غرائب الجاهة العشائرية وكوارث الجلوة


مبلغ علمنا ان الجلوة العشائرية يتم اللجوء اليها في جرائم القتل والعرض منعا للثأر وحقنا للدماء ، وتجري في حالة محددة حصرا وهي تجاور ذوي طرفي الجريمة في المجتمعات القروية والعشائرية ولحين زوال حالة الانفعال والغضب الشديدين التي تلي تلك الجرائم ولا تزيد في اغلب الأحوال عن أيام معدودات ، وتعني الجلوة قيام رجال الأمن العام بترحيل عائلات ذوي الجاني إلى مناطق بعيدة حفاظا على حياتهم، وهذا ما عهدناه في الأعراف العشائرية الأصيلة خلافا لما يحدث اليوم من غرائب .

تخيل انك تجلس بسكينة واطمئنان وفي امان الله مع أفراد عائلتك ببيتك في صويلح وإذا بالشرطة - لا قدر الله - تباغتكم بطرق الباب، وتأمركم برحيل مفاجئ والهرب فورا بما خف من الحمل لتجد نفسك وأسرتك بعد ساعة او ساعتين في إحدى قرى اربد او الكرك داخل مدرسة ، وتأتيك الجاهة الكريمة في اليوم التالي لتضاعف لك البأساء والضراء أضعافا مضاعفة ، وتفرض عليك الإقامة هناك في منزل مستأجر لأجل غير محدد ولا نهاية معروفة ربما تمتد لأشهر او سنوات ،لان أزعر من أقاربك يقيم في ماركا ارتكب جناية فدمر حياتك بسبب نزوة او خلاف قد يكون على أولوية مرور او تصرف صبياني تافه.

قرارات أغلب الجاهات الكريمة هذه الأيام تتخذ على عجل خلال جلسة واحدة وتكون مجحفة وظالمه ضحيتها أبرياء وشيوخ ونساء وأطفال لا ناقة لهم بالجريمة ولا جمل ، وربما لا تربطهم بالجاني غير صلة القربى علاقة اخرى وقد لم يسبق لهم معرفته او مشاهدته .

عطوات عشائرية كارثية خطرة تقلب حياة الناس رأسا على عقب وتحيلها الى معيشة ضنكا ومعاناة التشتت والتهجير وفقد الوظائف وترك العمل والمدارس وتمثل اعتداء صارخ على حقوق الإنسان.

عندما تقرأ نص عطوة تحس أحيانا أنك تقرأ فصلا من فصول مسرحية هزلية ساخرة وستجد نفسك مضطرا للضحك من الأعماق وستجد فيها أيضا من الطرافة ما يدعو للقهقهة القضاء عندما تمتد شروطها الى المحاكم لتحدد العقوبة وكيفية ووقت تنفيذها ، وتمنع توكيل محامي استجابة لمطالب ذوي المجني عليه الانفعالية0وهم تحث تأثير ثورة غضب وفي ذروة الهياج .

من هنا تأتي أهمية الجاهة ودورها في تقرير مصير الناس ، ولا بد من العودة إلى الأصالة كما كانت سابقا والبحث عن المشيخة الوطنية المؤهلة التي تمتلك من الحكمة والعظمة ما يؤهلها لإطفاء نيران الفتن ،والقدرة على إصلاح ذات البين، وإزالة الحقد والبغضاء ،وإشاعة المحبة والمودة بين الناس وتساعد أجهزة الدولة على إخماد الشغب والفوضى ووقف العنف و تصفية النفوس وتهدئة الخواطر وعقد مواثيق الصلح .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات