غسان علمنا حب القضية


ولد غسان كنفاني في عكا في التاسع من نيسان من العام 1936، وهو روائي وقاص وصحفي فلسطيني، عاش مع عائلته في مدينة يافا حيث كان والده يعمل محاميا، تلقى غسان دراسته الابتدائية حتى عام 1948 في مدرسة الفردية الفرنسية الى أن وقعت النكبة الفلسطينية وعاد الى عكا.

غادر غسان عكا مع جموع النازحين الى لبنان 16/5/1948، ومنها الى سوريا حيث أكمل دراسته الثانوية في دمشق وحصل على شهادة البكلوريا السورية 1952 وفي نفس العام اكمل دراسته في جامعة دمشق ولكنه انقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، حيث انضم الى حركة القومين العرب التي ضمه اليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953 ، عاش غسان كنفاني ظروف سيئة جدا اثناء خروجه من فلسطين .

يقول غسان " غادرت فلسطين عندما كنت في الثانية عشرة من العمر، وكنت أنتمي الى عائلة من الطبقة الوسطى، كان والدي محاميا وكنت أدرس في مدرسة فرنسية تبشيرية، وفجأة انهارة هذه العائلة المتوسطة وأصبحنا لاجئين فتوقف والدي عن العمل بسبب جذوره الطبقية المتأصلة، أما نحن فقد باشرنا العمل كصبية ومراهقين كي نعيل العائلة"، لم يتوقع غسان أن أفراد عائلته أصبحوا من المساكين، ولكنه تأكد من ذلك عندما بدأ يذهب الى المدرسة في الصباح ويعمل في المطعم والمطبعة في المساء.

في تلك الفترة اتجه غسان الى قراءة القصص، خاصة التي عاش شخوصها ظروفها مشابهة لحياته في المخيم، فحاول أن يكتب شيأ يفعل بالقارئ ما فعلته تلك القصص فكانت أول قصة له (شمس الجديد) عام 1956، وفي نفس العام سافر الى الكويت وعمل مدرس لمادتي الرسم والرياضة وأمضى أربع سنوات وخلال هذه الفترات عمقت ثقافته وزاد تأثره بالماركسية التي قرأئها في كتب ماركس، انجلز، ولينين، لا شك أن رؤيت غسان لمظاهر البذخ هناك ومعاناته من الفقر نمى احساسه بالصراع الطبقي وزاد تحمسه للفكر الماركسي، وعن تجربته في الكويت.

يقول :" وهناك في ذلك البلد البعيد الذي يحتوي على كل شيء وليس فيه أي شيء.. البلد الذي يعطيك كل شيء ويضن عليك بكل شيء، في ذلك البلد يتكون أفقه في كل غروب بحرمان ممض، والذي يشرق صباحه بقلق لا يرحم.."، في عام 1959 أصيب غسان بمرض السكري لكنه كان يرفض بأن يكون مريضا به ولم يستسلم له وكتب عنه، لقد أخذت سيرة المرض عند غسان تتشعب في أغلب كتاباته وتؤثر على أفكاره فهو يقول: "أنا مشوش جدا لذالك تبدو أفكاري مهزوزة والذي يشوشني خبر زفه الطبيب الي" أنت مريض بالسكري يا صغيري" .

وعندما ينصحه الأصدقاء بترك الكتابة والاهتمام بصحته كان يضجر، ويقول: "اذا كنا نموت جميعا في المستقبل، فليس هناك اذا مستقبل"، انضم غسان وهو في سوريا الى حركة القوميين العرب، حيث عمل في ذلك الوقت مصححا باحدى المطابع في دمشق، وفي الكويت مارس نشاطه الثقافي والسياسي، يقول غسان كنفاني: "ابتدأت حياتي السياسية عام 1953 وفي العام نفسه انخرطت في حركة القوميين العرب" ، في الوقت الذي تنامى فيه المد القومي وكان في اندفاعه مع تألق راية جمال عبد الناصر لم يترك غسان لونا من ألوان الصحافة الا ومارسه، كتب الافتتاحية السياسية والخواطر الانسانية والنقد الادبي والثقافي وعن المعارك السياسية والحزبية،.

كما عرف بأدب المقاومة في الارض المحتلة وشعرئها وكان يوقع بأسماء مستعارة في بعض مقالاته السياسية والنقدية، ومارس الترجمة والرسم وكتابة الرواية والقصة والمسرحية والشعر أحيانا، وعمل في لبنان في جريدة( الانوار) لمدة بسيطة، ثم ترأس مجلة(الهدف) الناطقة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1969، أما على الصعيد العالمي فقد كان معروفا كروائي في البلدان الاوروبية، هكذا كان غسان كنفاني فهو سياسي، وأديب، ورسام، وكاتب القصص للأطفال، ولا أجد مالا أضيفه بعد ذلك .

استشهاده : بعد فشل اسرائيل في تصفية الوجود الفلسطيني في جنوب لبنان، لجأت اسرائيل الى أسلوب الارهاب ضد عناصر حيادية واختير أن يكون غسان كنفاني أول هدف في عمليات الكيان الصهيوني لعدة أسباب : عضويته القيادية للجبهة الشعبية، المتحدث الرسمي بأسم الجبهة الشعبية، ورئيس تحرير مجلة الهدف، الصائغ التاريخي عن عملية مطار اللدوهو عنصر فعال لربط الثورة الفلسطينية بحركات التحرر العالمية، ونموذج للمثقف الثوري الذي يشارك في صنع الاحداث وصياغتها والتعبير عنها.

في صباح اليوم اليوم الثامن من يوليو 1972، نزل غسان من بيته مع ابنة أخته ولم يخطر بباله أنه سيغادر الدنيا بعد دقائق، فعندما أدار محرك السيارة انفجرت العبوة الناسفة من الديناميت تزن خمسة كيلوا جرام تكفي لتدمير بناية كاملة، وخرجت الجماهير الفلسطينية واللبنانية من سكان المخيمات في جنازة احتفالية مهيبة، تم دفن ما جمع من جسده الملفوف بالعلم الفلسطيني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات