جراسا -

نشر موقع "تيك تايمز" تقريرا، تحدث فيه عن ظاهرة القرصنة الإلكترونية، التي تستهدف المواقع الاجتماعية، حيث تَوَصَّلَ القراصنة إلى اختراق حسابات مُديري أكبر الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا الحديثة والإنترنت، الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل عن مدى قدرة هذه الشركات على حماية حساباتها الإلكترونية من القرصنة.

وأشار الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن محترفي القرصنة الإلكترونية أثبتوا جدارتهم في اختراق كل حسابات المواقع الاجتماعية التي يختارونها، حتى تلك التي يملكها المديرون التنفيذيون لشركات عملاقة في مجال التكنولوجيا الحديثة.

ويضيف أنه مهما بلغت درجة الحماية التي يتم توظيفها، ‏فمهمة قرصنة حسابات المواقع الاجتماعية لعامة المستعملين تعدّ سهلة بالنسبة للقراصنة، ولكن نستغرب من توصل هؤلاء المحترفين إلى اختراق حسابات أكبر مسيري الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والإنترنت، فهم أكثر الأشخاص فهما للتكنولوجيا وخباياها، كما أنهم أكثر وعيا بأساسيات حماية الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وطرق توظيفها ونقاط الضعف التي يمكن أن تساعد القراصنة على اختراق حساب شخص ما.

ويتساءل التقرير حول مدى قدرة مديري المواقع الاجتماعية على حماية حساباتهم من القرصنة، وكيف أمكن للقراصنة اختراقها، حيث من المفروض أن تكون خاضعة لحماية قصوى تَصُدُ كل أنواع القرصنة.

كما أفاد التقرير بأن قراصنة المواقع الاجتماعية تمكنوا مؤخرا من اختراق حساب كل من مارك زوكربيرغ، مؤسس "فيسبوك"،‏ أكبر موقع تواصل اجتماعي ومدير عام شركة "جوجل"، ساندر بيكاي، إلى جانب مؤسس شركة "أكولوس"، برندان اريب، بالإضافة إلى حساب أحد مؤسسي موقع "تويتر"، جاك دورسي، وحساب تيم كوك، رئيس شركة "آبل"، الذي به تكتمل تشكيلة الشخصيات، التي أصبحت "فريسة في الشباك الإلكترونية التي صنعتها بنفسها".

وأضاف التقرير أن اختراق بعض الحسابات لم يكن فقط بسبب إهمال في الحماية، وإنما نتيجة للعديد من العوامل الأخرى. وتعود العديد من حوادث القرصنة إلى نظام الحماية "أورماين"، الذي من شأنه أن يعرض حسابات المستخدمين إلى الخطر، ويضعهم في قبضة القراصنة، بالرغم من أنه يدعي المحافظة على الحسابات التي يتم اختراقها، علاوة على تقديمه خدمات تضمن "للضحايا" حماية بياناتهم الشخصية.

كما أن عمليات اختراق كل الحسابات مرتبطة بطريقة غير مباشرة بهذا النظام، وساعدته في ذلك جملة من العوامل الأخرى. ويزعم نظام الحماية "أورماين" أن السبب وراء اختراق حساب مارك زوكربرغ يعود إلى التسريب الكبير الذي لحق كلمات السر التي يحملها موقع "لينكدن". ولكن عملية اختراق الحسابات تصبح أسهل بمساعدة عامل الزمن، فكلما ظلت كلمة السر مدة أطول من الزمن دون تغييرها، أصبحت سهلة للاختراق.

وأضاف الموقع أن عملية قرصنة حساب بيكاي على موقع تويتر تمت في الوقت الذي استعمل فيه نظام الحماية "أورماين" لإرسال الرسائل لمتابعيه، وما سهل عملية اختراقه هو استعمال كلمة السر ذاتها بحساب قديم على موقع "كورا" (Quora).

وأكد التقرير ضرورة توخي الحذر بخصوص كلمة السر المعتمدة لحماية الحسابات؛ لأن الأساليب الملتوية التي أدت إلى اختراق حسابات عمالقة التكنولوجيا، لن تجد صعوبة في الوصول إلى حسابات الأشخاص العاديين. وفي هذا الصدد، ينصح خبراء الأمن المعلوماتي باستخدام كلمات السر التي تكون متنوعة وتتضمن حروفا مكبرة وعادية وأرقاما وأحرفا خاصة، بالإضافة إلى ضرورة استعمال كلمات سر مختلفة عند استخدام حسابات متعددة والتعود على تغييرها بشكل دوري.