فرعتا .. وسط هذا الجدل للتاريخ شهادة


جراسا -

البلدة التي يعيش فيها ما يقارب الالف نسمة وتقع ضمن محافظة قلقيلية، تعتبر واحدة من افضل القرى على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي وايضا على صعيد الموقع الجغرافي بما حباها الله من موقع هادىء على سفح جبل شامخ منذ الاف السنين ويرتفع عن سطح البحر قرابة الـ700م وفقا للخبراء.

البلدة شهدت نموا سكانيا ونهضة حقيقية في فترة وجيزة تعتبر اليوم واحدة من افضل البلدات على القائمة بمحافظة قلقيلية،حيث نالت نصيبا لا بأس به من المشاريع الاستراتيجية  التي مولتها جهات اوروبية بإشراف وزارة الحكم المحلي،وذلك تحقيقا لرؤية الحكومة الفلسطينية الخاصة بالتنمية.

فمن مشروع بناء مدرسة وتوسعة الطرق وانارتها الى مشروع الكهرباء القطرية،وصولا الى شبكة المياه القطرية التي تاخرت طويلا جميعها كما هو الحال بالنسبة للكهرباء،ووصولها كان تحصيل حاصل لانه لا يعقل ان تبقى هذه القرية الوحيدة في عدم الاستمتاع بنصيب من المشاريع الحيوية أسوة بالقرى المجاورة.

ومن المعروف للجميع ان القرية منذ 20 عاما حتى قبل نحو 4 سنوات - حيث شهدنا قرار دمج المجالس المحلية الذي سقط اخيرا بقرار ايضا - كانت تصنف كلجنة مشاريع على خريطة الحكم المحلي لاسباب تتعلق بالاعتبارات السكانية في ذلك الحين،حيث تعهد ابناء بلدتها بمسك زمام امورها وادارة دفة اللجنة وايصال صوتها الى الجهات المعنية.

للحق وللتاريخ فقد سجل عدد من ابناء القرية الخيرين مواقف مشرفة للقرية وافنوا زهرة شبابهم في خدمتها والسهر على تحقيق حلمها فيما انفق البعض اموالا طائلة على البنية التحتية التي تزخر بها القرية اليوم وتتميز عن نظيرتها من حيث سعة الشوارع ووالخ ..

وهنا لا يفوتنا في هذا المقال الا ان نسجل شهادة للتاريخ للاجيال القادمة بوقفة رئيس المجلس الاخ عبد المنعم شناعة (ابوهاني) منذ عشرين عاما في خدمة القرية والوقوف على قضاياها بالقدر المستطاع،وبالتالي على الجميع ان يعي تماما بأن هذا تاريخ لا يمكن لاحد شطبه او تجاوزه ،مع التأكيد على الاخطاء التي قد تحدث فكلنا بشر في النهاية.وهذا ليس محلا للنقاش.

وهنا يسجل للقرية ايضا لقب"نظافة اليد" في الوزارة وهذا نجاح اخر نحسد عليه.

في العام 2016 يتفق الجميع ايضا على ان القرية ليست كالامس بسبب النهضة التي تشهدها من حيث ازدياد اعداد السكان والطفرة التعليمية والاقتصادية المتسارعة.

النقاش الدائر اليوم في القرية وهو بطبيعة الحال نقاش مشروع يستهدف اعادة النظر في السياسات ولا يستهدف الاشخاص فهم محل تقدير ومحبة في القلوب ونتفق معهم لا عليهم وان اختلفنا معهم فنختلف لمصلحة القرية.

البعض يتساءل اين اخفقت المجالس خلال العشرين سنة مع العلم ان هذه وجهة نظر قد تتفق معها او تختلف وهذا حق والرد عليها مشروع ..

- اخفقت المجالس المتعاقبة خلال العشرين سنة في ادارة موارد القرية وجمدتها في بعض الاحيان وهنا لا نقلل من السياسات الرسمية واجراءات الوزارة الصعبة في عمليات الصرف وتقديم العطاءات،وهذا ليس معيقا الى الدرجة التي يتصورها البعض.فيما لا زال المجلس يدار بالطريقة التقليدية وهذا ربما يعود لغياب اعضاء قادرين مع العلم انه ليس بالضرورة ان يكونوا قادرين فالعبرة في التخطيط وتحديد المواقف مجتمعين،فـ"اليد الواحدة لا تصفق".

- بعض المشاريع لم تكتمل وفقا للخطة الموضوعة خاصة فيما يتعل بمشاريع الطرق وتعبيدها لدرجة ان احد المشاريع تم تعبيدها ولم يمض وقت قصير حتى حدث ما حدث من حدوث انكسارات وحفر.

- المواصلات العمومية

- لم تستطع المجالس حتى اللحظة ان تحل ملف صعوبة المواصلات وعدم تسجيل القرية على "بيرميت" المدن ما ارهق المواطنين واحرجهم،والاكتفاء بزيارة الجهات المعنية ومخاطبتهم شفيها وهذا غير كافي على الاطلاق.

- الصحة

- لم تستطيع المجالس التي شهدناها من 20 عاما ان تقنع وزارة الصحة او المؤسسات الصحية المعنية بجدوى فتح عيادة او ما شابه اسوة بالقرى المجاور واكتفت بالابقاء تبني نظرية الوزارة وردها التقليدي.

- ملف الاستيطان..

قصر المجلس الحالي في هذا الملف لدرجة انه لم بقم بانشاء قاعدة بيانات او معطيات والتوثيق وهو ما حرم القرية من العديد من المساعدات والمشاريع الخاصة اسوة بباقي القرى والتجمعات التي تعاني من الاستيطان.

- في الاونة الاخيرة شكى الكثيرون من تاخر الخدمات،وضعف جودتها خاصة فيما يتعلق بجمع النفايات ونظافة الشوارع والاصل دراسة الحلول لا الوقوف عند المشكلة والبقاء في دائرة التبرير.

- لم يحسن المجلس او ربما غاب عنه استغلال وجود او استثمار شركة بحجم الاتصالات الفلسطينية  وما تضعه من برج للاتصالات ومقسم،وكان الاصل الزامها او مخاطبتها على الاقل للمساهمة بتمويل مشاريع في القرية وهذا حق طبيعي للقرية مقابل,

- على صعيد الاهتمام بالشباب وتحقيق واقع افضل لهم

لا زال المجلس غير قادر على جمعهم تحت مظلته،ولنا ان تتخيل اننا في العشرين عاما او على الاقل في السنوات القليلة الماضية لم نشهد يوما تطوعيا نظمه المجلس. او مبادرة مجتمعية تنموية ناهيك عن التقصير في ايصال صوتهم للمسؤولين حتى ولو بالضغط على الجهات ذات الصلة بترخيص نادي رياضي او ثقافي وهو ما حرم الشباب من فرصة حقيقية ليحظوا بجسم شبابي قانوني يمثلهم ويجمعهم,

وهنا نتحمل ايضا كشباب جزء من المسؤولية والتقصير بحق انفسنا في القرية وبحق قريتنا حيث يغيب الكثيرون لانشغال او عدم اهتمام او الوقوف على الحياد، مع ان الجهات الرسمية لن تقصر في حال طلب منها تقديم الدعم بصورة منظمة وقانونية.

وما اسلفناه في السابق من نقاط وانتقادات يعاني منها قطاع الحكم المحلي في كثير من المواقع وهذا لا يعني ان نقف عاجزين غير ابهين فلا احد يطلب المستحيل ومن حقنا ان نحلم بالافضل.

واخيرا،الفرصة ذهبية لا سيما عقب سقوط الدمج في غالب المحافظات ان يصار الى اعادة ترتيب الوضع والعودة الى الوضع السابق وتعزيز الموجود بوضع افضل، فمن حق الناس ان يشهدوا مجلسا قويا ومن حق المجلس على الناس ان يساندوه وان يقفوا معه في الاوقات الصعبة خاصة فيما يتعلق باتخاذ القرارات الحاسمة بالنسبة للقرية على قاعدة المشاركة المجتمعية والمساءلة المجتمعية تحقيقا للحكم الرشيد ووصولا الى "مجلس أقوى ... ومستقبل افضل".

ويبقي للحلم بقية .. والله من وراء القصد

اخوكم - نهاد الطويل 








-



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات