إسرائيل تعلن حالة التأهب خوفا من الانتقام لاغتيال المبحوح


جراسا -

ذكر مراسل صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية فى القدس، أن مقتل محمود المبحوح فى دبى جاء ليندرج فى قائمة طويلة من تصفيات خصوم إسرائيل، وأنه على الرغم من أن عملاء الموساد لم يعلنوا مسئوليتهم عن هذه العملية، إلا أن إسرائيل أعلنت حالة التأهب خوفا من الانتقام لمقتل هذا القيادى فى حماس، خاصة مع اقتراب ذكرى اغتيال مغنية، التى توعد حزب الله بالثأر لمقتله. كما عقدت الصحيفة مقارنة بين مقتل المبحوح والمحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال خالد مشعل فى 1997.

أرجعت الصحيفة مقتل المبحوح إلى ما أطلقت عليه "حرب الظل"، والتى تقوم على أسس وقواعد خاصة بها، حيث تنفجر قنابل وتغرق سفن ويموت رجال، كل ذلك فى ظروف غامضة. ولكن لا يعلن أحد مسئوليته عن تلك الجرائم التى تنتمى لهذا النوع من النضال السرى، الذى تدور رحاه فى إسرائيل وإيران والمنظمات السرية التابعة لحماس وحزب الله. ويأتى مقتل المبحوح فى غرفة فندق بدبى فى هذا السياق.

وبطبيعة الحال، كما تشير الصحيفة، لم يعلن الموساد مسئوليته عن هذه العملية، ولم ينفها أيضا. تماما مثلما لم يعلن أحد مسئوليته فى اغتيال السورى محمد سليمان، المساعد المقرب من الرئيس بشار الأسد والذى قتل فى أغسطس بعدة رصاصات فى منزله برمال الذهبية، والذى كان مسئولا عن عدد من الملفات الحساسة، بما فى ذلك البرامج السرية للأبحاث الخاصة بتسلح النظام السورى، وربما أيضا تزويد حزب الله بالسلاح فى لبنان.

وكذلك الحال مع عماد مغنية، أحد أبرز القادة العسكريين فى حزب الله، الذى قتل فى انفجار غامض بسيارة وسط دمشق فى فبراير 2008. أو أيضا عضوى حركة حماس، اللذين لقيا حتفيهما فى انفجار سيارة مفخخة خارج مكتب ممثل المنظمة أسامة حمدان فى 27 ديسمبر 2009 فى الضاحية الجنوبية لبيروت.. أو كذلك الخبير النووى الإيرانى مسعود على محمد، الذى قتل بدوره فى طهران الشهر الماضى.

إلا أن هذه العناصر المتباينة، والتى تبدو دون رابط واضح، ترسم فيما بينها، كما تقول الصحيفة، صورة مليئة بمناطق غامضة، ولكن يظهر من ورائها صراع خفى ودون رحمة، تمثل كل حلقة به، حتى لو كانت ناقصة وغير متسقة، عنصرا من عناصر الحرب الباردة الجديدة التى تجرى فى الشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة عن المبحوح إنه يعد، مثله فى ذلك مثل عشرات من نشطاء حماس، قاتلا وإرهابيا بالنسبة للإسرائيليين، وبطلا ومقاوما بالنسبة للفلسطينيين. فقد نظم عملية خطف جنديين إسرائيليين وشارك فى التحضير لعدة هجمات. وسجن وهدمت إسرائيل بيته انتقاما منه، لكنه تمكن من الفرار من غزة إلى مصر، ثم إلى سوريا. وأصبح مسئولا عن تنظيم الشبكات المعقدة التى تزود حماس بالأسلحة من إيران والصين وكوريا الشمالية، ثم عن طريق البحر الأحمر والسودان ومصر. وفى هذا السياق، كان المبحوح قد حضر إلى دبى لمقابلة أحد المصادر الإيرانية للتنظيم لعملية شحن أسلحة إلى حماس. وإذ تعتبر إسرائيل أن حماس تابعة لإيران ومكلفة بتأمين جبهة مفتوحة فى جنوب البلاد، فهى تسعى بكل الوسائل لقطع الطرق السرية لحركة حماس.

وتعقد الصحيفة مقارنة بين اغتيال المبحوح ومحاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية خالد مشعل، قائلة إن هذا الأخير عندما يتوعد بالانتقام من الموساد التى اتهمها بقتل المبحوح، فهو يعرف أكثر من غيره أساليب الموساد. لاسيما وأن سيناريو عملية اغتيال المبحوح تذكر بمحاولة اغتيال مشعل فى 1997. والفرق الوحيد بين العمليتين هو نتيجتها. فمشعل لا يزال حيا، كما أن عملية اغتياله الفاشلة لا تزال تشكل واحدة من أكثر لحظات الإخفاق المريرة التى عرفها الموساد.

ففى ذلك الوقت، كما تروى الصحيفة، استطاع عدد من العملاء الإسرائيليين، الذين جاءوا إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة، حقن أذن خالد مشعل بنوع من السم، فى قلب أحد شوارع عمان. إلا أن العملية فشلت بسبب تدخل الحراس الشخصيين لمشعل، والذين تمكنوا من الإمساك باثنين من هؤلاء العملاء. وأثارت هذه القضية أزمة دبلوماسية خطيرة بين الأردن وإسرائيل آنذاك، وأثارت غضب السلطات الكندية كما أجبرت بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، إلى التراجع بشكل مهين. واضطر الإسرائيليون لتوفير المصل المضاد لهذا السم والذى أنقذ حياة مشعل، والإفراج عن الكثير من سجناء حماس، بمن فيهم الشيخ ياسين. كما أُجبر رئيس الموساد آنذاك، دانى ياتوم، على الاستقالة. وأصبح مشعل الزعيم الرئيسى لحركة حماس.

بيد أنه إذا كانت عملية اغتيال محمود المبحوح تمت بالفعل على يد الموساد، فإن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى قد أظهر هذه المرة تخطيطا أفضل بكثير. لاسيما وأنه فى الوقت الذى ترفض فيه إسرائيل الاعتراف بالمسئولية عن مقتل المبحوح، أعلنت فى الوقت ذاته حالة التأهب فى الجيش والسفارات وأى منظمة تمثيلية لها فى الخارج، مشيرة إلى احتمال حدوث عمليات انتقامية ضدها من قبل حماس.. أو حزب الله، خاصة مع اقتراب ذكرى اغتيال عماد مغنية، والتى تعهدت الحركة اللبنانية بالانتقام لمقتله.
(اليوم السابع)



تعليقات القراء

ملاك(((((((((((((((((
افففففففففففففففففففففففففففففففففففففف
هدوا شويه
04-02-2010 06:42 PM
عادي
يعني من كل عقل المحرر نشر الخبر هاد.... قال يعني اسرائيل خايفه تحمي حالها من حماس.....هههههههههههههه شي بضحك و الله.... مش استخفاف بحماس لا سمح الله... بس ما في اي دوله بالعالم قادره توقف بوجه اسرائيل او تهدد اسرائيل.... هاد واقع ما لازم ننكره... فما وقفت على حماس القصه
08-02-2010 12:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات