ماليزيون يدعون لصلاة الحاجة ضد حضور سلينا غوميز لبلدهم


جراسا -

هل يمكن أن يكون بكاء المشاهير وانفعالاتهم فوق المنصات مجرد طريقة أخرى للربح؟ يبدو أن الأمر ليس دائما بريئا كما يبدو، فالمطربة الأميركية سلينا غوميز مثلا تربح آلاف الدولارات مقابل كل تغريدة تنشرها على الشبكات الاجتماعية إن نجحت بالتأثير في المتابعين، وهو ما سيقع مجددا بعد الجدل الذي تثيره المغنية في ماليزيا هذه الأيام، وصل حد دعوة البعض لأداء صلاة الحاجة لمنعها من الغناء داخل البلاد.

واستطاعت غوميز، أن تحيي حفلاً غنائياً ناجحاً في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، فيما تواجه حفلتها القادمة يوم الـ25 من يوليو/تموز في الجارة ماليزيا اعتراضات الأحزاب الإسلامية المحافظة التي تصر على محاولة منعه، نظراً للجرأة التي تتمتع المغنية بها في ملابسها ورقصها.

المثير أن المغنية أحيت الحفل بمشاعر جياشة في إندونيسيا، جعلت الإعلام الماليزي ينشغل بحالتها النفسية، بدلاً من الزي الذي ارتدته، والمعركة التي أشعلها الحفل بين المتدينين والليبراليين قبل وصولها إلى البلاد التي تتمتع بأغلبية مسلمة، وصلت حد دعوة متشددين لإقامة صلاة الحاجة لكي لا يتم الحفل.

ووجّهت المغنية الأميركية الشابة سيلينا غوميز رسالة مليئة بالشجن، لجمهورها من الشباب الإندونيسي، في الحفلة التي أقيمت في العاصمة جاكرتا السبت 23 من يوليو/تموز 2016، وصفت فيها نفسها وهي تغالب دموعها بـ"المحبطة التي تتصرف بغباءٍ أحياناً، والتي تقول أشياء لا تعنيها أو التي تعبر بطريقة خاطئة عن نفسها".

وأكملت غوميز وسط تصفيق الجمهور "الغضب لا يربح أي حرب، أؤمن أننا نستطيع أن نكون أكثر لطفاً وأن نحب بعضنا بعضاً أكثر".

رسالة أكثر غرابة

وكانت المغنية قد أتمت عامها الـ24 قبل الحفل بيوم واحد، وشاركت معجبيها رسالة كلماتها "أكثر غرابة وحزناً وضياعاً" -حسب وصف موقع TMZ- من تلك التي قالتها في الحفل، جاء فيها أنها تمر بدوامة، وأن عليها أن تعيد النظر في بعض جوانب حياتها كمبدعة وحياتها الشخصية.

وتابعت "شعرت الليلة أنني شديدة الزيف وعلى قطيعة مع نفسي وموسيقاي.. لم أشعر مطلقاً أن ما أملك من ماديات أو ملابس أو ما أقدمه في فيديو كليب يمكن أن يعرّفني.. أبالغ في ردود فعلي أحياناً وأخشى أشياء ومواقف لم تحدث، أنا أشعر بالفتور وأتساءل: هل أنا راضية من كل قلبي؟ كنت دائماً صادقة ولا أخلف وعودي وأثبت من أكون، ولكن أحياناً أشعر أن على إعادة النظر في جوانب حياتي كمبدعة وحياتي الخاصة". حسب تعبيرها.

لكن غوميز ذاتها كانت قد عبّرت عن سعادتها بوجودها في إندونيسيا، وذلك عبر موقع سناب شات، حيث بدت مرحة وهي تقول "سعيدة جداً جداً لوجودي في جاكارتا، كل الناس هنا في غاية اللطف".

ملكة متوجة على أباطرة الإعلام المؤثرين

ربما يكون حزن غوميز أو فرحها حقيقيين، لكن ما قد لا يعرفه قطاع كبير من الجمهور أن مشاعر المشاهير أمثالها لها ثمن يحصدون من ورائه آلاف الدولارات.
وغوميز على صغر سنّها "تعرف من أين تؤكل الكتف، خصوصاً عندما يأتي الأمر إلى مدى تأثيرها على مواقع التواصل الاجتماعي الذي تجني من ورائه مئات الآلاف من الدولارات" حسب مقال نشر في موقع E Online.

وقد وصفها المقال المذكور بـ"ملكة تتربع على عرش العلامات التجارية الشخصية" وهو مصطلح تسويقي يطلق على الشخص الذي يعرف كيف يجعل من اسمه ماركة تجارية ناجحة.

فبحسب شركة D'Marie Analytics للمعلومات، حلّت المغنية عام 2015 على رأس قائمة الشركة المتخصصة في تحليل البيانات من حيث تأثيرها كواحدة من "أباطرة الإعلام المؤثرين".

و تضم ذات القائمة مواطنتيها كيندال وكيلي جينر عارضتي الأزياء والأختين غير الشقيقتين لنجمات تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، والمغنيات ريهانا وبيونسيه وتيلور سويفت.

وقدّر تقرير الشركة المذكورة قيمة كل تعليق أو "بوست" تنشره غوميز على شبكات التواصل الاجتماعي المعروفة تويتر وأنستغرام وفيسبوك، بـ 550 ألف دولار وذلك في عام 2015 مقابل 300 ألف دولار قيمة "البوست" عام 2014!

ويتعدى معجبو المغنية الـ 180 مليون متابع، وهم يزيدون بمعدل 200 ألف متابع في اليوم!.


ولها أكثر من 90 مليون متابع على "إنستغرام" وحده، إذا أعلن الموقع أن غوميز حصلت على أعلى معدل إعجاب بصورة حصدت 4.6 مليون "لايك".

الشركة تشرح أنه من أجل الوصول إلى تقدير الـ550 ألف دولار الذي حصلت عليه غوميز، فلا بد أن تأخذ عدة أمور في عين الاعتبار منها عدد المتابعين، التفاعل وكم مرة تعلّق الشخصية أو تنشر بوست، وما هي نوعيته، ومدى الفرص التي يتيحها تسويقياً لبعض المحتوى الاجتماعي.. وفي النهاية " غوميز تأكل الكعك" حسب ما ورد في المقال كناية عن المكاسب المادية الكبيرة.

وعلى سبيل المثال فقد تفاعل حتى كتابة هذا التقرير مع بوست نشرت فيه غوميز صورة من الحفل بـ 1.7 مليون إعجاب وعلّق عليه ما يقرب 17 ألف معلق.
أما "بوست جاكرتا الحزين" فقد حظي بإعجاب مليون متابع، وعلق عليه ما يقارب الـ 35 ألف شخص.

وفي عودة إلى حفلتها المنتظرة في الـ25 من يوليو/ تموز، فقد وصلت المغنية بالفعل إلى كوالالامبور، والأرجح أن تمضي الحفلة بسلام حسب تقارير صحفية ماليزية، التي ذكرت أن الأحزاب الإسلامية وبالأخص حركة إسلامية شبابية تدعى Pas لن تجد ما تعترض عليه بعد أن التزم المنظمون بشروط تحترم ثقافة المجتمع الماليزي المحافظ.

وكانت السلطات الدينية في مدينة سيلاغور حيث سيقام الحفل، قد تنصلت من دعمها لدعوة المساجد التي تشرف عليها الحكومة إقامة صلاة الحاجة لوقفه، حسب ما طلب مستشار ديني تابع للحركة المذكورة، ويدعى د. أحمد يونس هيري.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات