ميركل تدفع ثمن امومتها


ماما ميركل ...لوحات كتبها لاجئون عرب وشرق اسويين وافارقة ؛يطالبون بها المستشارة الالمانية ان تحضنهم بحنيتها وهم يقفون على حدود دول الاتحاد الاوروبي بانتظار فتح بوابة المانيا لهم ، وعند متابعة القنوات الالمانية فيما تبثه من برامج عن الاجئين يدهشك ما تقدمه المانيا للاجئين من برامج في مقدمتها الاندماج داخل المجتمع الالماني ، وحرصها على تعليم الاجئين اللغة الالمانية وعلى قاعدة تعلم لغة قوم .

فماذا يحدث في المانيا ؟ سؤال لابد من الرجوع للتاريخ كي نحاول الاجابة عليه ، قبل اقل من قرن كانت احدى مكونات دول الشر في العالم كما يطلق اليوم على دول عربية ، وعاش العالم حربان ذهب ضحيتهما عشرات الملايين فقط من اجل قيام الامبراطورية الالمانية ، وقبعت المانيا في اسفل سلم الدول نتيجة لهزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، وفرضت دول كبرى سيطرتها على العالم فقط من وراء نزوة زعيم الماني ، واستمرت صورة الالماني الغبي والضعيف في الافلام الغربية وخصوصا الامريكية الى اليوم ، ومع تلك االحقائق جاءت ميركل كي تقلب كل هذه الحقائق في جانبها السياسي العالمي لتصبح بين يوم وليلة ماما ميركل لكل لاجئي العالم .

ولكن ما تم صناعته على مدار عشرات السنين من الاعلام الغربي عن الشخصية الالمانية لا يمكن شطبه بالقليل من الامومة ، وبرامج التمويل والمشاركة في تنمية دول العالم الثالث ؛ ﻷن الالماني نفسه ما زال يبحث بين تناقضات الالماني الهمجي الغبي والالماني الميركلي ، وطغت عليه اثناء عملية البحث تلك شخصية الالماني القبلي ذو العرق الابيض الغير متقبل ﻷية عروق اخرى تشاركه خيرات وتاريخ المانيا ، وهنا كانت تلك الجزئيات الصغيرة من العلاقات اليومية العنصرية بين الالمان والاجئين هي المحرك للهجمات التي تضرب المانيا اليوم ، وامومة ميركل السياسية الخارجية لاتكفي لخلق مجتمع متوافق ومتناسق بين الاجئين والشعب الالماني ، ولعل ابرز الادلة على حالة الانقسام تلك ان المجتمعات الغير المانية تعيش داخل تجمعات جغرافية ، وتحاول ان تعزل نفسها عن المجتمع الالماني ككل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات