جولة تفقدية لنزلاء مقبرة الخندق


لماذا مقبرة الخندق بالذات ؟؟ وهل الموتى بحاجة لمن يتفقد أحوالهم ؟؟ فهم موتى ويشهد على ذلك صمتهم الرهيب وعجزهم حتى عن الاحتجاج على زوّار المقبرة الذين يطأوون بأحذيتهم الجثامين المكتسية بالحلل البيضاء.
نزلاء مقبرة الخندق أعرفهم واحدا واحدا بأسمائهم وصورهم وسيرتهم الذاتية انهم أهل كرامة ومرؤة وكبرياء ولكنهم للأسف موتى وليس بمقدورهم طرد الكلاب التي تنبح فوق رؤوسهم وتنهش جثامينهم المسجاة بكل وقار وسكون تحت الشبائح التي تفوح منها رائحة الحنوط .
مقبرة الخندق صارت مرتعا للكلاب الضالة وموئلا للأفاعي السامة والحشرات الزاحفة والطياّرة وملاذا آمنا للغرباء ...
بصراحة حارس المقبرة وحده هو من يتحمّل كامل المسؤوليّة عما آلت اليه أحوال المقبرة. أمس الأول قمت بجولة على المقبرة , طفت في أرجائها
وتفقدت قبورها قبرت قبرا ولمست عن قرب حجم معاناة نزلائها .
من عادتي عند كل زيارة للمقبرة ان أطيل الجلوس عند قبر المرحومة الوالدة وهو بالمناسبة يقع الى جانب قبر الوالد فأقدّم لها تفصيلا كاملا عن أحوالنا وبدورها تشرح لي كل ما يجول بنفسها من خواطر.
لم اعرف سرّ تجهمها وعدم رغبتها هذه المرة في مواصلة الحديث معي فغادرت المكان حاملا خيبتي معي ....
عندما دخلت المقبرة كانت البوابة مفتوحة بالكامل
رأيت عشرات الكلاب الغريبة تجوب أرجاءها
ورأيت الأفاعي والسحالي تتسلق ( شواهد القبور) ونعيق الغربان المسترخية فوق ( الشواهد) يمحو ما كتب عليها من معلومات عن تاريخ المقبرة وسيرة حياة كل نزيل.
خرجت أبحث عن حارس المقبرة لأنقل له عتب الموتى عليه وغضبهم منه لتركه المقبرة مشاعا لكل الغرباء ولكن للأسف كان كعادته غير موجود..
أطرح سؤالا بريئا .. ماذا لو تدخلت القدرة الالهية وأعادت الحياة فجأة لهؤلاء الموتى .. تخيلوا معي ماالذي سيحصل ؟؟
عندما يبدأ الموتى بالتململ ستتشقق القبور وتتمزق الأكفان وستتحول المقبرة الى ساحة حرب.
أدعو حارس المقبرة أن يقدّر بنفسه فضاعة ما سيحصل وان يشرف بنفسه على اعادة الكرامة والحياة لنزلاء المقبرة وتنظيفها من كل الحشرات والزواحف والكلاب والحيوانات المفترسة التي لم يسلم من شرورها الأحياء والأموات على حد سواء.



تعليقات القراء

مواطن مكتئب
أسمعت لو ناديت حيا

الأحياء ما حدا مهتم بحالهم يا صديقي
27-06-2016 09:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات