معجزة تنقذ معلمة حُشرت سيارتها بين شاحنتين .. كيف نجت من الحادث؟


جراسا -

تحولت سيارة كيتي هولت، من نوع فولكس فاجن، إلى حطام في مساحة صغيرة للغاية، حتى أن قوات الطوارئ لم تدرك وجودها في البداية، ناهيك عن الالتفات إلى إمكانية وجود ناجية عالقة في داخلها.

تمكنت قوات الطوارئ من إخراج الناجية التي تبلغ من العمر 39 عاماً من وسط الحطام، ونقلها جواً إلى المشفى، حيث عولجت من كسور في الجمجمة والرقبة بالإضافة إلى كسر ذراعها الأيسر.

قضت كيتي 10 أيام في المشفى قبل أن تتمكن من العودة للمنزل، كما استغرقت حوالي شهرين لاستعادة ذاكرتها وتعلم المشي.

أما سائق الشاحنة التي صدمت سيارة كيتي فتلقى عقوبة قدرها 6 نقاط بعدما وُجد مذنباً بالقيادة دون انتباه.

وتلقت كيتي، التي أصبحت أماً للمرة الأولى مؤخراً، تسوية لم يُكشَف عنها من شركة التأمين المسؤولة عن شركة الشاحنة المخطئة بعدما تحمل رؤساؤها مسؤولية الحادث.

وتعافت كيتي بما يكفي للعودة للعمل، وإن كان في منصب أصغر، كما أنها ستستخدم المال لمساعدتها في التأقلم مع مشاكل السمع والرؤية، والصداع المزمن وفقدان الذاكرة.

وتحدثت كاتي للمرة الأولى قائلة: "أنا محظوظة لوجودي هنا. حين أرى صور الحادث أشعر بالذهول. إنه لأمر مدهش ما يمكن للجسم البشري القيام به. بذلت أقصى جهدي للتعافي ولم يكن الأمر سهلاً".

وأضافت: "قال الأطباء إنهم فوجئوا بعدم قطع الأوتار بين جمجمتي وبين كتفي جراء قوة التصادم، لكنهم قالوا أيضاً إن الأمر كان أقل سوءاً بسبب قوتي وعضلاتي. مازلت لا أذكر ما جرى، ولا أتذكر سوى بعض الأوقات في المشفى. حين أرى الصور أشعر أنني محظوظة للغاية لوجودي هنا".

وقالت: "أتمنى أن ما حدث لي يوضح للسائقين، خاصة سائقي المركبات الكبيرة، العواقب طويلة المدى لفقدان التركيز على الطريق ولو بشكل طفيف".

وكانت كيتي تقود لعملها في مدرسة فيلستيد الابتدائية حين توقفت بالقرب من Braintree وسط طابور السيارات في ديسمبر/كانون الثاني 2014. ليصدمها كيفن مان (51 عاماً) بشاحنته من الخلف، دافعاً سيارتها تحت المقطورة المتوقفة أمامها.

وكانت هولت، التي عملت مدرسةً مساعدة، محاصرة على مدار أكثر من ساعة. اتصل المتواجدون في مكان الحادث بالنجدة، بينما لم يكونوا على علم في البداية بأن سيارة هولت بين الشاحنتين، إذ إن السيارة سُحقت في تلك المساحة الضيقة.

نقلت هولت جواً إلى مستشفى لندن الملكي، حيث خضعت لعملية جراحية في الذراع والكتف، كما تعرضت لجرح عميق في عينها اليسرى، وتلف في العصب البصري، بالإضافة إلى كسر في الجمجمة، والذراع، ومفصل الكتف، وفقرتين من الظهر.

وبعد 10 أيام قضتها في المستشفى، عانت من مشاكل في الذاكرة على مدار الأسابيع الثمانية التالية، كما أنها مازالت تواجه مشكلات أخرى.

كان على معلمة اللغة الإنكليزية تعلّم المشي مجدداً بعدما عانت من تخدر وضعف في ذراعها وساقها اليسرى.

أنكر مان، سائق الشاحنة، في البداية أنه كان يقود دون عناية أو اهتمام، إلا أنه غيّر أقواله ليعترف بكونه مذنباً يوم محاكمته بعد أن اطلع على تقرير التحقيق الفني.

وبحسب ما وصل لمحكمة كولشتسر، كشف سجل المحرك الخاص بمان أنه ل
م يستخدم الفرامل في الوقت المناسب، مستبعداً أن يكون الثلج عاملاً في ذلك، ليُغرم بغرامة قدرها 350 جنيهاً إسترلينياً، ويعاقب بـ6 نقاط جزائية، كما دفع 550 جنيهاً إسترلينياً، وتكاليف إضافية بلغت 35 جنيهاً.

وبعد خروجها من المستشفى انتقلت هولت للعيش برفقة أبويها كي يتمكنا من رعايتها في الوقت الذي يكون فيه زوجها – روب - في عمله كمدرس.

وتقول هولت: "من الصعب اختيار كلمات تصف مدى تأثير ذلك الحادث على حياتي. جسدياً، أواجه حالياً صعوبات في الرؤية والسمع، بالإضافة إلى آلام في الذراعين والساقين. تمكنت من العودة للعمل، ولكن بسبب المشكلات المستمرة الناتجة عن الحادث أيقنت أن تقدمي الوظيفي سيتأثر على المدى البعيد بذلك الحادث".

وأضافت: "لحسن الحظ كنت قادرة على التعافي بشكل جيد، والآن توصلت إلى تسوية للحصول على العلاج الذي سيمكنني من الوصول لمزيد من التحسن".

وقبل 3 أسابيع، وضعت هولت مولودتها إيلا، كما عادت إلى عملها بدوام كامل في سبتمبر/أيلول الماضي، وحصلت على تعويض من شركة التأمين في كولشستر.

تقول لورا ميرفي، وهي محامية متخصصة بالإصابات الخطرة، وقد مثلت هولت في المحكمة: "نجاة كيتي من ذلك التصادم وتعافيها أمر أقرب لمعجزة. أعلم أنها ترغب في توجيه الشكر للنجدة على هذه الاستجابة السريعة للحادث والسرعة التي وصلوا بها إليها لإخراجها من السيارة ونقلها للمستشفى".

وأضافت: "الحادث يُظهر تماماً العواقب الوخيمة التي تنتج عن عدم حفاظ السائقين على سلامتهم، وعلى مسؤوليتهم عن سلامة الآخرين. كان من الممكن أن تكون نتائج ذلك الحادث أسوأ بكثير، وقد اعترف السائق بأنه كان يقود دون عناية أو اهتمام. نحن سعداء بنجاحنا في التوصل إلى تسوية لكيتي مع شركة التأمين التي ستمكنها من مواصلة العلاج والتحسّن الذي بدأ منذ وقوع الحادث، وتمكنها من الوصول إلى مرحلة إعادة التأهيل التي تحتاجها حالياً".

وختمت قائلة: "نحن نأمل بأن تكون قادرة على وضع هذه المحنة الكبرى خلف ظهرها، وأن تبدأ في التركيز على المستقبل الذي ينتظرها وعائلتها".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات