شهداء الحدود


سادتي الجنود

نعم هكذا يروى التراب الطيب زرعه والثابت جذره والأصيل فرعه، وهكذا ستنتصر دمائكم على مفخخات قاتليكم النَّائحينَ واللَّاطمينَ خدودَ فضيحتِهِم بكلِّ بَجَاحَةٍ قريبا إن شاء الله.
سادتي الجنود

طأطأت حروفنا رؤوسها خجلاً، وضاقت مساحةُ كلماتِنَا أمامَ مساحةِ دمائكم التي نزفت من أَمْسِكُم إلى يَومِنا. وستبقى رؤوسكم الشَّامخُة عالية كالغيم تظلل الأردن وتسقيه فراتا عذبا سلسلاً غدقا، وتلقي بيان النعي على قاتليكم 'قاتلهم الله أنى يؤفكون'.

مثل عَطَشِكُم لشربَةِ ماءٍ وأنتَم صائمون وترون الفيافي من دِمكُم المُهراق، كذا هوَ عطَشُ أطفالِ سوريَّةَ إلى شربةِ ماءٍ ومسحةِ حنانٍ قبلَ سَفَرِ الرُّوحِ وهم تحتَ الرُّكامِ الذي بناهُ قاتلوهم النَّائحونَ...فهم لا يُتْقِنونَ إلَّا بناءَ الدَّمار.

سادتي الجنود

ليس هيناً علينا أن نفقدكم، فالمصاب جَللّ والمعاني تائه وكلمات الرثاء أغدقناها على من قضوا في الجوار...وفي الجوار، في سوريَّةَ ؛لا زينبٌ تبكيكم أو ترثيكم، فكلُّ الزَّيانِبِ قَضَينَ بقذيفةِ غدرٍ كما قضيتم.

سينجلي الهم وسيلتئم الجرح وسينبت الزهر...وهناك عند مطلع الفرح؛ سنكتب عن هذه التضحيات والملاحم لأجيال قادمة تذود عن الحمى كما ذدتم بشرف ورجولة.

سادتي الجنود

الصبر الصبر...ويكأن الله يبسط الصبر لمن يشاء.

الصبر الصبر ومع الصبر نرفع أكفنا ضارعين لله تعالى أن يتغمدكم بواسع رحمته وينزل السكينة والطمأنينة على أمهاتكم وأهليكم، إنه سميع مجيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات