فضائح الفساد والجنس الفلسطينية


تعيش السلطة الفلسطينية في رام الله اوقاتا صعبة هذه الايام، ليس بسبب الضغوط الامريكية والعربية التي تريد اعادتها الى المفاوضات دون تنفيذ شروطها بتجميد كامل للاستيطان، وانما بسبب انفجار فضيحة الفساد المالي والجنسي المزعومة والمتورط فيها مسؤولون كبار من بينهم الدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئيس محمود عباس.

القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي استضافت ضابطا سابقا في المخابرات الفلسطينية يدعى فهمي شبانة التميمي، تحدث عن فضائح فساد مالي، وزعم ان الدكتور الحسيني تحرش بسيدات فلسطينيات شريفات تقدمن بطلب للعمل، وحاول استغلالهن جنسيا، وعرض شريطا مصورا بالواقعة اطلعت عليه شخصيا.

الحديث عن الفساد المالي في السلطة الفلسطينية واجهزتها ليس امرا جديدا، وفتح ملفاته الآن لن يفاجئ اي احد، فهناك تحقيقات رسمية اجرتها لجان بتكليف من الرئيس الراحل ياسر عرفات في هذا الشأن، قدمت تقريرا مفصلا بسرقة واهدار اكثر من 300 مليون دولار، ناقشه المجلس التشريعي قبل اغتياله وتجميد اعماله.

الجديد هو توقيت عرض هذه التقارير، والجهة التي بثتها بالصوت والصورة، والشخص الذي تطوع بتوظيفها في خدمة الاحتلال ومخططاته في تشويه الشعب الفلسطيني وقيمه واخلاقه.
لا نختلف مع السيد الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية في قوله ان نشر هذا الغسيل القذر يأتي في اطار حملة اسرائيلية مسعورة للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للعودة الى المفاوضات في ظل الاستيطان والتنكر للشرعية الدولية وقراراتها، ولكننا نختلف معه في التقليل من شأن هذه الفضيحة، والادعاء بان النشر في وسائل الاعلام الاسرائيلية لم يفاجئ السلطة، ووصف من اطلقها، اي الفضيحة، بانه ضابط صغير سابق في جهاز المخابرات فصلته السلطة منذ اكثر من عامين.

النقطة الاهم والاخطر التي تحاول السلطة والمتحدثون باسمها القفز فوقها، ومحاولة اخفائها تتمثل في هذا الاختراق الامني الخطير لأحد ابرز اجهزتها الامنية، وهو جهاز المخابرات من قبل نظيراتها الاسرائيلية، بحيث يتم استدراج مسؤول كبير في وزن رئيس ديوان الرئيس الى القدس المحتلة وتصويره في اوضاع مشينة.
" " "
الضابط الذي ظهر في التلفزيون الاسرائيلي كاشفا عن هذه الفضيحة وتفاصيلها، كان من الضباط الكبار في جهاز المخابرات الفلسطيني، ونفذ مهمته هذه بعلم رؤسائه وبتنسيق معهم في ظل صراع الاجنحة والاجهزة داخل السلطة.
هذه الاشرطة المسجلة وما احتوته من تفاصيل لم تكن سرا، وكانت متداولة وموضع تندر في اوساط الكثيرين داخل دوائر السلطة او خارجها منذ عام على الاقل، وكنا نعلم بتفاصيلها الدقيقة، وكذلك حال حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، ولكنها التزمت بالاخلاق الاسلامية ولم تحاول استغلالها وتسريبها الى اجهزة الاعلام، تماما مثلما فعلت بالعديد من الاشرطة الجنسية الفاضحة التي عثرت عليها بعد استيلائها على السلطة في قطاع غزة، حيث جرى تصوير قادة في الاجهزة الامنية، واناس عاديين من الجنسين جرى الايقاع بهم لخلافات سياسية، في اوضاع جنسية مخلة بالشرف والاخلاق.

نعم علينا ان نعترف بان اجهزة السلطة مارست اعمالا ابتزازية قذرة لخصومها، واحيانا لبعض قيادييها في ظل الصراع المحموم على مراكز النفوذ، وتقديم الخدمات لأجهزة خارجية، واللواء نصر يوسف وزير الداخلية في حكومة الرئيس محمود عباس الاولى اعترف بهذه الحقيقة علانية.

ندرك جيدا ان السلطة في رام الله بذلت جهودا كبيرة لمنع بث هذا التقرير والصور الفاضحة التي تضمنها، ولكن جميع جهودها باءت بالفشل، لسبب بسيط وهو وجود مصلحة اسرائيلية امنية وسياسية في عرضه وتعميمه على اوسع نطاق.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، ويجب ان تجيب عنه السلطة واجهزتها، هو كم عدد المواطنين الذين جرى الايقاع بهم وابتزازهم، مالياً وسياسياً طوال السنوات الماضية، واضطروا لتنفيذ ما طلب منهم لتجنب الفضيحة؟
" " "
لا نستغرب كثيراً ان يكون السحر قد انقلب على الساحر، وان الضابط فهمي شبانة التميمي كان عميلاً مزدوجاً، او ربما عميل اسرائيلي زرعه "الموساد" او "الشين بيت" في اوساط الاجهزة الامنية الفلسطينية في اطار مهمة محددة وهي فضح السلطة وقيادتها في الوقت المناسب والطريقة المناسبة.

ان توقيت بث هذا الشريط الفضيحة يجعلنا نذهب الى ما هو ابعد من تفسير الطيب عبدالرحيم، وهو الضغط على الرئيس محمود عباس للذهاب الى طاولة المفاوضات دون تجميد الاستيطان، فالاسرائيليون أدركوا ان مهمة الرئيس عباس انتهت بالنسبة اليهم، وان الرجل لم يعد يخدم اهدافهم في التفاوض "العبثي" وبما يوفر لهم الغطاء لابتلاع المزيد من الارض، وبناء وتوسيع المستوطنات، والقبول بدولة مؤقتة ورخوية دون حدود ودون سيادة، واسقاط كل الثوابت الفلسطينية الوطنية الاخرى، ولذلك قرروا تهشيمه، واسقاطه وتقويض سلطته او ما تبقى منها.

فلو كانت السلطات الاسرائيلية ما زالت تعتقد ان الرئيس عباس يصلح لكي يكون شريكاً مناسباً يمكن استمرار التفاوض معه، لما اقدمت على هذه الخطوة التي تدرك مسبقاً حجم الضرر الذي يمكن ان تلحقه به وبصورته.

السلطات الاسرائيلية اغتالت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسم، وربما باستخدام بعض رجالاته المحيطين به، وهي الآن تبدأ مرحلة اغتيال الرئيس عباس خليفته، سياسياً واخلاقياً، وباستخدام بعض رجالاته ايضاً وللأسف الشديد.

السلطة الفلسطينية مخترقة حتى النخاع، والتنسيق الامني هو احد عناوين هذا الاختراق، لانه يسير في اتجاه واحد، اي تحقيق الاهداف والمصالح الاسرائيلية فقط، وربما يكون الاسرائيليون قد ادركوا، وهم يستعدون لحروب ضد غزة وجنوب لبنان وايران، ان العمر الافتراضي للسلطة ورئيسها قد انتهت صلاحيته وبدأوا يتصرفون على هذا الاساس.
" " "
المسألة ليست مسألة حرية الاعلام، والا لكنا قد شاهدنا هذا الشريط قبل عام ونصف العام على الأقل، ولكن علينا ان نتذكر ان المفاوضات كانت على اشدها، والاستعداد لشن عدوان على غزة كان على اشده ايضاً.

ردّ الرئيس عباس على هذه الفضيحة، والاختراق الامني الكبير الذي كشفت عنه يجب ان يكون حماساً، ويتلخص في الخطوات التالية:
أولاً: تشكيل لجنة من قضاة محترمين، وشخصيات فلسطينية مستقلة، ورجال أمن من اهل الثقة، للتحقيق في هذه الفضيحة بكل ابعادها، يقف امامها جميع المتورطين او المسؤولين لمعرفة الحقائق كاملة، ومصارحة الشعب الفلسطيني بكل النتائج في ظل شفافية مطلقة.

ثانياً: عدم الذهاب مطلقاً الى المفاوضات طالما ان الهدف من هذه الفضيحة، مثلما قال السيد عبدالرحيم، هو الضغط عليه للتجاوب مع النداءات والضغوط الموجهة اليه في هذا الخصوص.
ثالثاً: اقالة جميع الاشخاص المتورطين في هذه الفضيحة واعتقالهم على ذمة التحقيق دون اي تأخير، فإذا ثبتت ادانتهم يقدمون الى المحاكمة، واذا ثبتت براءتهم يتم اطلاق سراحهم.
هذه الفضيحة هي اختبار جدي للسيد عباس وسلطته وقيادته، وهو اختبار مصيري، نأمل ان يجتازه بأقل قدر ممكن من الخسائر الشخصية والوطنية، اذا تعذر النجاح فيه.




تعليقات القراء

عبدالله الرفاعي-USA الى (عطوان) المحترم
دائما احترمك بمواقفك وارائك السياسيه ولا زلت !!!! ولكن في مقالك هذا من تذم ومن تمدح؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اتذم الظابط الفلسطيني كان صغيرا ام كبيرا؟؟؟ ام تمدح وتدافع عن رمز الامه محمود عباس؟؟؟ الذي صرح وختم بالعشره على استمرار الحرب على غزه وعلى الشعب الفلسطيني والقاصي والداني يعلم ذلك!!! وقفة احترام واجلال لكل الكاشفين عن مظاهر الفساد حتى لو هياتهم الظروف لذلك !!! فالعدو الصهيوني هذه المره قدم خدمه جليله للامه العربيه من اجل الكشف عن المفسدين واجتثاثهم من جذورهم من اجل بداية جديده نقيه خاليه من الجراثيم والميكروبات المسببه لامراضنا الاجتماعيه والخلقيه والدينيه التي ادت لما نحن عليه الان!!! فتحيه للتلفزيون الاسرائيلي وتحيه للظابط العميل وسحقا للطرفين!!!
11-02-2010 05:18 PM
فساد سياسي /US
إذا كانت السياسية الفلسطينية تساق بالتخويف من الفضائح، فهل معنى ذلك أن نقول: عوضنا عليك، يا رب؟
13-02-2010 11:04 AM
ahmed /US
السيد فهمي أولاً أحييك علي هذا ألانجاز الرائع الذي ربما يوقف شيئاً من عصابة علي بابا والاربعين حرامي ولكن أحذرك بأن تقبل أن تتسطر علي باقي الحرامية ويجب أن تنشر كل ما في جعبتك ليتسني لنا نحن الشعب الفلسطيني معرفة هؤلاء الحثالة التي يجب علينا إجتثاثها من جذورها هؤلاء الذين تاجروا في قضيتنا وبدم الشهداء لا بل أصبحوا أثرياء بشكل فاحش لا بل أصبحوا ينافسون كل أثرياء العالم بمقدار ثرائهم أحسب كم برجاً يمتلكون في الخليج ـ دبي وحتي الشركات العملاقه عندنا في الولايات المتحدة الامريكية وحتي أولادهم الذين يعيشون في أمريكا والله أنهم يبذرون أمولاً أكثر من أبناء ملوك ورساء العالم وأحظرك بألنتباه علي حياتك فهم أكبر شركاء لمن نشرت عندهم . وأحظرك من قبول أجراء أي صفقه مع الكل لأنك والله سوف تكون أنت الخاسر في النهاية لأنهم سينتقمون منك أجلاً أو عاجلاً وربنا يحفظك ويكثر من أمثالك
13-02-2010 11:09 AM
المواطن حمدان
السيد عبد الباري عطوان المترم ارجو منك غاية الرجاء ان لا تطل علينا من احد الفضائيات وتتهم اجهزة ومسؤولين عرب بالخيانة بعد ذلك بين يديك موظوع تعمل علية عشرة سنوات وما تخلص منة
13-02-2010 07:11 PM
فلسطيني مستقل
أولا الضابط فهمي ليس عميل بل وطني ويحمل الهوية الإسرائيلية لأنه من سكان القدس وأصله من الخليل من اّل التميمي / هو في الإقامة الجبرية بعد أن كان معتقل عند اليهود وينتظر المحاكمة / لديه ملفات هائلة من الفساد المالي والأخلاقي والسياسي في سلطة دايتون وفتح وخاصة جماعة عباس الملفات ستفتح في تاريخ 1/3 والقناة العاشرة أظهرت أخلاق رفيق الحسيني الساقط .
ثانيا ك رد على حمدان رقم 4 لماذا تهاجم من يتكلم الكلام الصحيح ويظهر حقيقة الزعماء الخونة الذين لا يملكون سيادتهم ولا حريتهم إلا بأمر البيت الأبيض !! هل أنت مغفل لا ترى ولا تسمع ؟؟؟؟؟؟ تفكر الناس أغبياء ! والله الأطفال يعرفون حقيقة هؤلاء الزعماء هل أنت تعيش في عالم اّخر ؟؟؟؟؟ أخيرا ألف تحية لعبد الباري عطوان حبيب الشعب العربي المقهور
13-02-2010 08:57 PM
المواطن حمدان
الى الفلسطيني المستقل اتمنا لفلسطين الاسنقلال من كل قلبي اما انت اذهب في بورصة عطوان لن نظع علامات استفهام المواطن حمدان يدخل بأدب واستأذان
14-02-2010 12:03 AM
رد على حمدان
وأنت اذهب لحانات وبارات أسيدك الزعماء الخونة وستحشر معهم لأنك بعيد عن الوطنية وبعيد عن الذين يظهرون الحقائق اذهب ونام مع الإعلام السلطوي العربي الخنوع الذي لا يفهم إلا حياة الزعماء استقبل وودع وزار وأكل وشرب هنأ ولا غير ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
14-02-2010 02:11 PM
المواطن حمدان
الحمد للة انني لا اقطع فرض من فروض اللة وانني خوفا من اللة لا منك لا اتهم احد بالخيانة والفجور لانني لا اعلم ما في صدرك وصدورهم هداك اللة يامستقل انني ادعو لك بظهر الغيب
14-02-2010 06:11 PM
اصيلة
يا اخوان عبد البارى عطوان معروف عنه الكذب والكره والقلب الاسود للاردن والاردنيين وهذا مدون بجميع كتاباته .. ولتعلمو ليس كل من سب او شتم الروؤساء يكون صادقا .. فالحقد يعمي القلب قبل البصر.. وانا احيك يا مواطن حمدان على حسن ردك ..
16-02-2010 10:05 AM
رد على الأصيلة
والله يا أصيلة لو أنك أصيلة لتفهمي الصحيح وتحللي مواقف حكام العرب وعبد الباري لا يكره الأردن ولا دولة عربية بل يكره الزعماء الذين يتحالفون مع أمريكا ويقهرون شعوبهم عليك أن تقولي الصحيح بعيدا عن العبودية للبشر حللي كلام عبد الباري وافهميه وافهمي مواقف الحكام أفضل من الإتهامات الباطلة لأشخاص عمالقة في قول الحق الضائع في هذا الزمان
16-02-2010 03:13 PM
nnezaro
شي مو مهم

المهم الانجازات للمواطن

الحياه الخاصه ملك صاحبها
16-02-2010 03:43 PM
مواطن غيور
هو مافيه غير الحسيني فرجه مش نظيف اكيد عشرات مثله بس الله عز وجل ستر النعجه بليتها 0 اتركو شبانه خالليه ايفضفض عن اللي بصدره حتى تستكشفوا المستور وبالتالي كلهم مفصولين من الصلطه ويصبحوا من علية القوم من الاموال الطائله اللي لهطوها 0 سلام للجميع
19-02-2010 06:38 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات