ثورات الربيع العربي لم تكن ثورات أيديولوجية


لم يكن يعلم احد. ولم يخطط احد . ولم يتوقع احد بان بوعزيزية سيكون شرارة ثورات الربيع العربي عندما أضرم النار في نفسه يوم الجمعة 17 كانون الأول 2010. احتجاجا على مصادرة السلطات لعربة كان يبيع عليها. أخرجت الشباب إلى الشوارع وسرعان ما سقط أول نظام عربي في الربيع العربي.
خرج الشباب إلى الشوارع وهم عصب المجتمع. لم يكن في باله في يوم من الأيام أن يقوم بثورة لاستبعاد تحقيق نتيجة مع نظام امني شديد القسوة والعنف والجبروت. لذلك قال المواطن التونسي "هرمنا ونحن في انتظار اللحظة التاريخية ". دليل على أنهم يعدون لذلك. وتراكمت في أذهانهم العديد من الأفكار ضد الحكم . لأنهم سلبوا الحرية والعيش الكريم من المواطن.
وهم يعون جيدا التزوير في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية . والتعيينات والواسطة والمحسوبية والرشاوى. كل ذلك مسجل في أذهان المواطنين . لذلك كان انتقامهم من معمر ألقذافي انتقام شنيع .لم يتوقع رئيس دولة أن يكون مصيره هكذا من قبل شعب حكمه أربعين عاما.
المجتمع مرعوب وخائف من شدة القبضة الأمنية السائدة ومن البطش والظلم والاستبداد والتهميش والإقصاء. .وعم الفساد والنهب والسلب. يشعر بكل شيء حتى أصبح كالقنبلة الموقوتة ينفجر في أي وقت ومكان.
الجميع يعي بان الفقر والبطالة لها حد معين للتحمل وبعدها يأتي انفجار كانفجار بوعزيزية غير المتوقع ولا في الحسبان . وانفجرت الثورات العربية في أرجاء الوطن العربي. وأثارت زوبعة تشبه زوبعة تسونامي هزت العالم وأولهم الغرب المتربع على ثروات واقتصاد العالم العربي. واشغلتهم ليل نهار لإخماد ما يحصل وحصل.
الشباب العربي لم يكن منظما تنظيما يسمح له بالنصر أو يعطيه القدرة على الاستمرار لتحرر ونيل الحرية والعيش بكرامة . ولكنه اكتسب خبرة . الشباب العربي استعجل نتائج وتأثير التواصل الاجتماعي . وواجه العسكر الذي لم يكن في الحسبان . العسكر الذي مهمته حماية الوطن وحدوده والمواطن . لا حماية مصالح الاستعمار والعدو. الشباب العربي وجد نفسه منسلخ من المجتمع . ولا يعمل كمواطن جزء من شعب. ولم يكن معهم الوقت الكافي والأدوات المطلوبة لتحقيق انجاز أفضل.
الشباب العربي يعاني من الموقع الجو سياسي لشرق الأوسط الذي يضع الغرب ثقله على التحكم والسيطرة عليه . جميع الدول العربية مديونة أو فلوسهم في الغرب . وهي لو تحررت من الاستعمار من الدول الرأسمالية . ستعود إلى الصفر .
وجود العدو الصهيوني المتربع في حضن الدول العربية . وينتشر مثل السرطان في جسد الأمة العربية . رغم صغر حجمه ينتج ويصدر لدول العربية . ودول عربية كبرى لا تصدر إبرة أو خيط.
لم تكن الثورات العربية دينية أو عرقية أو جهوية . أو قومية أو وطنية . أنما كانت هبات شباب مظلوم مقهور فقير .فتح لهم المجال التواصل الاجتماعي غير المسبوق وتوحدت أهدافهم ونسقلوا بالحوار السياسي .شباب لا يعرفون بعض مسبقا عرفوا بعضهم من خلال الفليس بوك أو التويتر .... وغيرها من الوسائل الحديثة التي ساعدتهم على نقاش معاناتهم وأهدافهم وجمعتهم الميادين التي هزت عروش العديد من الأنظمة . كيف لو أن الشباب كانوا منظمين ولديهم الخبرات الكافية لتعامل مع المستجدات . سرقت ثوراتهم في بعض الأماكن .
ونقلب عليهم ما يسمى حكومات الظل . أو الدولة العميقة . وتناثرت طموحاتهم منهم من قتل ومنهم من سجن .ومنهم من شرد , ومنهم ينتظر فرصة أخرى لنزول إلى الميدان .وصلت الفكرة للجميع بان من افشل ثوراتهم هم الغرب . وان الغرب يحارب أي فكرة للحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات