فضائح على الشاشة الإسرائيلية!!


 من الصعب الوثوق بدوافع ونوايا شخص يختار التلفزيون الإسرائيلي منصة لتوجيه الاتهامات لسلطته أو حركته ، ولكن قد يلتمس له البعض شيئا من العذر تبعا لكونها سلطة تحت الاحتلال ، ولا مشكلة في أن ينشر المعنيون غسيلها عبر منابر الاحتلال.

نتحدث بالطبع عن فهمي شبانة التميمي الذي سمعنا عن بضاعته منذ مدة ، قبل أن يصدح بها عبر التلفزيون الإسرائيلي لتنشر بعد ذلك في عدد لا يحصى من الصحف والمواقع الإلكترونية.

المذكور كان مسؤولا في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني ، ويبدو أن وراء غضبته "المُضرية" أمراً ما لا نعرف ماهيته ، لكن ذلك لا يعني أن ما يقوله ليس صحيحا بالكامل ، لا سيما أنه يتحدث عن وثائق وتسجيلات.

من اللافت أن التسجيلات "وغالبا بالصوت والصورة" ، هي لعبة تلك الأجهزة ، ليس في سياق ملاحقة الفساد كما يبدو ، ولكن في سياق تركيع الرموز والأطراف الفاعلة في السلطة ، الأمر الذي لا يمكن أن يكون بعيدا عن أصابع الأجهزة الإسرائيلية التي تحب الفاسدين الذين يبدون مرونة أكبر بكثير في التعامل معها ، خلافا للشرفاء الذين قد تكون لهم مواقف مختلفة ، أقله في بعض المفاصل المهمة.

القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بثت التقرير مساء الثلاثاء تحت عنوان "فتح غيت" ، وليس "السلطة الفلسطينية غيت" ، مع العلم أن من العبث القول إن فتح هي صاحبة القرار الفعلي ما دام الأمن بيد الجنرال دايتون ، والمال بيد سلام فياض ، من دون تبرئة قيادات الحركة الذين يسكتون على ذلك كله.

مادة التقرير استندت في مجملها إلى وثائق جمعها فهمي شبانة التميمي على مدار الأعوام الستة الماضية ، حيث كان معيّنا من قبل قيادتها للتحقيق في قضايا الفساد.

لم يجد شبانة حرجا في الحديث لمراسل التلفزيون الإسرائيلي والقول إنه قدم الوثائق والأدلة التي يملكها للرئيس الفلسطيني ، محذرا من أنه إذا لم يتخذ الإجراءات اللازمة بحق الفاسدين خلال أسبوعين فإنه سيكشف وثائق أكثر خطورة ، ربما تجاوزت "مدير مكتب الرئيس" الذي ركز عليه هذه المرة ، نحو آخرين يمكن الرجوع لأسماء بعضهم في تغطيات التقرير في الصحف ، مع العلم أن الرجل لم يتحدث عن فساد مالي فقط ، وإن كان الأهم ، بل أشار إلى فساد أخلاقي أيضا.

لم يقل صاحبنا هل كانت صلاحياته كمحقق في شؤون الفساد تشمل زرع كاميرات في غرف النوم ، أم أن ذلك كان محض تطوع منه ، ثم من أين حصل على تلك الأجهزة والكاميرات ، ولحساب من وبإشراف من جرى زرعها ، الأمر الذي يذكرنا بتلك التسجيلات والأشرطة التي عثرت عليها حركة حماس بعد الحسم العسكري في قطاع غزة وسكتت عنها ، وبالطبع تبعا لما تنطوي عليه من إساءة للشعب الفلسطيني ، وأحيانا لما تمسه من أعراض.

ثمة سؤال يتعلق بموقف التلفزيون الإسرائيلي من هذه القضية ، ودوافع تركيزه على هذه القضية في هذا التوقيت مع أن قصص الفساد لا تنتهي ، الأمر الذي يتعلق كما يبدو بسياسة الابتزاز التي دأب الإسرائيليون عليها في الضغط على السياسيين بين حين وآخر "يحدث ذلك مع الناس العاديين في سياق التجنيد" ، وعموما فإن أناسا لا يجدون حرجا في التنسيق الأمني وغير الأمني مع العدو ، لن يستغرب عليهم أي شيء بعد ذلك.

إن المصلحة الإسرائيلية تقتضي أن يتولى المناصب أناس فاسدون ، لأنهم كما قلنا الأكثر قابلية لتقديم التنازلات ، بل إن السياسة الإسرائيلية قامت دائما على إعادة تشكيل الفصائل الفلسطينية عبر الاغتيال والاعتقال ، الأمر الذي كان يتم وفق اختيارات بالغة الذكاء في معظم الأحيان.

لا نعرف كيف ستتصرف القيادة حيال اتهامات صاحبنا ، وهل ستنتهي مهلة الأسبوعين دون تنفيذ الإجراء المطلوب بحق المعنيين ، ولنكون أمام سلسلة جديدة من الفضائح التي ستصبّ في خدمة العدو من دون أن تغير في طبيعة السلطة ومهامها ، مع العلم أن ذات المحطة التلفزيونية الإسرائيلية قد تغير موقفها من بث بقية الاتهامات بناء على اتصالات سياسية من هنا وهناك؟،.


الدستور 



تعليقات القراء

فلسطيني مستقل
لو أنني مكان الضابط الهشلمون لعمت مثله وفضحت الأوغاد الذين يختلسون أموال الشعب ويستبيحون أعراض النساء ويحاربون المقاومة الإسلامية هذه سلطة دايتون وعباس الله ايخلينا القنوات العاشرة والثانية الإسرائيلة التي ستفضح الخونة العملاء اللهم دمرهم تدميرا وأقول للحبيب أبو العبد لا تتصالحوا ولا تتفاوضوا مع هؤلاء الأوغاد الساقطين الذين دنسوا الأرض المقدسة حسبي الله ونعم الوكيل عليهم وعلى كل من يؤيدهم / اللهم عليك بفتح واليهود ومن ولاهم
12-02-2010 08:33 PM
ععع
الكاميرات المستخدمة هي متوفرة في الأسواق وفي المحلات التجارية والبنوك والبيوت بكثرة وثمن تجهيز الكاميرات في بقالة 1200 شيكل فقط واستخدامها سهل جدا ليس من الصعب أن يستخدمها فهمي شبانه في رصد الوغد رفيق الحسيني
12-02-2010 08:41 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات