أيتها الحشرة .. ارجعي إلى وَضَاعَتَكِ .. !


من مظاهر تخلّف المجتمعات أنْ تزكم روائح قمامتها الأنوف، وأن تغدو حالة النظافة في أدنى سُلّم أولوياتها، ولا يختلف الأمر حين يتصدّر المشهد أشخاص مُختَلّون فكرياً، وتُفتَح أمامهم الطُرُقات والعَرَصَات "الساحات" عن بكرة أبيها، فلا يخجل أحدهم أن ينثر قمامته هنا وهناك، دون رادع من ضمير، أو مانع من خُلُق، والأنكى أنْ يظنّ هؤلاء أنّ ما يفعلونه بطولة، وضرْبٌ من الشجاعة والرجولة، متناسين أن الحالة المَرَضِيَة لا تلبث أن تلفّ المجتمع بفعل أعمالهم القميئة، وسلوكياتهم الدنيئة، وقذاراتهم الظاهرة والخبيئة..!

ومِن ثورة المجتمع على أوضاع كهذه، أنْ ينبري الناس لنبذ هذه الأوساخ والقاذورات وأصحابها وكنسهم وكنسها من طُرقاتهم وعَرَصاتهم، فما كان لأهل الطهارة والبراءة أن يرضوا بأهل القذارة والدناءة، وحين يلجأ البعض إلى عرض قاذوراته على الطرقات، ظنّاً أنّ هنالك مَنْ يقف وينظر ويبتاع، فقد سعى عن قصد وإصرار إلى تلويث المجتمع، وتشويه صورته، والإساءة إلى كل ما هو حيّ وحيويّ فيه..!

تعساً لهؤلاء المختلّين فكرياً، فبدلاً من أن يعملوا على معالجة أنفسهم وعرض أفكارهم في المصحّات لاختبار مدى صحّة قدراتهم العقلية التفكيرية، إذا بهم يعرضونها على العامّة، ظنّاً أن العامّة لا يميزون بين فكر القمامة وفكر الإمامة، ولا بين فكر الاهتمام وفكر الانتقام، ولا بين فكر الرذيلة وفكر الفضيلة.. وقد سقط هؤلاء في مستنقع آسِن، ووقعوا في شَرْك التخريف والتحريف، ومنهم منْ يظن نفسه عالِماًً فهيماً ومجتهداً فطيناً، فذهبوا يكيلون الاتهامات يمنةً ويسرةً، دون منطق أو نظرة، لا هدف لهم سوى الإساءة والشهرة، ألاَ خسِرَ هؤلاء وسيخسرون، وعاجلاً أو آجلاً سيندمون وتقتلهم الحسرة..!

أيتها الحَشَرَة السارحة على الأوراق، النافثة سمومها على الأعذاق، إنكِ مهما فعلتِ فسيزداد الورق اخضرارا، وتزداد ثمارها يَنْعةً واحمرارا، فارجعي بكل ما تحمله أجنحتك وأرياشك من قاذورات.. إرجعي إلى مخبئك.. إلى جحرك.. إلى موضعك.. إرجعي إلى وَضَاعَتكِ وبضاعتكِ وقذارتكِ ودمامتكِ وقمامتك...!

آن لنا أن لا نسكت على نثر القمامة في شوارعنا وحاراتنا بعد اليوم، آن لنا أن نقف في وجه هذه الحشرات القذرة، حتى لا تظن هذه الحشرات أن سكوتنا ضعف، وأن صمتنا رضا.. فتستمريء سلوك القذارة والوضاعة..!
آن لنا أن نجمع القمامة ونردّها على رؤوس ناثريها، فهم أحقّ بها، فالحشرة القذرة تموت إذا تخلّصت من قذارتها...!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات