سيدي ومولاي بعد الله، جلالة الملك سليل الملوك من السادة النجب، قبيل الافطار ادعو لك دعوة مَن تحلل من كل شهوة، يرجو من الله عونا ولطفا وعفوا ومغفرة.

ادعوه ربي ان يمدكم بكل الخير وان يلهمكم دوما الى ما فيه صلاح هذا الشعب والامة.
متطلعين الى غد مشرق بهمتك وقيادتك وحكمتك.

سيدي: الفقراء انواع منهم من افتقر للمأكل والمشرب والمأوى ،ومنهم من افتقر لعضو من جسده فاعجزه، ومنهم من افتقر الى السعادة فلم يجدها، ومنهم من افتقر الى الخلق القويم، ومنهم رغم ثرائه المادي افتقر القناعة والشبع والعفة .

سيدي: فقراء الوطن كثر، وكثيرهم موزع بين فقر من نوع الى فقر من نوع آخر.

تحرص يا مولاي دوما على زيارة نوع واحد من فقراء الوطن، وهم الفقراء للطعام والمسكن والمشرب واللباس، وهو امر جد جميل، لكن الفقراء الموزعين على مختلف الارجاء والانواع لا من احد يلتفت لهم حتى انت يا مولاي.

الوطن بخير ممن افتقروا الى الطعام والشراب والسكن لانك تسد لهم حاجاتهم فيقنعون ويحمدون الله ولجلالتكم شاكرون. لكنها المصيبة الكبرى فيمن هم حولنا ، ربما على جنبينا وفوق ظهورنا ، يخجلون ان يسألو اهل المروءة عن حفنة من اخلاق، او جرزة من نبات الشهامة ، فتراهم خجلين من اظهار فقرهم لانهم مساكين لا حول لهم ولا قوة، تراهم يخجلون من اظهار مرض انهيار القناعة، وتفسخ اوصال الشبع، اليسو مساكين؟ بلا والله، واذ فقراء الطعام والشراب احسن منهم حالا فاننا نتطلع بغاية الشوق والرجاء الى الالتفات لمثل هذا النوع من الفقر، فمن غيرك مولاي يقيل فقرهم، ويعيد لهم مناعتهم وعافيتهم ولياقتهم السلوكية والضميرية .

واذا ما تحقق الرجاء في شهر الرجاء، يصبح الوطن بلا فقراء، اتدري مولاي وانت القائد الفذ لماذا يصبح الوطن بلا فقراء؟

لان فقراء الطعام سيتلاشون ويختفون ولا يظهرون على الطرقات والابواب حياء وقناعة بهمة باقي الشرفاء وانت سيدي ابو الشرفاء وعميد وطننا الذي نبتغي علاه.

عميد متفاعد.