الحمد لله *


كم سيكون مقدار ندمه لو فعلها؟،.

هذه قصة: من أغرب ما سمعت ، ومن أكثر القصص التي أثارتني وأطلقت العنان لخيالي ومشاعري وتعاطفي مع الفتيات المسكينات والنساء عموما ، وبلا شك تعاطفي كذلك مع "ذكور" اقتنعوا بثقافة خطيرة ، حملوها في أدمغتهم كقنبلة ، لا أحد يستطيع التكهن بموعد انفجارها.

أتناول جانبا إنسانيا اجتماعيا ثقافيا من خلال ما حدثني به صديق زميل عن حادثة غريبة ، وقعت في إحدى قرانا الأردنية الجميلة النائية ، تتعلق بفتاة طالبة ثانوية عامة ، حدثت في يوم ظهور نتائج الثانوية العامة ، تلك التي تضمنت أخطاء فنية ، أوقعت الناس في ارباك ، حيث أحضرت الفتاة نتيجتها في الامتحانات ، وحصلت على نفس النتيجة في كل المواد ، وهي ليست علامة أو رقما ، بل هي كلمة واحدة تكررت في المواد جميعها ، "غياب" ،،.

إذاً: أفادت النتيجة بأن الفتاة كانت غائبة عن جميع الامتحانات ، وهو الأمر الذي لم يحدث مطلقا ، وعلى اثر هذه النتيجة المثيرة. ماذا فعل والد الفتاة؟، وهو رجل مشهود له بالتوازن والالتزام والاحترام.. تعرض الرجل لصدمة قاسية ، لم يستطع تجاوزها على الرغم من كل صفاته الجميلة ، فقام بتذخير "مسدسه" وتزنر به ، ونوى قتل فتاته المسكينة ، وكان الرجل في حال يرثى لها بعد أن نوى على تلك الفعلة ، فإذا بشقيقه العسكري يصل فجأة الى البيت ، قادما من "عمان" ، وعندما رأى أخيه الأكبر بهذه الحال فوجىء ، وسأله "خير ان شاء الله شو في..؟، شو الموضوع؟ ،"، فأجابه: سأقتلها،،،.. وقع الجواب موقع الصاعقة في أذن الشقيق الأصغر ، وسأله عن السبب.

فقال: "البنت غابت عن الامتحانات ، أين كانت تذهب لمدة 14 يوما"،،.

فما كان من الشقيق إلا أن قال لأخيه الأكبر "لا تصدّق يا زلمه،، النتائج فيها غلط".

فصمت الوالد ، ولا أحد يستطيع أن يتوقع مقدار الدهشة التي سيطرت عليه ، أو أن يفهم مشاعره تلك اللحظة،، أكد لي صديقي ، أن الشقيق الأصغر ، عم الفتاة ، لم يكن يعلم عن نتائج الثانوية شيئا ، وقال ارتجالا وسرعة بديهة "فيها غلط"..، وكم كان شعوره بالفرح عندما بدأت تظهر أخبار "الخطأ التقني" في النتائج وأخبار الفوضى ، اطمأن أن جوابه لأخيه كان صوابا ، وأن الفتاة مسكينة ومظلومة.

أنا لا أستطيع أن أتخيل مشاعر هذين الرجلين وتلك الفتاة ، ومقدار حمدهما لله ، بعد أن ثبت أن هناك خطأ في قاعدة بيانات علامات الثانوية العامة.

قولوا: الحمد لله. الذي لا يحمد على مكروه سواه. ولنسأل أنفسنا: كم مرة تأخر "العقل" ولم يتدخل لإنقاذ مظلومة؟ كم فتاة ذهبت ضحية لنتائج التفكير "الغلط"؟، كم مرة قامت الأيدي الرحيمة بأبشع جريمة تأسيسا على "نتائج غلط"؟،.

ما أحوجني لمعرفة انطباعات الوالد حول تلك الحادثة ، وانطباعات الفتاة "الذبيحة" التي نجت من.

يا حرام،،.

ibrahqaisi@yahoo.com

الدستور
 



تعليقات القراء

سياج المجالي
الرفيق ابراهيم من يتجمل وزر الالام الناس نتيجه الاخطاء الحكوميه القاتله000 لنعمل على تبادل للأدوار وليكن المخطئ هو المواطن بحق الحكومه فهل تقبل الحكومه بالاعتذار من مواطنيها
اكاد اجزم بأن السجون تعج بالالاف من اخطأو ولم تقبل الحكومات ليس اعتذارهم بل حتى توسلاتهم 000 كنت انظر لدموع الحرائر على شاشات التلفاز واعلم النهايه لتك الدموع مسبقآ
ولكن شعبنا هو الشريك بالنفاق من خلال النفاق والتطبيل للمسؤولين بما يخرج منهم حتى لو كان ضد مصالحهم
12-02-2010 12:31 AM
وحدة ونص
شكرا على التلميح القوي وبصراحة فيه غلط ونص
14-02-2010 12:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات