الحاويات ملاذ الجائعين .. !!


أتساءل تساؤل الباحث عن إجابة ترى هل من المصادفة أن تأتي حكومة وبهذه اللحظة السياسية الخطرة للغاية من خارج الزمان والمكان ؟!!

نتحدث عن لحظة ذات دلالات متعددة ومتنوعة على مستقبل الأردن والمنطقة والشعوب ، لحظة نجد فيها الجائعين الأردنيين لا يجدون ملاذاً لهم سوى الحاويات ، ومثل هذا المشهد يحاكي جملة مواقف تجاه الأردن الذي قدم الغالي والنفيس واستقبل الهجرات منذ النكبة الفلسطينية مروراً بالنكبة العراقية وصولاً إلى النكبة السورية ، والسؤال الذي تتوالد عنه مجموعة من الأسئلة : لماذا يراد للأردني أن يبقى ضمن عناوين الفقر والبطالة ، في ظل غياب كامل لحكومات قادرة على إثبات وجودها محلياً من خلال الاستفادة من الموارد المحلية مثل النفط والغاز وغيره الكثير من ناحية وضرب رؤوس الفساد والإطاحة بهم من ناحية ثانية ؟!!

والطامة الكبرى أن كل ذلك يتأتى في وقت نجد فيه معظم الحكومات داخل وخارج المنطقة تحاول أن تجد لها مكاناً يثبت دولتها على الخريطة الإقليمية والدولية التي تحدد معالم المنطقة الجيوسياسية ..!!

من جهة أخرى نرى أن الخطورة ليست في عدم قدرة الحكومة على ترجمة المواقف الأردنية التي من شأنها إجبار الدول المعنية على تسديد الفواتير الأردنية الإنسانية والأمنية والسياسية فقط ، وإنما في ذلك الخضوع الذي لم يعد خافي على أحد ، الخضوع الذي أنتج مشهداً يحاكي عنوان ومضمون فشل برامج الحكومات الأردنية المتعاقبة ، تلك الحكومات التي لا بد من محاسبة كل المسئولين فيها ، وإجبارهم على الأكل من الحاويات لكونهم السبب الأول والأخير الذي دفع بأولئك المواطنين الأكل من الحاويات ، نتحدث عن حكومات غير قادرة ولغاية هذه اللحظة على حسم ملفات الفساد ، وها هم قادة الفساد والإفساد يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب ، والنتيجة جوع وبطالة وفقر يضرب مفاصل الأمن الأردني في الداخل وعلى الحدود لا بل ويهدد الوجود ، والسؤال الخطير لصالح من ؟!! لصالح من هذا التحول الكبير ؟!

التحول الذي لا أجده يغذي إلا الحقد على الأغنياء ، نعم ، هناك تحول مرئي يا سادة يبلور شكل ووجهة الصراع الداخلي الأردني ، ويبين للفقراء أن عدوهم الوحيد الأغنياء الذين استولوا على مقدراتهم ونهبوها ، إذاً عملياً نحن أمام انزياحاً كبيراً في طبيعة مجريات الأحداث الداخلية الأردنية وأهدافها ، ولكن من يستوعب ؟ ومن يفهم ؟ ويدقق في خطورة اللحظة السياسية التي نعيش ؟!!

وبالمناسبة، وهذا الحديث موجه لكل من يعتقد أن أمريكا ما زالت السند ، نقول : الأمريكي لم يعد يعنيه استقرار الأردن لا من قريب ولا من بعيد ، ولو كان كذلك لقام بإثبات ذلك عملياً ، ليس من خلال تقديم المساعدات المالية العاجلة ودفع الدول الخليجية والسعودية تسديد الفواتير الأردنية ، ولكنه لم يفعل ، لماذا ؟! لأن هنالك سيد أخر في المنطقة ، سيد لم تدركه الحكومات الأردنية التي تعيش على أطلال الماضي الغربي الأمريكي والأوروبي ، سيد يتمثل في الصين وروسيا ، وإلا بماذا نفسر رفع الغطاء الأمريكي عن السعودية من ناحية ، والرضا عن إيران من ناحية ثانية ، هنالك مصالح لأمريكا في مناطق أخرى في العالم أهم بكثير من المنطقة الشرق أوسطية على الرغم من هذا الصراع المرير في هذه المنطقة ، والتي تريدها أمريكا منطقة فوضى ودمار حتى لا يستفيد منها الخصمين الروسي والصيني ، وحتى تبقى معظم الأوراق بيد الأمريكي عن طريق إسرائيل ، وبالتالي نستنتج أنه ليس مصادفة أن تأتي حكومات من خارج الزمان والمكان السياسي والاقتصادي الأردني والإقليمي والدولي ، وبخاصة في ظل هذه الظروف الغاية في الخطورة ، سيما وأن هناك برامج لجهة المشغلين والمشتغلين بالشأن الشرق أوسطي لم تنتهي بعد ، ملفات مهمة وخطيرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وجغرافياً ، ملفات تمثل العلاقة الناظمة لعموم المنطقة في ظل هذا الحضور الروسي والصيني المتصاعد في المنطقة ، وفي المقابل البرود الأمريكي والأوروبي تجاه الكثير من الأجندات التي كانت تمثل بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت ...!!

وإذا كنت كمواطن أردني أشعر بالحزن على هذا الفشل المركب للحكومات الأردنية المتعاقبة ، والذي لا يتوقف عند هذا الكم غير المتناهي من فشل الصناديق التنموية والبرامج الحكومية التي جاءت بهدف الحد من مشكلة البطالة والفقر ، والنتيجة أن الحاويات غدت ملاذ للجائعين ، إلا أنني كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي أشعر بالحزن المضاعف وأنا أنظر لهذه القيادة الهاشمية التي قدمت وعبر مراحل القرن الماضي كل ما من شأنه أن يحرر الإنسان العربي ، أنظر إليها وهي لا تكاد تعثر على مستشار واحد قادر على رؤية حقائق الواقع المحلي والإقليمي والعالمي ، مستشار أمني إنساني لا يخاف في الله لومت لائم ، وقادر أيضاً على فتح حوارات سياسية وأمنية واقتصادية ومالية مع روسيا والصين وإيران ، ولكن كيف يظهر ذلك المستشار ؟!! ولا نقول رئيس الحكومة ، أو رئيس الديوان ، أو رئيس الأمن الوطني ...!! كيف ، والمناصب عندنا تأتي بالتوريث إلى درجة لم نعد ندرك فيها ندرك علة إنشاء هذه الهيئة أو الصندوق أو المفوضية ، والتي لا يعين فيها إلا أبناء أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ، كفى يا سادة ، كفى حكومات خارج الزمان والمكان، بعد أن أصبحت الحاويات ملاذ الجائعين ، كفى ، سلخاً للمواطن عن وطنيته ، وعن انتمائه ، وعن استعداده لعمل أي شيء في سبيل الخلاص من أولئك الفاسدين والمفسدين ، فالجوع يشمل الجميع العاملين والمتقاعدين ، العسكريين والمدنيين ، ويشمل أولئك المتعطلين عن العمل من حملة الشهادات العلمية ، والمهنيين ، وغيرهم ممن لا يحمل لا هذه ولا تلك ، و ما يحدث غدا يهدد حدود ووجود الأردن شعباً وأرضاً ونظاماً ، لهذا تجدنا لا نتحدث من أجل التنفيس الاجتماعي عبر بعض المهدئات مثل زيادة لا تذكر على رواتب القطاع العام والضمان الاجتماعي ، وفي المقابل كوارث على الجمرك ونقل ملكية المركبات وشتى أنواع الضرائب رغم الظرفية المالية الصعبة التي يمر بها المواطن الأردني المنكوب بالفساد والإفساد ..!!

وأخيراً وليس بأخر العجيب الغريب أن الجنوب الأردني الذي يعتبر بنك الأردن ، والخزنة التي لا تنضب ، و الذي قامت عليه الدولة الأردنية وما زالت إلى اليوم ، المليء بالثروات المتعددة مثل البوتاس والفوسفات وشتى أنواع المعادن ، إضافة إلى المياه والبترول ، مضافاً لذلك خليج العقبة ، يكون وضع أبنائه بهذا الشكل ؟!!

كيف ؟!! وبأي قانون يكون هذا ؟!! أين حصصهم وأسهمهم ؟!! هذه أراضيهم كابر عن كابر وجد عن جد ، فكيف يأتي من أخذ رقم وطني بالأمس وأصبح أردني بين ليلة وضحها ليصبح صاحب حق في الأرض وفي التراب والحجر، وفي ثروات أصحاب الأرض الشرعيين ؟!! وماذا نسمي ذلك احتلال أم إحلال ؟!! صدقوني لا نريد أن نخرج جميعنا عن النص الجامع ، ولكن ضمن حدود وشروط تحترم أولاً وأخيراً بيعة العشائر الأردنية للعشيرة الهاشمية ، وفي الختام أقول لكم جميعاً : والله نمتلك تراب وحجارة تباع بمليارات الدولارات والموطنين يأكلون من الحاويات كيف ؟!!! هذا عدا عن كل ما يخطر ببالكم من معادن ، ولكن ماذا يكون المصير ،والحكومات من خارج الزمان والمكان ؟!!

خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .



تعليقات القراء

معن سامر
صدقت بكل كلمة قلتها أنا أعرف ناس يعملون في وظائف حكومية ويذهبون إلى حاويات الأغنياء في عبدون ودير غبار وغيرها من هذه المناطق ويطعمون أبنائهم من الحاويات
29-06-2016 01:19 PM
أنس درويش
سيادة الشريف أنت تقول الحق ولا شيء غير الحق والسؤال أين أنت وأمثالك عن مناطق صنع القرار في الأردن ولماذا يتم تغيبكم وفي هذه المرحلة بالذات
29-06-2016 01:21 PM
عصمت الحمايدة
سلمت يمناك يا أسد الأردن والجنوب
29-06-2016 02:28 PM
أبو طلال المعاني
نفسي يوكلوا من الحاويات ... يا الله ... يارب أنك تمتلك أمرهم يا رجل يارب يا الله ، اللهم أسالك باسمك الأعظم أن تجعلهم ملك يمنه حتى يطعميهم من الحاويات ويفش غلنا بس مباشر يستر بيتك على التلفزيونات والفضائيات يارب
29-06-2016 02:30 PM
سميح الطروانة
والله أنسلخنا عن كل أشي وما ظل أشي ويش نسوي تيبس بطن هيه حكومة
29-06-2016 02:32 PM
نعمان أبو الطيب
ما من غريب أو مستبعد على الله ، هذا الشعب مجاب الدعاء أخ أبو طلال ، وأعلم أن المدد من الله قادم ليكون أولئك الفاسدين عبرة لمن إعتبر على أيدي هؤلاء الأشراف أمثال سيادة الشريف الدكتور رعد مبيضين الأكرم .
29-06-2016 02:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات