إستهداف "داعش" للأردن .. ما المطلوب ؟ وهل نتوقع اعتداءات أخرى ؟


جراسا -

المحرر السياسي - تبنى تنظيم "داعش" بالامس جريمته الارهابية الجبانة، التي نفذتها ايادي غدره الحاقدة، في منطقة الرقبان الحدودية قبل أيام، والتي ارتقى جراءها سبعة من شهداء الامن العام والدفاع المدني والجيش، خلال قيامهم بتأدية مهامهم الانسانية فجر رمضان، باغاثة اشقائنا السوريين المهجرين من بلادهم ..تصعيدا خطيرا مقصودا من التنظيم على حدودنا الشمالية الشرقية، يتطلب قراءته جيدا، ورفع مستوى الجاهزية والوعي والتلاحم الوطني، والتوقعات القادمة  أيضا، الى مرحلة الذروة.

المحافظة على الجبهة الداخلية متينة عصية، هو الرد المطلوب الاوحد .. والمتربصون المتطاولون على جنودنا، تعرف قواتنا المسلحة كيف تنسيهم حليب أمهاتهم، إن تجرأوا، وتعرف كيف تحيل جثامينهم، طعاما للكلاب الضالة على ثغور حدودنا، اذا ظل منها شيئا يؤكل..

ثقتنا بقواتنا المسلحة الباسلة مطلقة وراسخة كجبل أشم يصل سناه عنان الكواكب.. فهو جيش استمد عقيدته العسكرية من ايمانه الراسخ برسالة امته الخالدة المبنية على الحق .. وهو الجيش الذي يساوي فيه الجندي الفا من العدا، عزيمة وشكيمة.. تدريبا وتجهيزا.. لا يعرف الخوف طريقا الى قلوبهم سوى مخافة ربهم .. ويتسابقون الى الشهادة في سبيله كما يتسابق العدا امامهم فرارا صغارا خشيتهم.. وهم النشامى الذين نذروا انفسهم لله وامتهم ووطنهم الاغلى واهلهم .. وما بدلوا تبديلا ..

وفوق كل هذا.. لا يوجد جيش في العالم كله، يحظى بمحبة واحترام وثقة شعبه، والتقافه حوله، كما الجيش العربي الباسل.. فغدا جيشنا أنموذجا بذاته وقدراته، وبحاضنته الشعبية الممتدة على كل ذرة تراب اردنية، وفي قلب كل اردني نابض ..

كما أن ثقتنا بفرسان الحق، ونشامى اجهزتنا الامنية ، من مخابرات واستخبارات وامن عام ودرك وأمن وقائي .. الذين يصلون الليل بالنهار على أمننا، لنظل واولادنا واعراضنا وممتلكاتنا، مطمئنين امنين سالمين من كل اذى، وهم المدربون المجربون، الذين يبسطون سطوتهم وسيطرتهم على الارض، حماة الحمى، وحراس الاردن واهله، صقورا يترصدون اي فاسد حاقد، مترصد بنا ووطننا.. الثقة بهم مطلقة لا تقبل النقاش في وجدان الاردنيين جميعهم قيد ذرة.. حتى اصبح كل اردني واردنية، صغارهم وكبارهم، امتدادا لاجهزتهم الامنية، فارتفع حسهم الامني ويقظتهم بشكل لم يطبقه أي شعب يوما، خاصة مع احداث الاقليم الملتهبة ومحاذيرها، فصاروا يمررون كل معلومة تثير الشبهات يشكون فيها، لاجهزتنا الامنية التي تتكفل على الفور بالمتابعة والتحري واتخاذ اللازم ..

هذا التناغم غير المسبوق في اي دولة بالكون، بين قيادتها وجيشها واجهزتها الامنية ومواطنيها، ما وصل اليه الاردنيون يوما الا لتعلقهم بكل ذرة من ثرى الاردن الذي يجمعون ويجتمعون على محبته وخوفهم عليه .. متوارثون عشقه من تضحيات اجدادهم وابائهم، ليكملوا وابنائهم من بعدهم، مشوار هواه ..فتجسدهم الولاء والاتتماء وتقمصوه، لا وصفا ومثيلا لهم بين الشعوب ابدا.

ومع ارتفاع مستوى التهديد الذي يتوجب ان نتوقعه ونترقبه في اية لحظة.. لما للاردن من موقع وسط دول تعج بالفوضى والقتل والارهاب والخراب، ولما لنا ممن يحسدون نعمة الله بامنه علينا.. يتطلب من اﻻردنيين جميعهم دوما، رفع مستوى يقظتهم خلف قيادتهم وجيشهم واجهزتهم الامنية، والرد على اي محاولة ارهابية جبانة غايتها شق الصف، برص الصف.. وزيادة اللحمة والوحدة والتماسك، وتنحية الخلافات الداخلية جانبا، والوقوف معا في خندق الوطن.

هو هكذا معدن الاردنيين في كل خطب، تزيدهم كل طعنة غادرة قوة جأش وصلابة .. ويزيدهم كيد الاخرين لهم، تحابا وتآخيا فيما بينهم .. وكانهم يردون على من يحاولون النيل من وحدتهم وخلخلة قلاعهم، بزيادة لحمتهم. ورص مداميك جديدة في قلاع وحدتهم ووطنهم، فاي شعب عظيم انتم لله دركم !

وفي خضم هذا المشهد الذي يتطلب الوعي من الجميع، تقع مسؤولية كبيرة على وسائل اعلامنا الوطنية المسؤولة.. كما على وسائل اعلامية اخرى، ان ترفع منسوب مهنيتها ووعيها الى حجم المرحلة، بالانتهاء اولا من اخبار القص واللصق، التي اضحت "اعلانات" مجانية لاعداء مترصدين بالوطن، دون قيام تلك الوسائل بتحريرها حتى وأردنتها.. بل ومعرفة ابعادها، بدراية وخبرة ..

كما على اصحاب الكروش القابعين في صالوناتهم السياسية ذات النجوم الخمس، التي يرتعون فيها بسيجارهم الكوبي، ومشاريبهم التي تؤثر على مخرجات عقولهم وكلماتهم لاحقا.. ان يرحمونا من تنظيراتهم التافهة، والتوقف عن مهازلهم البعيدة عن نبض الشارع، الذي ارتقى بوعيه لمراتب اعلى منهم ومن هذيانهم ..

وعلى حكومتنا المبجلة ايضا، ان تدرك بان هذا المواطن الذي تسلخه بسياط قرارتها الافتصادية صبح مساء، قد ضاق ذرعا، وهو حاضنة الدولة حينما تشرئب الخطب، وان تتقي الله فيه .. ولا تهيء له الاجواء المنفرة في الاوقات التي تتطلب اجتذابه، واصطفافه خلف ومع دولته كما كان دوما ويكون.

تبني داعش بالامس ارتكاب جريمته بحق ابنائنا، مدعاة مؤكدة لتوقع محاولات اخرى، يتوجب علينا جميعا وضعها في حساباتنا دون مواربة.. كي لا نفاجىء ان تكررت لا قدر الله .. باحتوائها وامتصاصها، ولرفع مستوى الحبطة والحذر واليقظة، قبل ان يرد جيشنا بالفعل الفصل المزلزل ان تطاول اي حاقد، ويحيل الارض جهنما تحت وفوق اشلائهم ..

حين زكى النبي الكريم ابناء بيت المقدس، قال: و "اكناف بيت المقدس"... لعلمه بالوحي صلوات الله عليه وسلامه، ان اﻻردنين اهل "رباط وحشد" وهم "على الحق ظاهرين ".. و"لعدوهم قاهرين" ..هذا شرفهم الذي لا يطاله في الارض احدا ..كيف وهم مرابطون على ارض اﻻردن طالما الدنيا قائمة ؟.. "لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك" !. صدق رسول الله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات