الوطن .. النائب .. الإنتخابات


يحتاج الوطن إلى عقول أمينة ،ونفوس نظيفة ،وأرواح طاهرة ،وأن تتضافر الجهود المبذولة من أجل إعلاء شأن المصلحة العامة التي تتسع آفاقها للخيرين المخلصين على المصالح الضيقة التي لا تخدم إلا مجموعات محدودة ،بينما مصالح الوطن الكبير تكون مغيبة في قاموس أصحاب المكاسب الشخصية ولا تنتهي إلا ببعث جديد لأهل الهمم والعزائم القوية لإنقاذ مصالح الأمة العليا ،وبث روح الولاء والانتماء الحقيقي للوطن والأمة ،لتطويق ما عساه أن يضر بمجموع المواطنين الذين يترقبون الفرج والخير على أيدي الأطهار الشرفاء ،فالوطن أمانة في عنق كل مواطن ،وعلى كل مؤتمن أن يسعى لتأدية الأمانة تبرئة للذمة أمام الله والوطن والناس أجمعين ،لأن الله عز وجل ذم الخيانة وحرمها قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " .

والنائب الذي تحتاجه الأمة والوطن لا بد أن يكون أميناً قوياً جرئياً في قول كلمة الحق عن علم ومعرفة ودراية ،قال تعالى :" إن خير من استأجرت القوي الأمين " ،وأن يغلب المصالح العامة على المصلحة الشخصية قولاً وفعلاً ،ويلم بالقوانين والأنظمة والتعليمات ،وأن يكون قادراً على التعامل مع النصوص القانونية قراءة وتحليلاً وتفسيراً ونقداً ،وأن يوطن نفسه على محاسبة ومراقبة آداء الحكومة من الوجهة الفنية والعملية ،وأن يوجه النقد لا لذاته وإنما تحقيقاً للعدالة ومحاربة للفساد الإداري والمالي أينما وجد ،وأن يكافح من أجل تحسين أوضاع المواطن المادية والمعنوية بكل الوسائل المتاحة تنفيذاً للإلتزامات والعهود التي قطعها على نفسه عندما اختير ليكون نائباً للوطن يحترم نفسه والآخرين ،يسعى في حاجات الناس ،الذين ضاعت مطالبهم بحجة النسيان ،حتى أن كثيراً من المواطنين فقدوا الثقة بالنواب والانتخابات لأنهم يقولون ما لا يفعلون ،وهذا أكبر المقت والأذى ،كما أخبر الله عز وجل عن فئة هذا ديدنها :" كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .

يريد الوطن والمواطن النائب الذي لا يتسلق على أكتاف غيره ليحقق المنافع المادية والمعنوية لذاته ،يريد الوطن النائب الذي لا يكثر من الشعارات البراقة والإعلانات التي تعزز الكذب والرياء وطلب السمعه والجاه ،وكم يعجبني المرشح الذي تشهد له سيرته العملية والعلمية بالكفاءة والإقتدار والأمانة والصدق مع نفسه والآخرين المواطن بحاجة إلى نائب صاحب قرار لا أن يكون إمعة ضعيف الشخصية ينتظر الآخرين ليكتبوا له البيانات أو الكلمات التي يود إلقاءها ،هذا الصنف عبء على كاهل الوطن والمواطن لأنه لا يحسن صنعاً ولا تصرفاً تجاه الأحداث والوقائع ،الوطن بحاجة إلى النائب الملم بقضايا وطنه وأمته السياسية والإقتصادية والاجتماعية والتربوية ليسهم في البناء الخير والتنمية الشمولية في بلده .

الإنتخابات النيابية إستحقاق دستوري لملء الفراغ واستكمال بناء السلطات ،وبدون السلطة التشريعية تحدث التجاوزات وتمرر القوانين دون مناقشتها ،وإبداء الرأي الصائب الحكيم بشأنها ،وإذا أفرزت الإنتخابات ثلة خيره من أبناء الوطن فإن قضايا الوطن ستكون في أيدي مخلصة أمينة ،ولن يطأطأ النواب رؤوسهم لمجرد هبوب العاصفة بل سيكون الجميع سداً منيعاً للحفاظ على المصالح العامة التي تنهض بالمواطن ،ولن يكون حينئذ لقمة سائغة للطامعين الذين يتربصون بالوطن الدوائر للنيل من كرامته وسمعته ،علينا أن نحسن الظن بالمرشحين وأن نعول عليهم الخير ،خاصة إذا تأكد المواطن من أهلية وكفاءة المرشح العلمية وأنه سيكون إضافة جديدة ،والمواطن له الخيار في اختيار الكفؤ الذي ترتاح له النفس ،ويطمئن القلب لبرنامجه الإنتخابي الواقعي والذي لا يسبح في الخيال الخرافي ،والإنسان الحر لن يجبره أحد على انتخاب المرشح الذي لا يستحق بعيداً عن العصبية والفئوية والجهوية ،لأن الإنسان يسمو ويرتفع بمكانته وبعلمه واستقامته وحرصه الذي لا حدود له على دينه وأمته ،وإذا تم انتخاب من لا يستحق فإن المواطن يأثم عند الله عز وجل لأنه يعد خائناً للأمانة ،فلنكن أوفياء لديننا وأمتنا ووطننا ،وإذا زرعنا الخير فإنا نحصد الثمار الدانية وصدق الله العظيم :" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات