رسائل السندريلا


جراسا -

الكتاب الاول : شهد حلو
لأنني أراهن على المحبة، بالرغم من كل الحقد الذي يعم الوجود، اخترت بوعي أن يكون حفل توقيع ديواني الشعري “قاب قوسين و أدنو” يوم الرابع عشر من شباط-فبراير / عيد الحب!
تاريخ له دلالة ، قد يتفق معها فريق و يختلف آخر، لكنها في نظري أقرب للكتاب، لاحتفائه بالتصوف بما هو فلسفة وجودية تؤمن بالعبور بحثا عن عبارة تسع الرؤية مهما اتسعت، ولتمجيده للحب باعتباره المعبد الوحيد الذي تلتقي فيه الانسانية
بعيدا عن همجية الايديولوجيات ، قريبا من شفافية الفراغ.
قاب قوسين و أدنو: حكاية ديوان شعري متمرد، كان من المفروض أن يخرج للنور سنة 2001م، بعد أن فازت إحدى قصائده بالجائزة الكبرى في مباراة نظمها بيت الشعر في المغرب، بالتنسيق مع منظمة اليونيسكو وجامعة محمد الخامس بالرباط.
قصائد كتبت في نهاية التسعينيات و بداية الالفين عرف بعضها طريقه للنشر، وظل البعض الآخر حبيس الورق -في نسخة محفظة بالخزانة العامة بالرباط، في فترة دراساتي العليا “شعبة الشعر الحديث” تحت اشراف الدكتور الشاعر محمد بنيس!-
رحلة البحث عن دار نشر جعلتني أتعرف على كائنات فضائية غريبة ، لم أكن أعرف أنها تعشش بين الكتب كائنات بعقلية الجزار ، تحدثك عن الكتاب كأنها تبيعك البطاطا.
غير أن الطريف في هذه الرحلة هو ردود أفعال بعض الزملاء “الأدباء” حين تسألهم عن دور النشر التي نشرت لهم، كانوا كلهم يجيبون بدون تردد: أنا لا أنصحك بهذه الدار ، إنهم لصوص !
وكنت أنا أتمتم بحيرة: يا إلهي هل فعلا “كلهم” لصوص ؟؟؟
ثم كان أن عرفت فضاءات-للنشر و التوزيع ، وحينها توقفت عن المقارنة ، فليس من العدل أن نقارن ما لا يقارن .
„الحب الاول شهد حلو” هكذا تقول كلمات أغنية مغربية جميلة. وكذلك هو الكتاب الاول.
فشكرا من القلب لكل الذين رافقوا هذا الحلم منذ البداية . لكل من دعمه بالدعاء والامنيات، للفنانين : الاستاذ أحمد السعداوي (مصر)، والرائعة روان الشريف (فلسطين)، و اللذان لولاهما ما كان تصميم الديوان بهذه الروعة ! للأصدقاء يوسف بناصر، يوسف بلغياثية، الحسين أرجدال والشاعر الثوري المتمرد مظهر عاصف .
للرائعين الذين وسموا غلاف الديوان بشهاداتهم التي أعتز بها:
-محمد نبيل : صحفي و مخرج \ ألمانيا-
-فراس عبد المجيد رشيد: شاعر و صحفي \ العراق-
-محمود النجار: رئيس منظمة شعراء بلا حدود \ فلسطين-
-عبد الرحمن الكبسي: كاتب و صحفي \ اليمن-
-عفاف البوعناني : مدونة و مبرمجة كمبيوتر \ المغرب-
للشاعر والروائي جهاد أبوحشيش ، لفراسته الابداعية النادرة.
للأصدقاء و الأقارب الذين غمروني بالود والورد و “الحليب و التمر”
ولكل الذين حجوا لمعرض الكتاب بالدارالبيضاء،
من أجل أن ينتصر الشعر و الحب و الجمال !!!
لقد كان حفل توقيع الديوان يوما لا ينسى.
لكنني، لست مستعدة لعمل حفلات توقيع مرة أخرى ، لأنها تحرج الحضور بما تفرض عليهم -بشكل مباشر أو غير مباشر- شراء الكتاب، وهذا أمر لا يليق بي.
غير أني لست مستعدة “ايضا” لإهداء كتابي لأحد!
*من جهة: مذ قرأت مقالا للصديقة رفيف فراس تشتكي فيه من كونها تتلقى العديد من الكتب “كهدايا” وأن هذا لا يروق لها
*ومن جهة أخرى: بعد أن حكت لي صديقة شاعرة صدمتها حين وجدت كتابها (والذي أهدته لشاعر معروف) يباع في سوق للكتب المستعملة -باعه بدراهم معدودة و كان فيه من الزاهدين- !
لهذه اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور ، لم أهد أحدا كتابي، فأنا لا أريد أن أجني على أحد
(ما بغيت شي حد يوكل علي سيدي ربي)
ولا أجد مبررا لذلك إلا إن أبدى أحد القراء رغبته الصادقة في قراءة الكتاب مع قصر ذات اليد.
أنا فخورة أنني دفعت مقابلا ماديا لينشر كتابي، و لم أدفع مقابلا آخر .
و لست نادمة أنني انتظرت كل هذه المدة، يكفيني أن كتابي الاول يحمل توقيع دار نشر بهذا الحجم من المصداقية و النقاء.
سوف أتعامل مستقبلا مع مؤسسات أخرى، خصوصا المعهد الملكي للثقافة الامازيغية \ المغرب، ومعهد كوته \ ألمانيا، لكوني أشتغل حاليا على ترجمات أمازيغية و ألمانية، غير أنه ستبقى لفضاءات مكانة خاصة بقلبي، لأنها -ببساطة- „صدقتني حين كذبني الناس”!
„قاب قوسين ،، وأدنو” : معراج روحي، سفر في الذات، بحث عن الالهي في الانساني.
قاب قوسين وأدنو للفراغ المقدس !
لكي أدنو لا ألتفت لضجيج العالم، ف “الملتفت لا يصل” !
توقيع : فاطمة البوعناني – ان فلوس *
*شاعرة و إعلامية من ألمانيا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات