمانة ومسئولية تقع على عاتقه أمام الله وسيحاسب عليها بين يدي الله يوم القيامة (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (النحل111) ثم هي مسئولية أمام المجتمع الذي يقوى بقوة أمانة أفراده ،ويضعف بضعف أمانة أفراده .
إن مما ينبغي أن تتذكره دائماً أخي وأختي في هذا الوطن الحبيب ،أن الوِلايات والمناصب وما يلحق بهما هي من الأمانات ،التي قال الله في شأنها {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }58 النساء .
ثم إن الانتخاب أمانة ،فما أنت صانع؟ومَنْ ستختار ؟ لكي لا تقع فريسة لنفسك الأمارة بالسوء .عليك أن تتذكر هذه الأحاديث النبوية الشريفة التي ترتعد لها الفرائص وتهتز لها القلوب : - الأول : قوله - صلى الله عليه وسلم - : {مَنْ وَلَّى رَجُلًا عَلَى عِصَابَةٍ وَهُوَ يَجِدُ فِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَخَانَ الْمُؤْمِنِينَ} رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ.
الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم {فَإِذَا ضُيِّعَتْ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرْ السَّاعَة } رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام : { أجمَعَ المُسْلِمُونَ علَى هذَا المَعنَى } أي على أن إسداء الأمر إلى غير أهله من تضييع الأمانة وهو مؤشر خطير على قرب الساعة .
أخي الحبيب أختي الكريمة: هل بعد ما وقفت على خطورة ما أنت مقبل عليه من خلال ما ورد في الأحاديث ،ستحدثك نفسك ،أن تنتخب شخصاً لمجرد القرابة أو الأعطية أو الهدية أو المجاملة أو لمجرد انتمائه القبليِّ أو الانتماء المكاني أو لمجرد الانتماء الحزبي ؟! كلّا ،والله لئن فعلت ،لتكونن خائنا لله ولرسوله وعامة المسلمين.
قال الفاروق عمر – رضي الله عنه- :{ مَن اسْتعملَ رجلاً لِمَوَدَّة أو لِقَرابَةٍ ، لا يستعمِلُه إلاَّ لذلك ؛ فقد خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والمؤمِنينَ{ فيجب عليك إذا أن تربأ بنفسك عن الخيانة ،لأي سبب من الأسباب وأن تبحث عن المستحق الأصلح ،وأن تقدِّر الأمانة,قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله -:{ فإن عَدَل عن الأحق الأصلح إلى غيره لأجل قرابة بينهما أو ولاء أو عتاقة أو صداقة أو مرافقة في بلد أو مذهب أو لِرشوة يأخذها منه من مال أو منفعة أو غير ذلك من الأسباب أو لضَغَن في قلبه على الأحق أو عداوة بينهما ،فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ودخل فيما نهي عنه في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27الأنفال}



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات