«الجارديان» عن الإرهاب في أوروبا: فتش عن السياسة


جراسا -

بعد 6 هجمات إرهابية على مدنيين في أقل من أسبوعين، تعاني فرنسا وألمانيا من سلسلة من الصدمات، المخاوف والتوترات الناتجة عن هذه الأحداث، ستزيد من التحديات أمام ديمقراطية أوروبا وليبراليتها، فكلا البلدين يشهدان موجة غير مسبوقة من العنف، وكلا البلدين يستعدان لانتخابات رئيسية العام المقبل، والوضع الذي يسيطر عليه القلق حاليا مضطرب بالفعل، بسبب السياق السياسي، المتجه نحو الشعبوية وسعي الأحزاب لتسجيل النقاط.

وقي مقال رأي لصحيفة الجارديان البريطانية عن الإرهاب في أوروبا، قالت إن «فرنسا تناضل الآن للتعامل مع تداعيات مقتل الكاهن جاك هامل في كنيسته القريبة من منطقة رون، بعد أقل من 24 ساعة على الاعتداء الرابع الذي شهدته ألمانيا في أسبوع واحد، الشعور يتزايد بأن حياة الناس غير مقدرة، وهذا الوضع الجديد يتوافق مع مخاطر لا يمكن التنبؤ بها، والتي تحتاج إلى إجراءات أمنية واسعة النطاق».

ففي فرنسا، منذ بدأت الهجمات في عام 2012، أصبح الحديث عن «حرب ضد الإرهاب» شائعا، وهناك حالة طواري، أما ألمانيا فرغم أنها لا تتحدث عن الحرب، ولا يوجد بها حالة طوارئ، ولكن بعد حادث التفجير الإرهابي، الذي نفذه أحد التابعين لداعش، قال وزير الداخلية الألماني، إن «ألمانيا أصبحت هدفا للإرهاب العالمي».

وواصل المقال، «في أعقاب كل هجوم تتزايد الأسئلة حول لماذا لم يتم إحباطه قبل أن يقع؟ في فرنسا ألقي اللوم على بعض الثغرات الأمنية، وفي ألمانيا بدأ الجدال حول مراقبة اللاجئين، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود اتصال مع حركة اللاجئين الضخمة، التي بدأت العام الماضي في أوروبا وبين الجهاديين أو الإسلام الراديكالي».

وأضافت الصحيفة، «في كل من فرنسا وألمانيا في أعقاب الهجمات، تندلع العواطف السياسية سريعا، ولكن التماسك الوطني الذي ظهر في فرنسا عقب هجمات 2015، تفكك سريعا في أعقاب هجوم نيس، وبات الرئيس فرانسوا أولاند يكافح من أجل الدفاع عن مصداقيته، ويواجه مطالب متزايدة لاتخاذ تدابير أمنية مشددة، حتى من بعض منتقديه في اليمن، قالوا إن فرنسا في خطر».

أما في ألمانيا، فسياسية معاداة اللاجئين بدأت تتزايد، رغم أن ردود الفعل السياسية هادئة نسيبا بسبب أن شعبية ميركل وسلطتها مازالت مسيطرة، لكن هناك ائتلافات تريد وضع ضوابط صارمة ضد المهاجرين.

وأشار المقال إلى أن الشعور المسيطر في ألمانيا هو أن تاريخها أقوى دفاع عنها ضد بعض النزعات المتطرفة، التي تنمو بشكل أكبر في فرنسا الآن، ففي الوقت الذي تتحدث فيه فرنسا عن «الخروج منتصرة من الحرب»، يتحدث مسؤولون ألمان عن التسامح والجهود اللازمة لجعل التنوع مصدر قوة وليس مشكلة، وذهب مسؤولون ألمان إلى أن الإرهاب لا ينبغي أن يقترن باللاجئين أو المهاجرين، وتباينت ردود الأفعال الشخصية أيضا بين كل من ميركل وهولاند، ففي ما حاول لأولاند أن يظهر قدراته القتالية الحازمة ضد «العدو»، تحدثت ميركل عن التعاطف مع الضحايا بدلا من الحديث عن اتخاذ التدابير العسكرية.

واختتمت الصحيفة مقالها «مهما كانت التناقضات، فهناك سياقات سياسية ساخنة قبل الانتخابات في كلا البلدين العام المقبل، وقرارات ومواقف هؤلاء القادة ستكون مثالا لعموم أوروبا، القارة التي مزقها العداء للاجئين، وتذهب الآن حول حافة عميقة من عدم اليقين».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات